كانت الكويت متقدمة في كل المجالات خليجياً ومنها في الرياضة، فحققت الكثير من الإنجازات في العديد من الرياضات بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وهي اللعبة الأكثر شعبية فحققت بطولات كأس الخليج العربي أكثر من مرة ثم تبع ذلك تنظيم والحصول على كأس آسيا، ثم كانت التصفيات المؤهلة لوصول منتخب الكويت لكأس العالم في إسبانيا عام 1982م، وكان الفريق بقيادة اللاعب سعد الحوطي، كما كان هدف فيصل الدخيل، علامة فارقة منحته الفرصة ليكون ضمن منتخب العالم إلى جانب اللاعب الجزائري لخضر بلومي.
ولم تكن تلك الإنجازات قد رأت النور بالصدفة، بل بالتخطيط من قبل اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم الذي اختار كارلوس ألبرتو، وغيره من بقية الفريق الفني والإداري.
وبعدها، تراجع مستوى منتخب الكويت تدريجياً إلى أن ابتعد عن الإنجازات في البطولات باستثناء كأس الخليج عام 1986م بالبحرين بقيادة المدرب صالح زكريا، وتبعات أحداث تجميد عضوية الكويت في «الفيفا» ثم السماح لها باللعب، إضافة إلى كأس الخليج العشرين التي أُقيمت في اليمن عام 2020م فبرز اللاعبان بدر المطوع وفهد العنزي، وبعدها توقفت الإنجازات الرياضية.
وتراجع أداء المنظومة الرياضية في كل العناصر التابعة لها باستثناء دعم الجمهور للرياضة الكويتية التي لم تحقق أيّ إنجاز يُذكر، ما جعل الكويتيين الذين يكترثون للرياضة يبحثون عن التعادل أو الخسارة بفارق بسيط لئلا نتعرّض إلى فضائح رياضية كبيرة.
علينا أن نعترف أن هناك مشاكل كثيرة في المنظومة الرياضية بشكل عام وفي عالم كرة القدم بشكل خاص، بل إنّ الكثير من الأمور وصل الى أروقة مجلس الأمة وإلى القضاء.
ولقد آلمني هذا التراجع الرياضي الكبير لمنتخب الكويت لكرة القدم وكثرة الصراعات وقلة المواهب على مستوى اللاعبين، خصوصاً أن البعض منهم يتصرف ويعلق بل ويقوم بالتنظير في أمور الرياضة وهو أمر لم يقم به اللاعب الراحل مارادونا، كما آلمني سوء تنظيم مباراة واحدة مهمة هي تلك التي كانت مع منتخب العراق الشقيق، ولا أريد ذِكر التفاصيل المعروفة لدى الجميع لكنني فرحت بألم كبير في أنه تم تكليف شركة أجنبية لإدارة تنظيم بطولة كأس الخليج التي ستقام على أرض الكويت خلال شهر ديسمبر المقبل، إن شاء الله لأنني تمنيت أن تكون لدينا خبرة تراكمية في تنظيم دورة بسيطة مثل كأس الخليج الذي سبق وأن قامت الكويت بتنظيمها أكثر من مرة في السابق.
لقد كان اختيار شركة أجنبية لتلك المهمة قراراً موفقاً وهي فرصة للتعلم واكتساب خبرات جديدة في كيفية تنظيم دورة جماهيرية تضم رياضيين وإعلاميين، لأن عملية فشل تنظيم الدورة لا يتناسب وسمعة الكويت.
ولطالما أن مناخ الكويت معروف حيث الحرارة المرتفعة والغبار في أغلب شهور العام، فلماذا لم يتم تصميم «ستاد جابر» لتتم تغطيته عن حرارة الشمس والغبار والأمطار، ولماذا لم يكن متوافراً قريباً من الجماهير حنفيات توفر الماء البارد بين مدرجات الجمهور، خاصة أننا أكثر دولة تتوافر بها ماء السبيل في مناطق الكويت كافة، ولو تم طلب بعض التبرعات لتوفير ماء السبيل للجماهير لانهالت الطلبات لتقديم تلك الخدمة المهمة مجاناً؟
وعلى أهل الرياضة أن ينبذوا عادة العداء في ما بينهم من أجل خدمة دولة الكويت الحبيبة، كما أتمنى عدم خلط السياسة في ملفات الرياضة التي أتمنى أن تكون هناك دراسة لخصخصة الرياضة منها أن يتم بيع الأندية الرياضية، خصوصاً أن هناك من لديه استعداد على شراء الأندية وبالتالي يمكن توفير الكثير من الأموال التي يمكن استخدامها في البنية التحتية، ولدينا قانون احتراف اللاعبين وتفرغ اللاعبين شرط أن يكون ذلك وفق قانون شامل تحت رقابة الحكومة.
همسة:
تعمل الرياضة على حماية المجتمع من الأمراض كما أنها تحمي الشباب من المخدرات وبقية الآفات.