الشّكوى والعتاب

27 نوفمبر 2024 12:55 ص

هكذا هو العنوان: الشكوى والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب لأبي منصور عبدالملك بن محمد الثعالبي، تحقيق د. إلهام عبدالوهاب المفتي، كلية التربية الأساسية (الكويت)... وممّا ورد في متن الكتاب... قال الأحنف:

شكوتُ إلى عمي صعصعة بن معاوية، وَجَعاً في بطني، فنهرني، ثم قال: يا ابن أخي إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى أحد، فإنما الناسُ رجلان، صديق تسوؤهُ وعدو تسرّه والذي بك لا تشكه إلى مخلوقٍ مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ولكن من ابتلاك هو قادر أن يُفرّج عنك...

يا ابن أخي إحْدَى عينيَّ هاتين ما أُبصرُ بها سهلاً ولا جبلاً من أربعين سنة، وما أطلعت على ذلك امرأتي ولا أحداً من أهلي...

شكوتُ وما الشكوى لمثلي عادة

ولكن تفيضُ النفسُ عند امتلائها

وقول آخر:

وكم من أخٍ ناديتُ عند مُلمة

فألفيتهُ منها أمضى واقدحا

وقال آخر:

وليس تشكو إلى خلقٍ فتشمتَهُ

شكوى الجريح إلى الغربان والرَّخم

وفي العتاب:

كل يوم قطيعة وعتاب

ينقضي دهرنا ونحن غضابُ

وقال بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور مُعاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبهُ

وقال عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر ابن أبي طالب:

رأيتُ فضيلاً كان شيئاً مُلفَّقا

فكشَّفهُ التمخيض حتى بدا ليا

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا

فعين الرضا عن كل عيب كليلةً

ولكن عين السُّخط تُبدي المساويا

وقال آخر:

وعين البُغض تُبرزُ كلّ عيبٍ

وعين الحُبّ لا تجد العيوبا