في أعقاب زيارة ميدانية لجزيرة قاروه برفقة خبير أميركي، أكد نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الدكتور عبدالله الزيدان، أنه «لوحظ أثناء الزيارة بأن مصادر الرياح الشمالية الغربية تعمل على زيادة حجم وقوة الأمواج بسبب تدهور وتدمير الحد المرجاني الموجود شمال الجزيرة، ما ينتج عنه عمليات النحر وتآكل الجزيرة وتدمير أعشاش السلاحف».
وشدد الزيدان، في تصريح لـ«الراي»، على أنه «للحفاظ على هذه الجزيرة التي تعد أصغر الجزر الجنوبية من حيث المساحة، فإنه لا بد من وجود حلول بيئية تسهم في حمايتها وزيادة التنوع المرجاني».
وبيّن أن «هذه أول زيارة للكويت للخبير الأميركي رودريك ماست، وهو عالم أحياء بحرية وخبير في السلاحف البحرية، والرئيس المشارك لمجموعة المتخصصين في السلاحف البحرية التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة»، لافتاً إلى أنه «استغرب من استمرار السلاحف في تعشيشها رغم صغر مساحة الجزيرة».
وتحدث الزيدان عن الأخطار المحدقة بتلك الجزيرة التي تلقب بـ(مالديف الكويت)، قائلاً «المتغيرات الطبيعية والنشاطات البشرية الخاطئة أسهمت على مر العقود في تغيير شكل الجزيرة، وفي تدهور ملحوظ في كثافة وطبيعة الشعب المرجانية التي تحيط بالجزيرة، حيث قامت الفرق التطوعية بمشروع لوضع عدد من كسارات الأمواج في الجهتين الشمالية والغربية لحماية الجزيرة في الماضي، حيث أثبتت دراسات معهد الكويت للأبحاث العلمية بأن عملية النحر والتآكل تحدث للسواحل الشمالية الغربية».
وبيّن أن «الهيئة العامة للبيئة ساهمت عن طريق صندوق حماية البيئة بتنفيذ مشاريع هادفة، بالتنسيق والتعاون مع الفرق التطوعية المعنية بالغوص، وذلك لوضع عدد من المرابط البحرية لرواد البحر».
وشدد الزيدان، الذي توجه بالشكر لجامعة الكويت والمركز العلمي والفرق التطوعية وخفر السواحل على جهودهم لتسهيل تلك المشاريع الهادفة، على «أهمية تعاون المؤسسات المحلية والدولية، لتقييم الأوضاع البيئية والحفاظ على التنوع الأحيائي وإيجاد حلول مستدامة لتنمية الموارد الطبيعية واستدامتها للأجيال القادمة»، موضحاً أن «الجزيرة تتميز بتنوعها المرجاني المميز وتعتبر منطقة مهمة لتعشيش السلاحف، وأفضل الجزر الكويتية، ومَعلماً للسياحة البيئية للكثير من رواد البحر ومراكز الغوص لجمال شعابها المرجانية وتنوعها، حيث تحيط بالجزيرة وتعمل ككاسرات أمواج طبيعية تحميها من النحر والتآكل».
لماذا «قاروه»؟
بيّن الزيدان أن «اسم قاروه ينبع من وجود الرواسب البترولية (القار باللهجة المحلية) في الجزيرة التي تقع في المنطقة الجنوبية بين (28.49.05) شمالاً و (48 46.6) شرقاً، على بعد 38 كيلومتر تقريباً من رأس الزور، واستناداً إلى الدراسات العلمية فإن الجزيرة معرضة للنحت والتآكل بمعدلات كبيرة ما ساهم على تغيير شكل الجزيرة باستمرارعلى مر سنوات».
حماية الجُزر
أكد الزيدان أن «الهيئة العامة للبيئة قامت السنة الماضية بالتنسيق والتعاون مع المركز العلمي بزراعة المرجان على جزيرة قاروه»، موضحاً أن «الهيئة ستقوم بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية وجمعيات النفع العام والفرق التطوعية لوضع خطة متكاملة لمشروع وطني لحماية جزر دولة الكويت من التآكل، وإعادة تأهيلها واستزراع الشعب المرجانية المتضررة، سواء كانت بسبب المتغيرات المناخية أو النشاطات البشرية الخاطئة».
3 صور
زود الزيدان «الراي» بثلاث صور قام بتصويرها الأربعاء الماضي، مؤكداً تعرض الجزيرة لتآكل ونحر واضحين.
أهداف أممية
أوضح الزيدان أن «الإجراءات التي تقوم بها الهيئة العامة للبيئة بالتعاون المحلي والدولي تتعلق بتنفيذ الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ضمن الأهداف الـ 17 للأمم المتحدة، وأبرزها البندان الـ 13 والـ 14»، موضحاً أن «البند الـ13 يختص بالتنمية المستدامة ويتعلّق بضرورة العمل لاتخاذ الإجراءات العاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره ما يجعلنا نركز على الحفاظ على البيئية البحرية عن طريق استزراع نباتات القرم واستزراع المرجان وحمايتهم مع جهات الدولة والفرق التطوعية وذلك لاستدامة البيئة البحرية والتنوع البحري وتقليل آثار البصمة الكربونية».
وبيّن أن «البند الـ 14 يتعلق بالحياة تحت الماء وحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة عبر تحسين البيئة والنظم البيئية والإيكولوجية تحت البحار والمحيطات والحفاظ على التنوع الإحيائي»