بعد فوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأميركية بعد صراع انتخابي شرس مع منافسته نائبة الرئيس جو بايدن، المنتهية ولايته كامالا هاريس، وعودته المرتقبة للحكم مرة أخرى، فإن ذلك يمثل بحد ذاته الدخول في مرحلة عالمية جديدة مع تغيير نوعي في المشهد السياسي الدولي وما له من انعاكسات ربما تكون إيجابية وربما تكون سلبية على أحداث وحروب متفرقة في العالم. ومن أهمها ما يحدث من عدوان صهيوني على غزة ولبنان، على أمل أن يتوقف هذا العدوان إن شاء الله وهي إحدى وعود ترامب الانتخابية لإيقاف الحروب في العالم وأن يكون ذلك في خريطته الرئاسية أو بالإنكليزية (ماب) ترامب.
لذا، من الضروري بعد هذا السياق وبالأخص في ما يتعلق بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بأن تدرك أن لديها من الثقل الاقتصادي الكبير والموقع الجغرافي الإستراتيجي المهم، وامتلاكها لاحتياطيات من النفط تعتبر من الأهم والأكبر في العالم، وهو المصدر الرئيسي للطاقة رغم زيادة ظهور الطاقة المتجددة، هذا بالإضافة إلى الصناديق السيادية الاستثمارية بمئات المليارات بما تمثل قوة اقتصادية واستثمارية ومتداخلة مع مصالح الغرب والشرق بما فيها مصالح واقتصاد الولايات المتحدة الأميركية ونأخذ مثال اللوبي الصهيوني وتأثيره.
والحقيقة المستمرة، هو أنه كان ولايزال الخليج العربي فرصة وهدفاً دائماً للنزاعات الدولية والمحلية والمخططات العالمية، وأحياناً صراعات الدول الكبرى في مختلف النواحي، لذلك يجب الانتباه في واقعنا الخليجي لكل مسببات الأخطار والاستعداد لكل الاحتمالات، سواءً كان اقتصادياً أو سياسياً والأهم عسكرياً، ولا نعتمد فقط على دول كبرى دون أخرى، فالتوازن مطلوب.
يتعين أن ننتبه من تقلبات الدول العظمى، وتقلبات مصالحها، وذلك من خطط وأفكار تجاه الخليج، بالإضافة إلى الخطط الغربية والدول الكبرى ومؤامرات الكيان الصهيوني في المنطقة، لذلك يؤمل من دول مجلس التعاون الخليجي أن يكون لديها في البداية بمثابة (اللوبي) ليكون عاملاً مؤثراً، ويكون بالقرب من دوائر صناعة القرار في العالم الغربي والقرار الأميركي الإستراتيجي، والأهم استغلال عناصر القوة الخليجية الاقتصادية والنفطية والسياسية والدبلوماسية، هذا بالإضافة إلى أن دول الخليج العربي من أكبر المستوردين للبضائع العالمية المختلفة ومن أهمها الطائرات والأسلحة.
لذا، فهي سوق استهلاكي مهم ومن ضمنها أميركا، وعليها أن تسعى مجتمعة لاستقطاب التحالفات الإستراتيجية مع الدول الكبرى، ولكن مع قوة وتفعيل التكامل الخليجي نفسه، واستثمار عناصر القوة العسكرية وتأمين الأمن الغذائي، ومكافحة الهجمات السيبرانية والحماية من الأخطار المختلفة، ومنها النووية، فالقوة في ذلك وليس فقط في مشاريع اقتصادية أو سياحية أو ناطحات سحاب هنا وهناك(!)
لذلك، من المهم لدول مجلس التعاون الخليجي بإذن الله أن تكون لاعباً رئيسياً ومؤثراً دولياً ويكون لديها نفوذ وتأثير اقتصادي وسياسي في القرار الدولي لمساعدتها ومساعدة الدول الإسلامية التي تتعرض للعدوان وتحقيق مصالحها، ولمواجهة الأخطار المحتملة ونحن في عالم متغيّر يمتلئ بالمفاجآت، والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw