مستويات التنمية في القطاع تُماثل عام 1955

الدردري: تكلفة إعادة إعمار غزة ستتجاوز 50 مليار دولار

22 أكتوبر 2024 10:00 م

- 74.3 في المئة يعانون الفقر في الأراضي الفلسطينية

أكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية عبدالله الدردري، أمس، أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة ستتجاور الـ 50 مليار دولار، مشيراً إلى أن «الاستعداد لمرحلة ما بعد النزاع يجب أن يبدأ من الآن».

وتابع الدردري أن «القطاع يحتاج إلى نحو 550 مليون دولار سنوياً لعشر سنوات لمجرد تلبية الاحتياجات الإنسانية وتحقيق تعافٍ جزئي فقط»، لافتاً إلى أن «التعافي لا يجب أن ينتظر وقف إطلاق النار وأن الاعتماد على توفير المساعدات الإنسانية غير كافٍ».

جاء ذلك في كلمة للدردري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي ومدير مجموعة الحوكمة ودرء النزاعات في لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (إسكوا) طارق علمي عقب إطلاق «التقييم الثالث للآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب غزة».

تدمير الاقتصاد

في سياق متصل، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس، أن الحرب في غزة، دمرت الاقتصاد الفلسطيني، إذ انخفض الناتج المحلي الإجمالي 35 في المئة منذ بدايتها قبل نحو عام، في حين انهارت مستويات التنمية في القطاع نفسه لتعود إلى ما كانت عليه في خمسينيات القرن الماضي، وبلغت نسبة الفقر 74.3 في مُجمل الأراضي الفلسطينية.

وقالت المسؤولة في البرنامج تشيتوسي نوغوتشي خلال إطلاق دراسة جديدة حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية للحرب، إنه استناداً إلى بعض المعايير اقترب مستوى الفقر في غزة من 100 في المئة، نتيجة الاضطرابات، في حين بلغ معدل البطالة 80 في المئة.

وأضافت من ديرالبلح، «تشهد دولة فلسطين مستويات لم يسبق لها مثيل من النكسات... بالنسبة لغزة، تراجعت (مستويات) التنمية إلى ما كانت عليه قبل نحو 70 عاماً في 1955».

وفي السياق ذاته، توقع تقييم للأمم المتحدة نُشر، أمس، تضاعف نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى 74,3 في المئة، العام الجاري، مع تواصل الحرب.

وأشار التقييم الصادر بعنوان «حرب غزة: الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين - تحديث الأول من أكتوبر 2024»، إلى أن «الناتج المحلي الإجمالي سينكمش بنسبة 35,1 في المئة عام 2024 مقارنة بسيناريو غياب الحرب» في الأراضي الفلسطينية، «مع ارتفاع معدل البطالة إلى 49,9 في المئة».

وقدر التقييم الجديد الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أن يرتفع معدل الفقر في الأراضي الفلسطينية المحتلة (غزة والضفة الغربية) إلى 74,3 في المئة في 2024، مقارنة مع 38,8 في المئة نهاية 2023، ليبلغ إجمالي عدد الفقراء 4,1 مليون شخص، بينهم 2,61 مليون شخص صنفوا فقراء حديثاً.

وأفادت الدراسة بأن الحرب في غزة خلّفت 42 مليون طن من الركام، ما يشكل مخاطر كبيرة على صحة الناس والنظام البيئي، مشددة على ضرورة اتباع بروتوكولات مناسبة عند التعامل مع أشلاء بشرية مدفونة تحته وذخائر غير منفجرة ومواد خطرة.

كما تشكل الألواح الشمسية المدمرة خطراً على الناس والبيئة لأنها تطلق الرصاص ومعادن ثقيلة أخرى.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر في بيان، «تحدث أزمة تنموية خطيرة، أزمة تعرض مستقبل الفلسطينيين للخطر لأجيال مقبلة»، مضيفاً أن «التقييم يشير إلى أنه حتى لو تم تقديم المساعدات الإنسانية كل عام، فإن الاقتصاد (الفلسطيني) قد لا يستعيد مستوى ما قبل الأزمة قبل عقد أو أكثر».

مجازر غزة

وفي اليوم الـ382 من العدوان الإسرائيلي على غزة، أمس، أسفر القصف المتواصل على القطاع عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم شهداء في استهداف مركز إيواء تابع لوكالة «الأونروا» في مخيم جباليا.وأفادت مصادر طبية لـ «الجزيرة» باستشهاد نحو 70 فلسطينيا في غارات على غزة منذ فجر أمس، غالبيتهم سقطوا في شمال القطاع.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة حسام أبوصفية، إن «الدماء تسيل في كل مكان في مشهد تقشعر له الأبدان وطائرات (الكواد كابتر) المسيّرة تطلق النيران وتطلب إخلاء المستشفى استمراراً لحرب الإبادة».

بدورها، دعت «الأونروا»، إلى هدنة موقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال القطاع.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيراً إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.

ودعا «إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمناً».

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إصابة 5043 ضابطاً وجندياً منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 748 جروحهم خطيرة.