يتورّط مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بثلاث قضايا مرتبطة بأمور ذات علاقة بالحرب على قطاع غزة، وبشبهات جنائية.
وبحسب الشبهات، فقد حاولوا في مكتب بنيامين نتنياهو استبدال مضامين محاضر مداولات وأحاديث هاتفية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
ويتناول تحقيق آخر شبهات حول ابتزاز مسؤولين في المكتب، ضابطاً في الجيش من أجل التمكن من الوصول إلى وثائق حساسة، بينما يتناول الثالث، والذي اعتقل في إطاره الناطق بلسان رئيس الحكومة للشؤون الأمنية، بتسريب المكتب معلومات استخبارية حساسة بصورة تثير شبهات حول المس بأمن الدولة.
واعتُقل في إطار هذه التحقيقات مشبوهون في قضية واحدة فقط، سواءً على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالقضية. وجرى قبل نحو الأسبوع تفتيش في مكتب رئيس الحكومة، حيث صودرت وثائق.
واستعرضت صحيفة «هآرتس» الأسئلة والأجوبة التالية حول هذه القضايا وحدّدت القاسم المشارك بينها:
• ما هي قضية استبدال المحاضر؟
- تحقق الشرطة ومنذ شهور عدة، بشبهات حول قيام مسؤولين في مكتب نتنياهو باستبدال محاضر مداولات أجراها المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية إبان الحرب، وأيضاً تسجيلات مكالمات هاتفية جرت بين أصحاب حق القرار، منهم رئيس الوزراء، وذلك في الأيام الأولى للحرب.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم الجمعة أنباءً عن إجراء تحقيق إيضاً باستبدال محاضر مداولات المجلس المصغّر الخاصة باستعداد إسرائيل لمواجهة محكمة العدل الدولية في لاهاي.
ولم يتم حتى الآن تحقيق مع أي مشبوه بالمشاركة باستبدال هذه المحاضر.
أثيرت هذه الشبهات في أعقاب توجه اللواء آفي غيل، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، للمستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف - ميارا، قبل نحو نصف عام، في أعقاب تحذير أشخاص في مكتب نتنياهو من محاولة موظفين في المكتب «التلاعب»، بجزء من محاضر جلسات سرية فور إنتهائها.
ونفى مكتب نتنياهو في حينه ما نشر وزعم أنه «محض أكاذيب».
وقال رئيس الوزراء «مَنْ يعرف إجراءات العمل يدرك عدم توافر أي إمكانية للقيام بذلك».
• ما هي قضية ابتزاز ضابط رفيع المستوى؟
- نشر الأسبوع الماضي، أن مكتب رئيس هيئة الأركان تلقى قبل شهور رسالة تفيد بأن مكتب رئيس الحكومة يحتفظ بتوثيق شخصي لضابط عمل في السكرتارية العسكرية حتى الآونة الأخيرة.
وأجري تحقيق حول شبهات ابتزاز الضابط بهدف التمكن من الوصول إلى محاضر من الأيام الأولى للحرب تم الاحتفاظ بها في السكرتارية العسكرية، بهدف استبدالها.
• لكن في مكتب رئيس الحكومة، نفوا ذلك، وادعوا «هذه حملة مطاردة أخرى للمكتب خلال الحرب، تتضمن أكاذيب لا أساس لها من الصحة». ـ هل توجد علاقة بين شبهات تزوير المحاضر وبين شبهات الابتزاز؟
- نعم، تسود شبهات بأن أشخاص من مكتب نتنياهو ابتزوا مسؤولاً رفيع المستوى في السكرتارية العسكرية لمكتب رئيس الحكومة، من أجل التمكن من الوصول إلى الوثائق التي أرادوا استبدالها ومنها حديث هاتفي جرى بين نتنياهو وغيل صباح السابع من أكتوبر 2023، والتي يتم الاحتفاظ بها في السكرتارية العسكرية ومن المفروض عدم اطلاع المسؤولين في المكتب على مضامينها.
• ما هي قضية تسريب المعلومات وما هي علاقتها بالشبهات الأخرى؟
- يجري التحقيق في هذه الأيام بشبهات تسريب معلومات استخبارية حساسة من الجيش إلى مكتب نتنياهو، ونقلها منه إلى وسائل إعلام أجنبية.
ووفقاً للشبهات قام أشخاص من الهيئة الأمنية بتسريب معلومات استخبارية حساسة إلى مكتب نتنياهو بصورة غير قانونية وعلى وجه التحديد إلى إيلي فلدشتاين، الناطق بلسان رئيس الحكومة، الذي قام بدوره بنقلها إلى وسائل إعلام أجنبية بصورة تخدم توجهات نتنياهو.
وفي وقت لا توجد علاقة مباشرة بين هذه القضايا، يجري التحقيق حول إذا ما كان موظف في مكتب نتنياهو متورط في عدد منها.
وتشير الشبهات ضد رجال نتنياهو في القضايا الثلاث إلى نمط موحد لمحاولة استخدام المعلومات الحساسة لخدمة رئيس الوزراء.
• هل نتنياهو نفسه متورط في هذه القضايا؟
- في هذه المرحلة لا تتوافر معلومات حول إذا ما كانت هناك علاقة مباشرة لرئيس الوزراء باستبدال المحاضر أو ابتزاز الضابط ولا حتى في قضية تسريب المعلومات السرية.
رئيس ديوان رئيس الوزراء احتفظ بتوثيق حسّاس ضد أحد الضباط
| القدس - «الراي» |
ذكرت القناة 12 أن المسؤول رفيع المستوى الذي احتفظ بتوثيق حسّاس ضد ضابط رفيع المستوى والذي عرض اسمه في بؤرة التوجه لرئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، هو تسحي برورمان رئيس ديوان مكتب رئيس الوزراء بنياكين نتنياهو وأحد المقربين جداً منه.
ونشرت في نهاية الأسبوع الماضي أنباء عن ضابط رفيع المستوى، عمل مع مكتب رئيس الحكومة استخدم هذا التوثيق ضده في عملية ابتزاز.
وفقاً للشبهات حاول مسؤولون رفيعو المستوى في مكتب رئيس الحكومة «تعديل محاضر»، ومن أجل ذلك ابتزوا ضابطاً في مكتب السكرتارية العسكرية.
وتتعلق المحاضر التي حاولوا تعديلها بالهجوم الذي شنته حركة«حماس»في السابع من أكتوبر 2023.
بالإمكان القول إن مجلس الأمن القومي تلقى معلومات قبيل الهجوم المفاجئ حول نشاطات غير مألوفة تقوم بها «حماس».
تمت قراءة المعلومات وتوثيقها. وأطلع اللواء آفي غيل المستشار العسكري لنتنياهو، المستشارة القانونية للحكومة على «التلاعب بالمحاضر»، وتحوّلت مديرة مكتب نتنياهو وكاتمة أسراره بصورة مفاجئة إلى كاتبة اغتزال الجلسات الحساسة، المنصب الرسمي الذي يشترط فيه عدم وجود ميول سياسية.
ولدى ربط الأمور تبيّن أن القضايا التي يجري التحقيق فيها مرتبطة بصورة رئيسة بالساعات والأيام التي سبقت السابع من أكتوبر وبأيام الحرب والتي ستقوم لجنة التحقيق الرسمية في حال تشكيلها بالتحقيق بها.