موجة نزوح جديدة... وأمطار الشتاء تزيد من بؤس سكان القطاع

إصابة مدير مستشفى كمال عدوان بجروح خطرة... ونتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار

24 نوفمبر 2024 10:00 م

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في أحد أحياء غزة، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة، في حين أصيب مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبوصفية في شمال قطاع غزة بجروح خطرة ليل السبت - الأحد بعدما قصفت طائرة مسيّرة المستشفى الذي لايزال يعمل جزئياً.

نتنياهو

وفي القدس، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة لسكان غزة مجدداً عرضه المادي لمن يكشف معلومات عن أماكن الرهائن، والمساعدة في تحريرهم.وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة الاسبوعية «بالأمس (السبت)، أصدرت منظمة حماس الإرهابية وثائق يُزعم أنها تظهر جثة إحدى الرهائن لدينا. نحن نتحقق من المعلومات التي لا يمكن التحقق منها في هذه المرحلة. نحن على تواصل مع العائلة وتم إصدار بيان مناسب لجميع العائلات. قلوبنا معهم».وأضاف «نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات بالطبع. ونحن نعمل باستمرار لتحقيق هذا الهدف المقدس... نحن نحاول استنفاد كل فرصة، وكل صدع، وكل فرصة، ولن أخوض في التفاصيل».وتابع نتنياهو «لقد قلت الأسبوع الماضي أثناء زيارتي لقواتنا في غزة، وأكرر اليوم: من يجرؤ على المساس بحياة رهائننا سيدفع الثمن. وقلت أيضاً وأكرر: من يخرج رهينة حياً من غزة سيحصل على 5 ملايين دولار، سيتم أيضا تعويض الآخرين الذين يقدمون معلومات قيمة».وتوجه رئيس الوزراء لسكان غزة، قائلاً «أناشد سكان غزة: إما أن تختاروا الحياة وتضمنوا مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم، أو أن تتمسكوا بالموت والدمار. الخيار لك. اختر الحياة».

أبوصفية

وفي غزة، قال أبوصفية في بيان مصور وزعته وزارة الصحة، أمس، «لكن والله هذا شيء لن يوقفنا عن إكمال مسيرتنا الإنسانية وسنبقى نقدّم هذه الخدمة مهما كلفنا».

وأضاف من سريره في المستشفى «بيستهدفوا الكل لكن والله هذا شيء لن يوقفنا... أنا أصبت وأنا في مكان عملي نحن نضرب يومياً بشكل يومي استهدفونا قبل هيك استهدفوا مكتبي و(أول من) أمس 12 إصابة لأطبائنا العاملين وقبل قليل استهدفوني ولكن هذا لن يثنينا سنبقى نقدم الخدمة».

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن أبوصفية «أصيب بشظايا بالظهر والفخد اليسرى ما أدى لنزيف شديد وحالته الآن مستقرة، جراء إلقاء طائرات الاحتلال المسيّرة قنابل متفجرة سقطت في ساحة المستشفى وعلى قسمي الاستقبال والجراحة الليلة (قبل) الماضية».

وأوضح أن «أضراراً كبيرة لحقت في مباني المستشفى الذي تعرض مرات عدة للقصف من سلاح الجو الإسرائيلي والدبابات».

وتابع بصل أن «المنظومة الصحية باتت منهارة وعاجزة عن تقديم أي خدمات طبية إلا بشكل محدود جداً في بعض المشافي التي لاتزال تعمل جزئيا مثل مستشفى كمال عدوان».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها «تشعر بقلق بالغ» إزاء وضع 80 مريضاً، من بينهم 8 في العناية المركزة، والموظفون في المستشفى.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بأن الجيش الإسرائيلي «قتل حتى اليوم 1000 طبيب وممرض وكادر صحي في القطاع واعتقل أكثر من 310 أخرين من الكوادر الطبية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية إلى القطاع».

وتعرّضت المستشفيات في غزة لهجمات عدة من جيش الاحتلال منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وكمال عدوان، هو أحد المستشفيات الثلاثة في شمال غزة التي لاتزال بالكاد تعمل، إذ أكدت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال احتجزت وطردت الطاقم الطبي ومنعت الإمدادات الطبية الطارئة والغذاء والوقود من الوصول إليها.

ومنذ نحو ستة أسابيع يواصل جيش الاحتلال عملية عسكرية برية في شمال القطاع، مؤكدا أنه يستهدف مقاتلي «حماس» الذين يعيدون تشكيل قواتهم.

مجازر

وأكد بصل أن 15 فلسطينياً بينهم عدد من الأطفال استشهدوا في قصف جوي ومدفعي منذ فجر أمس.

وقال بصل إنه «تم نقل 5 شهداء من بينهم الطفلتان الشقيقتان آية أبونحل (12 سنة) وتالا أبونحل (11 سنة)، ونقل ايضاً 6 إصابات في حالات تتراوح بين خطيرة و متوسطة بقصف طائرات الاحتلال على منزل لعائلة منصور في مخيم البريج».

كما «نقل إلى المستشفيات 4 شهداء وأكثر من 10 مصابين من بينهم عدد من الأطفال إثر استهداف الطيران الحربي لمربع سكني في مخيم المغازي» وسط القطاع.

وأفاد شهود بأن الدبابات أطلقت النار بكثافة، كما أطلقت قذائف مدفعية باتجاه خيام النازحين في حي «عزبة الندى» في منطقة مواصي - رفح ما أوقع عددا من المصابين.

أوامر إخلاء

وفي منشور على منصة «إكس»، أعلن الناطق باسم الاحتلال أوامر إخلاء جديدة في حي الشجاعية، قائلاً «من أجل أمنكم، عليكم إخلاؤها فوراً جنوباً».

وأظهرت لقطات مصوّرة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام فلسطينية، سكاناً يغادرون حي الشجاعية على عربات تجرها حمير وعربات أخرى صغيرة، بينما كان آخرون يسيرون على الأقدام، من بينهم أطفال، في أحدث موجة نزوح منذ بدء الحرب قبل 13 شهراً.

وليل السبت، أعلنت«كتائب القسام»، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة إسرائيلية على حدود غزة.

وقال سكان في ثلاث بلدات محاصرة في شمال غزة، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن قوات الاحتلال نسفت مئات المنازل منذ تجدّد العمليات في منطقة، أعلنت إسرائيل قبل أشهر أنه جرى تطهيرها من المسلحين.

وزادت أمطار الشتاء من بؤس سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً والذين نزح معظمهم مراراً، بعدما غمرت مئات الخيام في أنحاء القطاع وأفسدت طعاماً وجرفت الأفرشة من البلاستيك والقماش التي تحميهم من العوامل الجوية.

وقال رامي (37 عاماً)، الذي نزح من مدينة غزة وأقام في ملعب كرة قدم سابق، لـ«رويترز»عبر تطبيق للتراسل«طلعنا نجري في نص الليل، المطر غرَّق الخيمة والأكل راح والأطفال صاروا يصرخوا وأنا خايف عليهم يمرضوا».

وأكد الدفاع المدني أن آلاف النازحين تأثروا بالأمطار، وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة«بخيام وكرفانات إيواء جديدة للوقاية من أضرار فصل الشتاء».

وأسفرت العمليات العسكرية في غزة عن سقوط 44211 شهيداً على الأقل، إضافة إلى 104567 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023.