الإجرام الإسرائيلي يستهدف المدينة التاريخية في جنوب لبنان... و«حزب الله» نعى هاشم صفي الدين رسمياً

صور... «سيدة البحار» تحت النار

23 أكتوبر 2024 10:00 م

لم يكن ينقص سجلّ الدم والدمار الذي يُكتب بالحديد والنار في لبنان، مع دخول «حربه الثالثة» شهرها الثاني، إلا انقضاض «جزاري الحاضر» على «سيدة البحار» صور، المدينة الجنوبية التي أطلّت في بدايات الألف الثالث قبل الميلاد وطبعتْ التاريخ الذي مازال يسكن زواياها وقلاعها وشاطئها الذي «أبحر» بعيداً... إلى قرطاجة.

7 غاراتٍ إسرائيلية وأكثر، انهالتْ على صور، شبه الجزيرة التي تُفاخِر بأسوارها المنيعة التي عصتْ على غزاةٍ من كل حدب وصوب.

قصفٌ تدميري بدا وكأنه يريد فتْح أبواب جهنّم «على مدينة مدرَجة على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (يونيسكو)، وتكاد الكتب ألّا تتسع لماضيها الضارب في التاريخ».

ومع آثار الدمار التي وثّقتها تقارير إعلامية، لاحت مرحلة جديدة من الترويع الإسرائيلي الأخطر، الذي لم يعد يوفر بشراً ولا حجراً، ويرسم تباعاً مشهد تدمير شامل بدأ يتوغّل في مناطق مختلفة، من الضاحية الجنوبية لبيروت التي يتحوّل ليلها حريقاً كل مساء، مروراً بالعاصمة اللبنانية، وصولاً إلى الجنوب والبقاع.

وفي موازاة «البحث والتحري» في بيروت عن الآمال الضئيلة ببلوغ حلّ دبلوماسي قريب يوقف النار، استمرت الغارات المتوحّشة والمواجهات الضارية على الحافة الحدودية، وسط نعي «حزب الله» رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين غداة انتشاله جثته من تحت أنقاض المقر الذي استُهدف فيه قبل 20 يوماً.

وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفي الدين قُتل ومعه 25 شخصاً من ركن الاستخبارات في (حزب الله) «وبينهم صائب عياش مسؤول التجميع الجوي في ركن الاستخبارات، ومحمود محمد شاهين مسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سورية»، وسط تقارير أشارت أيضاً إلى مقتل حسين علي هزيمة (رئيس وحدة الاستخبارات في الحزب التي تحمل الرقم 200)، اكتفى «حزب الله» في بيان النعي بالإشارة إلى أن رئيس مجلسه التنفيذي «ارتحل إلى ‏ربه مع ‌‏خيرة ‏من إخوانه المجاهدين في غارة ‌‏صهيونية إجرامية عدوانية». ‏