أبرزت شركة أجيليتي دور الاستثمارات الجريئة في تحفيز النمو الاقتصادي خلال النسخة الثالثة من مؤتمر «تقنية الأموال»، حيث شاركت رئيس مجلس إدارة الشركة، هنادي الصالح، في حلقة نقاشية ركّزت على الاستثمارات الجريئة في البيئات الاقتصادية المتغيرة، وأهميتها في تحفيز التحولات الهيكلية في قطاعات الأعمال الأساسية وبناء اقتصاد إقليمي أكثر مرونة.
وقدّمت الصالح في الجلسة التي جاءت تحت عنوان «الاستثمارات الجريئة في مرحلة انتقالية: التبصّر في المشهد المتغير للمنطقة»، رؤية الشركة موضحةً العناصر الرئيسية التي تقوم عليها الاستثمارات الجريئة، وأهمية الابتكار لدعم تنوع اقتصادات المنطقة.
وقالت الصالح: «يرتكز نظام الابتكار القوي في المشاريع على ثلاثة عناصر أساسية: دور القطاع الحكومي من خلال التشريعات والتمويل، وجامعات قوية لتنمية المواهب وتعزيز البحث والتطوير، والقطاع الخاص».
وحول الدور الحكومي الذي يحظى به مجال الاستثمارات الجريئة في منطقة الخليج، قالت الصالح: «في الخليج، تشهد الاستثمارات الجريئة نمواً قوياً بدعم من السياسات الحكومية المساندة في جميع أنحاء المنطقة، حيث شهدنا تحسناً واضحاً في سهولة ممارسة الأعمال، فضلاً عن زيادة استثمارات صناديق الثروة السيادية في المنطقة في الشركات التي تقود الابتكار، وأضف إلى ذلك تقدّم أسواق الأسهم الإقليمية في تعزيز إدراج شركات التكنولوجيا للاكتتاب العام. ولكن الأهم من ذلك هو الاعتراف بأهمية الاستثمار في تطوير رأس المال البشري، فالاستثمارات الجريئة تستجيب لهذا التوجه، حيث شهدنا نمو تمويلها بمعدلات قوية في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية».
نهج التحول الرقمي
أشارت الصالح إلى أن نهج «أجيليتي» للتحول الرقمي قائم على ثلاثة محاور رئيسية:
1 - تبني التكنولوجيا من قبل القادة التنفيذيين: أول ما قامت به «أجيليتي» هو ضمان تبني جميع الرؤساء التنفيذيين في الشركات التابعة لها للتكنولوجيا ذات الصلة بأعمالهم لتعزيز هوامش الأرباح.
2 - احتضان الشركات الناشئة: بدأت «أجيليتي» في احتضان الأعمال الجديدة انطلاقاً من إيمانها بأن التكنولوجيا في بعض المجالات ستؤدي إلى إحداث تغييرات جوهرية في أجزاء من سلسلة القيمة لدينا، وأردنا أن نكون في المقدمة.
3 - التوجه نحو الاستثمارات الجريئة: توفّر الاستثمارات الجريئة وصولاً مباشراً لرواد أعمال وتقنيات تحمل قيمة مضافة وذات صلة بسلاسل الإمداد لكنها تقع خارج النطاق التقليدي للأعمال.
وذكرت أن هذا النهج يعزّز من قدرة «أجيليتي» على البقاء في طليعة الابتكار والاستفادة من الفرص الجديدة، مبينة أن الذكاء الاصطناعي يشهد نمواً سريعاً اليوم، مقارنةً بتقنية البلوك تشين التي كانت الحديث السائد في أحد الأيام، موضحةً أن «أجيليتي» تتبنى الذكاء الاصطناعي في أجزاء مختلفة من سلسلة الإمداد خلال السنوات القليلة الماضية، وما يميز الذكاء الاصطناعي هو أنه يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 30 في المئة ضمن سلسلة الإمداد.
وكانت «أجيليتي» قد أعلنت في الشهر الماضي عن استثمارها في صندوق «جلوبال فينتشرز» الجديد والذي تم إنشاؤه في مطلع العام الجاري لتمويل الشركات الناشئة المبتكِرة في مجال تقنيات قطاع سلاسل الإمداد وتقنيات الطاقة والتقنيات الزراعية، وتتكون محفظة أجيليتي من شركات مقرها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشركات تبحث عن فرص تجارية أو تسعى للتوسع في المنطقة.
تمويل الاستثمارات الجريئة... أولوية
تطرّقت الجلسة النقاشية أيضاً إلى الديناميكيات المتغيرة للاستثمارات الجريئة في الخليج، ولفتت الصالح إلى أن تمويل الاستثمارات الجريئة يُعتبر أولوية لدى جميع الجهات سواء كانت خاصة أو حكومية، وذلك نظراً لإمكاناته في تحويل أو تخطي قطاعات اقتصادية بأكملها، ومع ما يصاحب ذلك من مخاطر كبيرة، إلّا أن العوائد قد تكون هائلة ومجزية.