دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، تل أبيب إلى الموافقة على هدنة إنسانية «فعلية وطويلة الأمد» في قطاع غزة، في حين لم يستبعد السفير الأميركي المرتقب لدى إسرائيل مايك هاكابي، إمكانية موافقة إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على ضم الضفة الغربية المحتلة، للسيادة الإسرائيلية، معتبرة أن الضم «وارد في الحسبان».
وقال بلينكن من مقرّ حلف شمال الأطلسي في بروكسل، «ثمة حاجة لتنفيذ هدنة فعلية وطويلة الأمد في أجزاء كبيرة من غزة»، لافتاً إلى أن مسؤولية إسرائيل عن المساعدات الإنسانية في غزة متواصلة.
واعتبر أن إسرائيل حققت الأهداف التي وضعتها لنفسها في غزة، و«هذا الوقت الآن هو المناسب لإنهاء الحرب».
وأضاف: «سيكون من الجيد أيضاً أن نرى بعض الضغوط الحقيقية والمستمرة والفعالة على (حماس) لإنهاء الحرب».
السيادة على الضفة
من جانبه، صرح هاكابي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس: «لا أحدد السياسات بل أنفذ سياسة الرئيس ترامب، الذي أثبت بالفعل خلال فترة ولايته الأولى أنه لا يوجد رئيس أميركي أكثر دعماً لترسيخ فهم السيادة الإسرائيلية».
وتابع «من نقل السفارة للقدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان؟ لم يفعل أحد أكثر من الرئيس ترامب، وأتوقع أن يستمر ذلك».
وكان ترامب أعلن، أول من أمس، اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي، سفيراً لدى إسرائيل، فيما تحتاج تسميته لمصادقة مجلس الشيوخ.
وكانت مصادر إسرائيلية أكدت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سيطرح فرض السيادة على الضفة فور تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل.
ولم يستبعد مسؤولان على الأقل في إدارة ترامب السابقة، إمكانية دعمه لهذه الخطوة، غير أنهما أكدا أنه لا ينبغي التعامل معها على أنها «نتيجة حتمية»، وفقاً لأحد المسؤولين الإسرائيليين.
عقوبات على بن غفير
من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن وزارة الخارجية الأميركية تدرس فرض عقوبات على إيتمار بن غفير.
ورد وزير الأمن القومي الإسرائيلي بالقول إن «المؤمن لا يخاف».
ميدانياً، أوقعت القوات الإسرائيلية، أمس، أكثر من 22 شهيداً فلسطينياً في أنحاء غزة، وكثفت عمليتها العسكرية في بيت حانون شمالاً لتجبر معظم السكان المتبقين على المغادرة.
وقال سكان إن قوات الاحتلال، حاصرت الأماكن التي تؤوي الأسر النازحة والسكان المتبقين، الذين قدر البعض عددهم ببضعة آلاف، وأمرتهم بالتوجه جنوباً عبر نقطة تفتيش تفصل بلدتين ومخيم للاجئين في الشمال عن مدينة غزة.
وأضاف سكان ومسعفون أن الاحتلال احتجز الرجال لاستجوابهم، في حين سمح للنساء والأطفال بالمضي قدماً نحو مدينة غزة.
من جانبها، نشرت «سرايا القدس»، مقطع فيديو يظهر شخصاً قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن الإسرائيليين.
وتحدّث في المقطع باللغة العبرية، شاب ملتح عرّف عن نفسه بأنه ساشا تروبانوف، وهو روسي إسرائيلي دعا إلى تكثيف الاحتجاجات الرامية إلى «الضغط على الحكومة لإطلاق الرهائن».
هدم ممنهج
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أمنية أن «الجيش الإسرائيلي يعمل على هدم المنازل في جباليا بشكل ممنهج».
وتابعت: «ما يقوله المستوى السياسي عن عدم تطبيق خطة الجنرالات في شمال غزة لا يعكس الواقع»، مشيرة إلى أنه «طُلب من الجيش إخلاء مدن وقرى في قطاع غزة من سكانها».
كما نقلت «هآرتس» عن ضابط رفيع المستوى خدم في غزة، «كل ما طلب من الجنود فعله في الأشهر الأخيرة، هو تحريك السكان نحو الجنوب وهدم المنازل على بعد كيلومترات من محاور الجيش».
«وحشية يومية»
وفي نيويورك، ندّدت جويس مسويا، التي تتولى بالوكالة رئاسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بـ«وحشية يومية» تواجه سكان القطاع المحاصر، واصفة ما يجري بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية».
وتحدثت مسويا في مداخلة أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، عن أن مدنيين طردوا من منازلهم و«اضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يُقتلون ويُحرقون ويُدفنون أحياء» في غزة التي وصفتها بأنها «أرض أنقاض قاحلة».