في تعريف التوكل على الله، قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، «التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل، في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب التي أمرَ اللهُ بها، وهو تعريف جيّد جامع».
والتواكل مذموم وهو ترك الاجتهاد، والتقاعس عن الأخذ بالأسباب بحجة أن التوكل على الله بالقلب كاف في تحقيق مراده.
قصص عن التوكل ذكرت في القرآن، فمريم بنت عمران«وهُزي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُساقط عليكِ رُطباً جَنياً»... والأخذ بالأسباب في قوله «وهزي إليكِ بجذعِ النخلةِ»، وإبراهيم، عليه السلام، عندما ألقوه في النار قال «حسبي الله ونعم الوكيل»!
ومن هذا المفهوم، نستنتج القاعدة التي تقول إن«الجزاء من جنس العمل»... ونسوق هذا بعد الحديث عن مفهوم إدارة شؤون مؤسساتنا!
يقول عز من قائل «وشاورهم في الأمرِ فإذا عزمتَ فتوكل على الله»، ومبدأ الشورى جزء أساس من الأخذ بالأسباب.
والحديث عن الإصلاح وتطبيق القانون له أُطر (قواعد ثابتة)، ولنا في قصة المرأة المخزومية التي سرقت عِبرة وقاعدة ثابتة حين كرهت قريش أن تقطع يدها وطلبوا من أسامة بن زيد، أن يشفع لها عند الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكلّمه أسامة، فقال الرسول، صلى الله عليه وسلم،(أتشفعُ في حدٍّ من حدود الله؟) ثم قام فاختطب ثم قال:
(إنّما أهلكَ مَن كان قبلكم أنّهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)!
نحن نبحث عن المتسبب في إفساد المجتمع ومؤسساته وتدني مستوى كثير من الخدمات...
يعني، إن كنا نريد من منطلق مفهوم التوكل الإصلاح فلا بد من الأخذ بالأسباب، محاربة الفساد والإتيان برجال دولة يتّسمون بخِصال قيادية متميزة وضمنياً حسن السيرة والسلوك والخبرة وحسن البصيرة!
أما من يعتب علينا عند تمسكنا بتوجيه النصيحة علناً، فنحن لا تتوافر لدينا سوى هذه الوسيلة للتعبير عن ما يدور في ذهن الشرفاء الصّالحين المُصلِحين من أطياف المجتمع الكويتي.
إنّ التواكل يهدم الأوطان، والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يبني ويغرس الوطنية في نفوس وعقول العامة بجانب الطمأنينة والاستقرار.
الزبدة:
إنّ مسطرة القانون مستقيمة لا تستثني أحداً... فالكل يخضع لمبدأ «وقِفوهم إنّهم مسؤولون».
نتمنى أن نرى محاسبة بعقاب للفاسدين والمقصرين، وأن يأتي اليوم الذي نرى فيه رؤية واضحة ومشاريع معتمدة يوضح فيها كل مشروع المردود على المجتمع ومؤسساته وبفترة انجاز قصيرة وتكلفة معقولة، إضافة إلى تقديم برنامج عمل حكومي يلبي طموح المجتمع وفئاته...
الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi