بالقلم والمسطرة

شركة صهيونية!

28 أكتوبر 2024 10:00 م

إنّ العالم الإسلامي والعربي في حال ضعف، وهذا الضعف هو الذي سمح أصلاً ببناء ذلك الكيان المحتل لأرض فلسطين. وللأسف عدوانه لا يزال مستمراً على غزة والإبادة الجماعية المجدولة التي يمارسها هذا المحتل بشكل يومي وأمام مرأى ومسمع العالم وبكل بجاحة واستخدامه لكل وسائل الإجرام من قتل وتشريد وتجويع وحصار للأهالي في غزة وبقية فلسطين وتعديه على لبنان والفوضى التي يمارسها في الشرق الأوسط ومنها الضربة لإيران والتي ذكرت جريدة «الراي» عنها بمانشيت عدد يوم الأحد الماضي وهي (5 معطيات تكشف خفايا الغارات الإسرائيلية «المُهندَسة أميركياً» لتكون «مبلوعة» إيرانياً وأنها ضربات أرضت الجميع).

وكنت كتبت مقالة في شهر نوفمبر في العام الماضي وكانت بعنوان (شركة نفط صهيونية)!. ومما ذكرته بتلك المقالة بأنه في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي شاهدت مقطعاً تسجيلياً لمرشح للرئاسة الأميركية وهو روبرت كينيدي جونيور، وقال حرفياً في تصريحه الصحافي:

(إذا اختفت اسرائيل فسيحدث فراغ في الشرق الأوسط وكما تعلمون إسرائيل هي سفيرنا وأنها وجودنا ورأس حربتنا في الشرق الأوسط وهي سمعنا وبصرنا وهناك تمنحنا المعلومات الاستخباراتية والقدرة على التأثير في شؤون الشرق الأوسط، فإذا اختفت إسرائيل فإن روسيا والصين ستسيطران على الشرق الأوسط وعلى 90 % من إمدادات النفط في العالم وسيكون ذلك كارثياً على الأمن القومي الأميركي).

وبعد هذا التصريح الصريح من سياسي أميركي شرح ببساطة المعادلة الصهيونية الأميركية من وجهة نظره، وبالتالي فليدرك العالم الإسلامي والعربي حقيقة وهدف استزراع هذا الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي وفي فلسطين، وبالطبع مع رغبة الصهاينة بدءاً من مؤتمر سويسرا في عام 1897 برئاسة الأب الروحي للصهيونية العالمية تيودر هرتزل، وبالتالي فإن صنع هذا الكيان أشبه بشركة نفط صهيونية إن جاز التعبير هدفها التحكم بنفط العرب، وللعلم ومن باب التعجب والاستغراب الشديد فإنه هو النفط نفسه الذي استخدم كسلاح وقوة ضغط معاكسة للغرب ومناصرة للحق الفلسطيني، وكان ذلك بالتهديد بايقاف تصديره إبان الصراع العربي - الصهيوني في السابق، ولكن بكل أسف لم يتم التلويح بهذا السلاح النفطي الحيوي في أثناء العدوان الدموي الصهيوني الأخير على غزة وما حصل من عمليات الإبادة الجماعية الممنهجة ضد أهالي قطاع غزة.

فالغرب والعالم يدركون بدورهم أهمية النفط، وأضيف لما سبق الخلاصة بأن اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا الكيان أو تلك الشركة الصهيونية هي لغة القوة والضغط، وأنه مهما طال الزمن فالنصر قادم بإذن الله تعالى ولنستذكر الآية الكريمة: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ»، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw