ادعت إسرائيل أن العملية العسكرية التي تنفذها في منطقة جباليا وشمال قطاع غزة كلّه، هدفها إخلاء المنطقة من المسلحين من أجل تنفيذ «خطة لإدخال مساعدات إنسانية» بواسطة شركة حراسة أميركية خاصة ستعمل بإشرافها، حسب ما ذكرت إذاعة الجيش.
وفي السياق، أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، مداولات في مقر فرقة غزة العسكرية، دامت نحو أربع ساعات، حول خطة إدخال الشركة الأميركية إلى شمال القطاع.
وشارك في هذه المداولات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يدعو إلى الاستيطان في غزة، بينما يعقد الكابينيت السياسي الأمني، خلال ساعات، للتداول في هذه الخطة التي يؤيدها نتنياهو وكاتس.
وأشارت الإذاعة إلى وجود مصاعب قانونية في تنفيذ الخطة، بينها «التخوف في إسرائيل من أن يعتبر ذلك احتلالاً لشمال القطاع مع ما ينطوي على عواقب قضائية دولية».
والقرار المتوقع في هذا السياق، هو أنه في حال إزالة العقبات، ستُنفذ الخطة في منطقة جباليا «كتجربة أولية»، وفي هذه الحال ستبقى القوات الإسرائيلية في المدينة لأشهر عدة، بادعاء أنه بعد المصادقة على الخطة، ستحتاج الشركة الأميركية لمدة تتراوح بين 60 إلى 90 يوماً كي تنظم نفسها وتبدأ بالعمل، الذي يتطلب التزود بعتاد، ومركبات مصفحة، وأسلحة، كما أن إقامة مقر للشركة في القطاع سيستغرق وقتاً.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، من جانبها، بأن هذه الخطة كانت واحدة من «خطط درج» عدة، وأنها تأتي بعد أن عمّق جيش الاحتلال سيطرته الميدانية في القطاع، من خلال توسيع محاور وإقامة «بؤر استيطانية عسكرية»، بهدف «السيطرة على منطقة واسعة وفرض حكم عسكري».
إلى ذلك، وجه كبار الضباط في الجيش تحذيرات للمستوى السياسي خلال اجتماعات مغلقة عقدت أخيراً، مفادها بأن «استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة قد يعرض حياة الرهائن للخطر».
يأتي ذلك، بحسب ما أوردت القناة 12، فيما يواصل نتنياهو، رفض عقد اتفاق تبادل أسرى مقابل إنهاء حرب «الإبادة الجماعية» على غزة، الأمرالذي تشترطه حركة «حماس» لإبرام صفقة.
ووفق مصادر عسكرية، فإن العمليات العسكرية في إطار العدوان على منطقة جباليا قد استنفدت نفسها.
ورغم «قدرة الجيش على التقدم نحو أهداف أخرى»، إلا أن أي توغل عسكري جديد في مناطق أخرى «قد يعرض حياة الأسرى للخطر».
ميدانياً، أعلن الجيش، مقتل جندي وإصابة ضابط بجروح خطيرة خلال معارك شمال غزة، ما يرفع عدد قتلى الجيش منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إلى 800.
وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ مطلع نوفمبر، إلى 30، من الجنود والمدنيين.
ودخلت الحرب العدوانية على غزة، أمس، يومها الـ411، حيث يواصل جيش الاحتلال استهداف النازحين ومراكز الإيواء، حيث استشهد 19 فلسطينياً بينهم طفلان وأحد عناصره ليل الثلاثاء - الأربعاء، وصباح أمس.
وواصل الاحتلال نسف المربعات السكنية، في مخيم جباليا، وقصف مناطق مأهولة في شمال مخيم النصيرات وشن غارات على منازل في جباليا البلد، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة ومخيم جنين، لليوم الثاني على التوالي.