مُكالمة شولتس وبوتين الهاتفية «تُنهي» عزلة الغرب على موسكو!

1000 يوم على الحرب الأوكرانية... زيلينسكي يريد حلاً «دبلوماسياً» في 2025

16 نوفمبر 2024 10:00 م

- الـ 7 تعتبر روسيا «العقبة الوحيدة أمام سلام عادل»
- وارسو تُعلن استضافة «أهم مفاوضات حول أوكرانيا»
- موسكو تسيطر على قريتين في شرق أوكرانيا

غداة الاتصال الهاتفي بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه يريد إنهاء الحرب «بالوسائل الدبلوماسية» في العام المقبل، اعتبرت دول مجموعة السبع، أن موسكو هي «العقبة الوحيدة أمام سلام عادل ودائم» في أوكرانيا، وذلك في بيان صدر مع مرور ألف يوم على بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.

وأكد زعماء السبع (فرنسا والولايات المتحدة واليابان وكندا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا) «دعمهم الثابت لأوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً».

وبحسب البيان «مجموعة السبع تؤكد التزامها بفرض تكلفة باهظة على روسيا من خلال العقوبات وضبط الصادرات وتدابير أخرى فعالة. نبقى متحدين بجانب أوكرانيا».

وجاء في البيان الصادر عن إيطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، «بعد ألف يوم من الحرب، ندرك المعاناة الهائلة التي عانى منها الشعب الأوكراني، ورغم هذه الصعوبات، أظهر الأوكرانيون مرونة وتصميما لا مثيل لهما في الدفاع عن أرضهم وثقافتهم وشعبهم».

وأشار البيان إلى «الدعم الثابت لأوكرانيا»، مؤكداً «نقف متضامنين ونساهم في نضالها من أجل السيادة والحرية والاستقلال وسلامة الأراضي وإعادة الإعمار».

«صندوق الشرور» والدبلوماسية

من جانبه، صرح زيلينسكي لإذاعة أوكرانيا، أمس، «يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان انتهاء هذه الحرب العام المقبل. علينا أن ننهيها بالوسائل الدبلوماسية. وأعتقد أن هذا مهم جداً».

واعترف الرئيس الأوكراني بصعوبة الوضع الميداني حالياً في الشرق وبأن روسيا تحرز تقدماً. ورأى أن بوتين غير مهتم بإبرام اتفاق سلام.

وذكر زيلينسكي أن القانون الأميركي يمنعه ​​من مقابلة ترامب قبل تنصيبه في يناير المقبل. وأضاف أنه لن يتحدث إلا مع ترامب نفسه وليس مع أي مبعوث أو مستشار.

وكان زيلينسكي اعتبر في وقت سابق، أن المكالمة بين شولتس وبوتين، فتحت «صندوق الشرور» من خلال تقويض الجهود الرامية لفرض عزلة على زعيم الكرملين.

في برلين، ذكرت صحيفة «بيلد»، أن شولتس أبلغ القادة الغربيين بمخططاته للتحدث هاتفياً إلى بوتين قبل شهر خلال لقائهم في برلين.

ووفقاً للصحيفة الألمانية، فقد أبلغ شولتس كلا من الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمخططه في 18 أكتوبر الماضي.

وأشارت إلى أنه عقب التنسيق مع الحلفاء حول المكالمة، تم إبلاغ زيلينسكي.

وبحسب الصحيفة، فإن الهدف من مكالمة الجمعة، كان معرفة ما إذا كان بوتين مستعداً للمفاوضات في شأن أوكرانيا في ظل نتائج الانتخابات الأميركية وقمة مجموعة العشرين، الاثنين والثلاثاء في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

وأوردت الصحيفة أن شولتس تحدث خلال المكالمة باللغة الألمانية، إلا أن الرئيس الروسي لم يحتج إلى مترجم، بينما حينما تحدث بوتين باللغة الروسية، اضطر شولتس إلى الاستعانة بمترجم.

وناقش شولتس وبوتين، خلال المحادثة الهاتفية الأولى بينهما منذ ديسمبر 2022، الوضع في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «المناقشات كانت مفصلة وصريحة، لكن لا يمكن الحديث عن أي تطابق في الآراء هنا».

وأعلن أن المحادثة جاءت بناء على طلب من برلين، وان بوتين أبلغ شولتس أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح روسيا الأمنية ويعكس «حقائق إقليمية جديدة».

وأشار الرئيس الروسي، إلى أن «الأزمة الحالية كانت نتيجة مباشرة لسنوات عديدة من سياسة الناتو العدوانية التي تهدف إلى إنشاء نقطة انطلاق مناهضة لروسيا على الأراضي الأوكرانية، مع تجاهل مصالح بلادنا في المجال الأمني ​​والدوس على حقوق السكان الناطقين بالروسية».

وفي ما يتعلق بآفاق التسوية السياسية والدبلوماسية للصراع، أشار إلى أن الجانب الروسي لم يرفض أبداً ويظل منفتحاً على استئناف المفاوضات التي أوقفتها كييف.

وأكد بوتين، من ناحية ثانية، أن روسيا مستعدة للنظر في صفقات للطاقة إذا كانت ألمانيا مهتمة بذلك.

وكانت برلين تعتمد بشدة على الغاز الروسي قبل الحرب، لكن الشحنات المباشرة توقفت عندما تم تفجير خطوط الأنابيب تحت بحر البلطيق عام 2022.

من جانبه، حض شولتس، بوتين على سحب قواته من أوكرانيا والبدء في محادثات مع كييف من شأنها أن تفتح الطريق أمام «سلام عادل ودائم»، بحسب الحكومة الألمانية.

وشدد على «تصميم ألمانيا الشديد على دعم أوكرانيا في دفاعها في مواجهة العدوان الروسي ما دام ذلك ضرورياً».

وقال مسؤول حكومي ألماني إن شولتس أبلغ بوتين أن نشر قوات كورية شمالية في روسيا للقيام بمهام قتالية ضد أوكرانيا، يُنظر إليه على أنه تصعيد خطير وتوسيع للصراع.

وقدمت ألمانيا لأوكرانيا ما مجموعه 15 مليار يورو في شكل دعم مالي وإنساني وعسكري منذ بدء الحرب الشاملة، ما يجعلها ثاني أكبر داعم لكييف بعد الولايات المتحدة.

وأصبح مستقبل المساعدات الأميركية لأوكرانيا غير واضح بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وكانت آخر مرة تحدث فيها شولتس وبوتين في ديسمبر 2022، بعد 10 أشهر من شن روسيا غزوها الكامل لأوكرانيا، ما أدى إلى تدهور العلاقات مع الغرب إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة.

«مثلث فايمار»

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، أمس، تعليقاً على المحادثة الهاتفية، «في وارسو ستعقد أهم المفاوضات في شأن الصراع في أوكرانيا، خلال أيام سأعقد اجتماعاً بصيغة مثلث فايمار (فرنسا، ألمانيا وبولندا)».

وأوضح أنه إضافة إلى وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، سيصل إلى العاصمة البولندية، وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا.

تقدم روسي جديد

ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قواتها سيطرت على قريتي ماكاريفكا وخريخوريفكا في منطقة دونيتسك الأوكرانية.

وتقع ماكاريفكا إلى الجنوب من فيليكا نوفوسيلكا، بينما تقع خريخوريفكا، التي تطلق عليها موسكو اسمها السابق ليننسكوي، إلى الغرب من بلدة سيليدوف التي سيطرت عليها موسكو في أكتوبر الماضي.