عائدون يحتفلون بـ«النصر» على إسرائيل وسط أطلال منازلهم في ضاحية بيروت الجنوبية

27 نوفمبر 2024 10:00 م

بيروت - أ ف ب - توافد سكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، إلى المنطقة لتفقّد ما تبقّى من منازلهم التي استحال قسم كبير منها ركاماً، لكن العديد منهم، رغم ذلك، حملوا أعلام «حزب الله» الصفراء للاحتفال بـ«نصر» على إسرائيل.

وغصّت شوارع الضاحية بالناس صباحاً بعدما كانت على مدى شهرين تقريباً مسرحاً لغارات جوية عنيفة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجراً (02.00 ت غ).

كان أنصار للحزب المدعوم من إيران يجوبون الشوارع التي ارتفعت كوم من الركام على جانبيها، على دراجات نارية، ملوّحين بعلم الحزب الأصفر. كما سُمع إطلاق نار كثيف في الهواء، احتفالاً بـ «النصر».

وقال نظام حمادة (مهندس)، «نحن عائدون إلى هذه الضاحية البطلة (...) نشعر بالاعتزاز، انتصرت المقاومة».

وأعلنت فاطمة، التي طلبت عدم ذكر اسمها الكامل، أنه «منذ الرابعة فجراً توجهنا لنتفقّد منازلنا، منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار».

كان البعض في سياراتهم، لكنّ كثيرين كانوا يسيرون في طرق لم تعد صالحة للسيارات في جزء كبير منها. وانهمر بعضهم بالبكاء عند اكتشاف حجم الدمار، فيما وقف آخرون ينتظرون جرافات لإزالة الأنقاض من شوارعهم حتى يتمكنوا من دخولها.

دخان

لايزال الدخان يتصاعد من بعض الأبنية المدمرة بعد ليلة من القصف سبقت وقف إطلاق النار ووُصفت بأنها من الأعنف منذ بدء الحرب. وتسلّق شاب تلة من الركام للتلويح بعلم الحزب.

وتعتبر الضاحية الجنوبية معقلاً أساسيا لـ «حزب الله»، ودمّرت فيها إسرائيل أبنية تابعة له، واستهدفت الكثير من بناه العسكرية التحتية وأسلحته. وكما في العام 2006، يقدّم نفسه على أنه منتصر في وجه إسرائيل رغم الخسائر والدمار ومقتل آلاف اللبنانيين، معظمهم من الموالين له.

وقالت ديالا إنها جاءت على وجه السرعة لتحيي العزاء في المكان الذي اغتيل فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بغارة إسرائيلية عنيفة في 27 سبتمبر.

وتابعت «لم يهمني الدمار. كنتُ أبحث عن المكان الذي خسرنا فيه روحنا. توجهت مباشرة الى هناك، ولم أنظر إلى أي شيء آخر. كان الظلام مخيماً».

وقالت كوثر «جئنا لنقول للسيد نحن واقفون إلى جانبك».

كما نظّم الحزب جولة إرشادية للصحافيين.

وأعلن نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي خلال مؤتمر صحافي، أن الحزب يحضّر «لتشييع سيكون استثناء واضحاً وقوياً وشعبياً ورسمياً وسياسياً» لنصرالله الذي دُفن خلال الحرب موقتا «كوديعة».

على مقربة منها، كان أنصار الحزب يوزّعون على المارة صوراً لنصرالله وأخرى لرئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي، الذي كان يفترض أن يخلف نصرالله والذي اغتيل أيضا في غارة جوية في أوائل أكتوبر.