صوت القلم

ماذا بعد سقوط نظام الأسد؟

9 ديسمبر 2024 10:00 م

أحداث متسارعة وتقدّم كبير لقوات المعارضة السورية وسقوط لمُدن كبرى وانهيار للجيش السوري والتخلي عن ضباطه وجنوده يواجهون مصيرهم، وهروب الرئيس بشار الأسد، ثم الدخول لدمشق والسيطرة عليها، ومن ثم اتفاق بين قائد قوات المعارضة ورئيس الوزراء السوري على إدارة البلد حتى تستقر الأمور.

لقد قرّر الرعاة التخلي عن النظام السوري، فهم منهكون وقد اقترب الخطر منهم، فإيران قُطعت أذرعها وتمت تصفية زعيم حزب الله، وأُضعف الحزب حتى أصبح غير قادر على حماية نفسه وهو الذي كانت إيران تضرب به وتهدّد من يُحيد عن خطها، أما روسيا الحليف الكبير لنظام بشار الأسد، فقد أنهكتها حرب قاربت على الثلاث سنوات مع أوكرانيا واستنزفت طاقات جنودها وانتبهت لضعفها مقارنة بأعدائها، ليحاول جاهداً نظام الأسد الاعتماد على جيشه بعد إدراكه أنّ حُلفاءه قد باعوه، ولكن الجيش السوري منهك بحرب استمرت منذ العام 2011، ومعنوياته محطمة ويعاني من تدني الرواتب حتى امتهن الكثير من جنود الأسد، السرقة والتعدي على الممتلكات.

الهارب بشار الأسد لم يستغل دعوته لمؤتمر القمة العربية في الرياض 2023، ولم يستمع للنصائح بتقريب وجهات النظر مع المعارضة السورية والأطراف الفاعلة في المنطقة، وهذا ما جعله يشكّل عبئاً ثقيلاً على جيرانه، وأصبح شخصاً غير مرغوب فيه، وهنا بداية النهاية بالنسبة للنظام السوري الذي كابر ولم يعترف بتغير الأوضاع الإقليمية والقوى المسيطرة.

اليوم، بعد إسقاط النظام السوري لا بد من تغليب لغة العقل وتصدر رجال الدولة والعقلاء للمشهد، وهذا ما نتمناه حتى لا تفلت الأمور ويعيش البلد في فوضى خلاقة، فالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحقن دماء أبنائها وسيادة أراضيها والحفاظ على سلامة مؤسساتها وبنوكها مسؤولية مجتمعية، وهذا من شأنه أن يسرع في عملية إرساء دعائم وحدة وطنية سورية ووطن قوي متماسك ليتم تحقيق أهداف وتطلعات الشعب السوري الذي عانى كثيراً طوال سنوات مضت، والله من وراء القصد.

mesferalnais@