أشاد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري اليوم الجمعة، بمواقف دولة الكويت تجاه بلاده لمساعدتها في مواجهة الدمار الذي تسببه آلة الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب المكاري في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية عن شكره وتقديره لدولة الكويت حكومة وشعبا على وقوفها دائما إلى جانب لبنان، مشددا على أن دولة الكويت لم تتوان سابقا ولا اليوم عن مساعدة لبنان ومد يد العون له.
وأثنى على جهود دولة الكويت لاسيما من خلال الجسر الجوي الإغاثي في مسعى لبذل كل ما من شأنه الحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمتضررين والنازحين في لبنان جراء الحرب التي شملت منذ 23 سبتمبر الماضي توغلات وغارات جوية عنيفة على مختلف المناطق ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة إلى جانب نزوح مئات الآلاف من السكان.
وشدد على أن «لبنان تجمعه بالكويت علاقة تاريخية ونحرص على حمايتها وتطويرها وتنميتها».
ومن ناحية أخرى كشف المكاري عن أن وزارة الإعلام تعمل مع وزير العدل اللبناني على صياغة نص قانوني يتيح للبنان التقدم بشكاوى ضد الاحتلال الاسرائيلي أمام الهيئات الدولية المختصة تتعلق بارتكاب جرائم حرب ومنها استهداف الصحفيين.
ويأتي ذلك غداة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة وهو قرار من شأنه أن يقيد تنقلاتهما إذ يتوجب على الدول الأعضاء الـ124 في هذه الهيئة توقيفهما في حال دخولهما أراضيها.
كما أشار الوزير المكاري إلى أنه سيجري الشهر الجاري زيارة رسمية إلى باريس من أجل زيارة منظمة (اي بي دي سي) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) سعيا الى اقرار بند متعلق بحماية الصحفيين من الاعتداءات في ميادين الحروب والنزاعات.
وحول الاستهدافات المتكررة للإعلاميين من قبل الاحتلال الاسرائيلي ذكر المكاري ان وزارة الاعلام من خلال الحكومة اللبنانية تقدمت بشكاوى عدة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ضد استهداف الاعلاميين إضافة الى منظمات أخرى تعنى بحقوق الانسان والصحفيين حول العالم.
وقال إن «هناك أكثر من 1600 مراسل إعلامي أجنبي في لبنان منذ بدء حرب قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان ما يعكس حجم الاهتمام العالمي ببلدنا وسط ما يتعرض له من اعتداءات وانتهاكات يقوم بها الاحتلال».
وأضاف المكاري أن وجود هذا العدد من وسائل الإعلام ومن يمثلها في لبنان يعكس حجم الاهتمام العالمي بالظلم الذي يجري على لبنان من اعتداءات وانتهاكات من قبل قوات الاحتلال وحرصها على نقل وقائعه إلى العالم أجمع.
وأضاف أن لبنان بلد مفتوح على العالم وحرية التعبير «فيه مصانة» سواء للبنانيين او للعرب والأجانب ضمن الأطر القانونية المرعية، داعيا الى وجود الاعلاميين في لبنان «التي تعد عين الحدث الإقليمي والعالمي حاليا».
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تشجع وجود المراسلين الأجانب في لبنان من أجل أن ينقلوا «الصورة الحقيقية للعالم خصوصا أننا مقتنعون بأن بلدنا مظلوم ويتعرض للدمار من قبل الاحتلال الاسرائيلي».
واشار الى ان الوزارة تعمل حاليا على تدريب فريق متخصص بكشف الأخبار الزائفة بالتعاون مع منظمة يونسكو ووكالة الصحافة الفرنسية، لافتا الى أنه سيعلن قريبا عن منصة تحمل اسم (فاكت تشيك ليبانون) للتحقق من الأخبار والشائعات تكون رديفة للوكالة الوطنية للإعلام.
وبين أن المنصة ستكون مرتبطة بالوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الانباء الرسمية) من اجل دعم موثوقيتها في نقل الاخبار، داعيا وسائل الإعلام الى تشكيل فرق خاصة بها للتحقق من الأخبار ومنع انتشار الشائعات في مثل هذه الظروف.
وقال الوزير المكاري أن مبادرة وزارة الإعلام بإنشاء المنصة تعود الى قدرة الوزارة على التواصل مع جميع الأجهزة الأمنية والقضاء والوزارات الأخرى للتحقق من صحة الأخبار ودقتها «لذلك يصبح مصدر الخبر الأساسي من الوزارة».
وأكد أن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية هي المصدر الرسمي «للخبر الصحيح» الذي تعتمد عليه سائر وسائل الاعلام المحلية والاجنبية والبعثات الدبلوماسية في تلقي الاخبار وموثوقيتها في لبنان.
وأوضح أن وزارة الإعلام اللبنانية تسعى «جاهدة» من خلال مؤسساتها التابعة لها لنقل صورة ما يجري في لبنان من جرائم حرب بشكل يومي من قبل الاحتلال وايصال الموقف الرسمي للدولة الى العالم الخارجي.
وأشار الى أن وسائل الإعلام المحلية «ملتزمة الى حد ما» بموقف الدولة في شأن إيقاف الحرب وتطبيق القرار الأممي 1701 والحوار بين الفرقاء اللبنانيين من أجل انتخاب رئيس للجمهورية.
ولفت الى أن العلاقة بين وزارة الإعلام ومؤسسات الإعلام اللبنانية تعد «جيدة»، مشيرا الى أن هناك تنسيقا دائما بينهما.