مثلما انقطع صوت (خام خام) الذي كان يطلقه الباعة الجوالون قديماً حاملين (بقشتهم) المليئة بالملابس القطنية المتنوعة المعروضة للبيع، فيسمع أهل البيوت النداء ويستدعون البائع ليفرش محتوى «بقشته» على (كاشي) الحوش، مثلما افتقد جيل كامل هذا النداء، نحن مقبلون على جيل آخر سيفقد نداءً آخر طالما سمعوه أطفالاً خصوصاً مع ساعات العصر عندما يحلو الحلو بعيد تناول الغداء وأخذ قيلولة قصيرة.. إنه نداء باعة الآيسكريم الذين كانوا يجوبون الفرجان بعرباتهم المثبتة على الدراجات الهوائية ثلاثية العجلات... (برررريييييد.. برررريييييد )، فور سماع الأطفال هذا النداء ينطلقون إلى أهاليهم يأخذون منهم الأموال وينطلقون إلى (الحوش) وينادون راعي النداء بنداء مشابه (بررررد تعال) ليأتي لهم صاحب العربانة ويعرض عليهم بضاعته... ويتزاحم عليه أبناء البيوت المحيطة في الفريج.. ليخرج كل طفل بحصيلته ويعد راعي البرّد امواله.