بعد اجتماع القمة الخليجية في يوم الأحد الماضي في دولة الكويت فإنه بحد ذاته يمثّل دلالة قوية ورسالة إستراتيجية مهمة على التعاون والترابط الخليجي عبر أربعة عقود، وهو فعلاً (الشامخ) كما ذكرت جريدة «الراي» في صفحتها الأولى يوم أمس الإثنين.
لذا، فإن التلاحم الخليجي بمثابة تحدٍ سنوي وربما يومي والعالم من حولنا يغلي بصراعات متعددة وأخطار وتحديات متنوعة، فمنطقة الخليج العربي كانت ولا تزال هدفاً دائماً للنزاعات الدولية والمخططات العالمية والإقليمية، وفي مختلف النواحي خصوصاً من الناحية الاقتصادية، ودول مجلس التعاون لديها من الثقل الاقتصادي الكبير والموقع الجغرافي المهم، ومن ذلك امتلاكها لاحتياطيات النفط تعتبر من الأهم في العالم وهو المصدر الرئيسي للطاقة العالمية رغم تنامي استخدام الطاقة المتجددة.
لذلك، فإن دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن يكون لديها بمثابة (اللوبي) الاقتصادي والسياسي ليكون عاملاً مؤثراً ويكون بالقرب من دوائر صناعة القرار في العالم، وبالتحديد في الدول الكبرى، وكذلك يجب استغلال عناصر القوة الخليجية والتي منها أيضاً امتلاك عدد من العواصم الخليجية لصناديق سيادية ضخمة بمئات المليارات من الدولارات، والتي ترتبط بمصالح دولية واستثمارات عالمية، فالأفضل أن يكون هنالك نوع من التحالف الحقيقي بين تلك الصناديق ليكون أشبه بصندوق سيادي الأكبر من نوعه في العالم ! بالإضافة إلى أنها من أكبر المستوردين للبضائع العالمية ومنها الطائرات والأسلحة، لذا، فهو سوق استهلاكي مهم.
إنّ قوة وتفعيل التكامل الخليج نفسه واستثمار عناصر القوة لديها كما ذكرت فإنه يؤدي بإذن الله بأن تكون لاعباً رئيسياً عالمياً ومؤثراً دولياً، ويكون لديها نفوذ وتأثير اقتصادي وسياسي في القرار الدولي لتحقيق مصالحها ولمواجهة الأخطار المحتملة. وأتمنى أن يكون لدينا جيش خليجي موحد ومتطور لردع أي محاولة للمساس بأي دولة من دول الخليج، ويكون لدينا بمثابة القبة الخليجية الحديدية وليست للتعامل فقط مع السلاح التقليدي بل للحماية من الأخطار المختلفة ومنها الخطرالنووي والخطر السيبراني، لتكون درعاً وحماية لذلك.
وهناك نقطة أخرى ومن وجهة نظري أيضاً أتمنى أن تتم الاستفادة من إيجابيات الاتحاد الأوروبي بحيث يتم تطبيق المفيد منها في دولنا وتجنب أي أخطاء والاستفادة من الدروس الأوروبية حتى يتم البناء عليها في واقعنا الخليجي لتسريع التكامل لينتقل من التعاون إلى الاتحاد بإذن الله تعالى، فالاتحاد قوة خصوصاً في زمن الصراعات وتقلبات المصالح في العالم، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
X @Alsadhankw