ترامب يسعى لإطلاق إستراتيجية «إفلاس طهران»

الهجوم الإسرائيلي في إيران «دمّر» منشأة «أنشطة بحثية» على سلاح نووي

16 نوفمبر 2024 10:00 م

- إيران تنفي «قطعاً» حصول لقاء بين ماسك وسفيرها لدى الأمم المتحدة

دمرت إسرائيل خلال هجومها على إيران، في 25 أكتوبر الماضي، منشأة بارشين العسكرية التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن طهران، والتي تجري فيها «أنشطة بحثية سرية للغاية في موضوع السلاح النووي»، بحسب ثلاثة مسؤولين أميركيين، ومسؤولين إسرائيليين، حالي وسابق، نقل عنهم تقرير للصحافي باراك رافيد في موقعي «أكسيوس» الأميركي و«واللا» الإسرائيلي.

واعتبر المسؤولون، أن الهجوم استهدف بشكل شديد الجهود الإيرانية، في العام الأخير من أجل استئناف الأبحاث في موضوع السلاح النووي.

وقال المسؤول الإسرائيلي السابق الذي أحيط علماً في شأن الهجوم، إنه تم تدمير جهاز تكنولوجي متطور يستخدم في تصميم المادة المتفجرة التي تغلف اليورانيوم في منشأة نووية، وضروري من أجل تنفيذ انفجار نووي.

وأحد أهداف الهجوم، كان منشأة «طالقان 2» داخل منشأة بارشين.

ونشر معهد العلوم والأمن الدولي، صورة واضحة بعد الهجوم الإسرائيلي، أظهرت أن المنشأة ُدمّرت بالكامل.

وحسب المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، فإن الأنشطة في المنشأة كانت جزءاً من خطوات قام بها مسؤولون في الحكومة الإيرانية للقيام بأنشطة بحثية تستخدم في تطوير سلاح نووي، بحيث يكون بالإمكان أيضاً استعراضها، على أنها ضرورية لأهداف مدنية.

وأعلن مسؤول أميركي «أن الإيرانيين أجروا أنشطة علمية بالإمكان وضعها على الأرض لصنع سلاح نووي. وهذا كان أمراً سرياً للغاية. وعلم بذلك قسم قليل من الحكومة الإيرانية، فقط».

ورصدت الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية «الأنشطة المشبوهة» في بداية العام 2024. ونفذ العلماء الإيرانيون في المنشأة، نماذج محوسبة، وأبحاثاً في علم المعادن وأبحاثاً في المواد المتفجرة التي بالإمكان استخدامها من أجل تطوير سلاح نووي.

ووضعت إسرائيل هذه المنشأة بين أهداف هجومها، رغم أن الرئيس جو بايدن، طالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عدم مهاجمة منشآت نووية من أجل منع نشوب حرب شاملة.

وأشار التقرير إلى أن «طالقان 2» لم تكن جزءاً من البرنامج النووي المعلن، لذلك لم يكن بإمكان طهران الاعتراف بوجودها.

وأوضح مسؤول أميركي أن «الهجوم كان رسالة ليست خفية جداً إلى إيران، بأن لإسرائيل قدرة كبيرة على الوصول إلى ما يحدث داخل المؤسسة الأمنية، حتى عندما تكون هذه أموراً سرية».

«الضغط الأقصى»

في سياق متصل، نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن مصادر، أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعيد العمل بسياسة «الضغط الأقصى» الرامية إلى القضاء على قدرة إيران على تمويل وكلائها الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية.

وقال أشخاص مطلعون على عملية الانتقال، إن فريق السياسة الخارجية لترامب سيسعى إلى تشديد العقوبات، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، بمجرد عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.

وذكر خبير في الأمن القومي مطلع على عملية انتقال ترامب، أنه «عازم على إعادة فرض إستراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن».

وأوضح أشخاص مطلعون على «تفكير ترامب»، أن تكتيك الضغط الأقصى سيُستخدم لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، رغم اعتقاد الخبراء أن هذا أمر «بعيد المنال».

نفي إيراني

في سياق آخر، نفت إيران، أمس، حصول أي لقاء بين رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك وسفيرها لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن إيران «تنفي قطعاً مثل هذا اللقاء وتبدي استغرابها إزاء التغطية الإعلامية الأميركية»، بحسب«وكالة إرنا للأنباء».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»، ذكرت أن ماسك، الذي رشحه ترامب لرئاسة «دائرة الكفاءة الحكومية» المستحدَثة، التقى إيرواني، سعياً إلى «تخفيف التوتر» بين طهران وواشنطن.

وكتبت الصحيفة نقلاً عن مصدرين إيرانيين لم تسمهما، أن اللقاء الذي عقد الاثنين في مكان سري لأكثر من ساعة كان «إيجابياً».

وانقسم الإعلام الإيراني، أمس، حول اللقاء، بين اعتباره «خطوة إيجابية» أو «خيانة»، مع الدعوة إلى عدم المبالغة في قراءة أبعاده.