ابن شيكاغو أصدر أكثر من 400 ألبوم وفاز بـ 28 جائزة غرامي

كوينسي جونز... الموسيقى الأميركية تفقد أيقونتها

4 نوفمبر 2024 10:00 م

غيّب الموت، عن 91 عاماً، المُنتِج كوينسي جونز الذي يُعَدّ أحد أبرز وجوه القطاع الموسيقي الأميركي وسبق أن تعاوَن مع النجمين الراحلين مايكل جاكسون وفرانك سيناترا في أعمالهما، على ما أعلنت عائلته الإثنين في بيان، مؤكدة أنباء أوردتها وسائل إعلام أميركية.

وقالت عائلته «بقلوب محطمة، نعلن نبأ وفاة والدنا وأخينا كوينسي جونز. ومع أنّها خسارة لا تصدق لعائلتنا، نحتفي بالحياة العظيمة التي عاشها، ونعلم أن أحداً لن يكون مثله. سنفتقده كثيراً».

وتابعت «من خلال موسيقاه وحبه اللامحدود، سيبقى قلب كوينسي جونز ينبض إلى الأبد».

وفي مجال غالباً ما يعمل فيه المنتجون في الظل، يُعدّ الموسيقي والملحن والموزع والمنتج أحد الشخصيات القليلة التي برزت إلى العلن، إذ بات أيقونة الموسيقى الأميركية ومرجعها خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

وبفضل مواهبه الموسيقية في الاستوديو وبراعته في التوزيع الموسيقي، انضم الموسيقي المتخصص في الجاز والملحّن إلى كوكبة نجوم موسيقى القرن العشرين.

من فرانك سيناترا إلى مايكل جاكسون، ومن موسيقى الجاز إلى الهيب هوب، عرف جونز كيف يواكب موسيقى البوب طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من سبعة عقود.

وعلّق منسق الاسطوانات الفرنسي بوب سينكلار على وفاة كوينسي بالقول عبر «إنستغرام»: «لقد رحلت روحك لكنّ إرثك سيواصل التألق»، فيما كتبت الفنانة لاين رينو عبر منصة «إكس»: «كنت الفرح والنغمة، كنت عبقرياً!».

ولد جونز عام 1933 في مدينة شيكاغو التي كانت تواجه الكساد الكبير، لأم تعاني من اضطراب انفصام الشخصية وأب نجار. تعرّف المنتج، واسمه الحقيقي كوينسي ديلايت جونز جونيور، على البيانو عندما كان يبلغ 11 سنة، وكان ذلك أوّل اكتشاف له في عالم الموسيقى.

في مذكراته، يصف تعرّفه إلى راي تشارلز الذي أرشده في تعلم الموسيقى، بـ«النعمة».

وشيئاً فشيئاً، بدأت تتوالى التعاونات، وأصبحت وتيرة عمله سريعة، إذ ألّف جونز لمغنيين من مجالات مختلفة، وعمل بشكل منتظم مع فرانك سيناترا.

كانت سيرته الذاتية غنية أصلاً عندما شهد نقطة تحوّل حاسمة في حياته المهنية، تتمثل في لقائه عام 1978 بمايكل جاكسون الذي كان يسعى إلى استكشاف نغمات جديدة.

وكان للكيمياء بين جاكسون وجونز ومهندس الصوت بروس سويدين أهمية كبيرة، إذ أثمرت أفضل ثلاثة ألبومات لـ«ملك البوب»، هي «أوف ذي وول» (1979)، و«باد» (1987) و«ثريلر» (1982) الذي يشكل الألبوم الأكثر مبيعاً في التاريخ (مئة مليون نسخة).

وشارك جونز في العزف على البوق في أغنية «هارتبريك هوتيل» لإلفيس بريسلي، وتعاون مع ديزي غيليسبي لسنوات عدة قبل أن ينتقل إلى باريس سنة 1957 حيث درس مع الملحنة الشهيرة ناديا بولانجيه.

وذاع صيته في هوليوود بفضل تأليفه الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والبرامج التلفزيونية.

وساهم كوينسي جونز، الانتقائي والمجتهد، في إصدار أكثر من 400 ألبوم، وفاز بـ 28 جائزة غرامي، ليُعتبر بذلك أسطورة حية.

وفي العام 1961، كان أول أميركي من أصل أفريقي يصل إلى منصب إداري في مجال التسجيلات، مع تولّيه منصب نائب رئيس شركة «ميركوري ريكوردز».

عاش جونز بضع سنوات خلال مرحلة شبابه في باريس حيث قابل موسيقيين متخصصين في الجاز ونجوم تلك الحقبة من شارل أزنافور إلى جاك بريل.

سنة 2014، منحه وزير الثقافة الفرنسية السابق جاك لانغ وسام الفنون والآداب في باريس، واصفاً إياه بـ«الوصي على التقاليد والمبشر بالاتجاهات الجديدة».