كلمة صدق

«لقد خذلتنا الحركة النسوية»

22 أكتوبر 2024 10:00 م

«كل يوم إثنين أجتمع مع مجموعة من صديقاتي في المطعم، نجلس على مائدة مجاورة للنافذة ونناقش شؤون حياتنا. لدينا مشتركات كثيرة، فكلنا في منتصف الخمسينات من العمر، وكلنا نتمتع بالتعليم العالي، لكن يوجد هناك فراغ في حياتنا، فكلنا عازبات وبلا أطفال».

... ذلك ما قالته المُؤلّفة والصحافية البريطانية بيترولينا وايت.

لقد عبّرت الصحافية وايت عن ندمها للاستماع والتأثر بالحركة النسوية والمتطرف منها الذي يعادي الترابط مع الذكور عبر الزواج ومؤسسة الأسرة الفطرية. فهي تقول إنها ومنذ سن المراهقة وهي تخضع في المدرسة من بعض المدرسين للفكر النسوي الذي ينظر إلى المرأة المتزوجة كتابعة وينظر إلى نظام الزوجين كنظام معيب. وتقول وايت، إنها وزميلاتها ومع مرور الوقت بتنَ يشعرن أن الحركة النسوية قد خذلتهن.

تنطوي الأعوام بهن ويذبل حلو الشباب وتنطفئ نضارة الوجه ويطوف قطار العمر فيبقين وحيدات، فتقول وايت في ذلك إن الحركة النسوية التي تتلمذت عليها في سن المراهقة كانت لها تاريخياً نقاط معينة حول حقوق المرأة، لكن الغرب الآن تجاوز الفلسفة النسوية، وأصبحت الآن هذه الفلسفة ضارة.

وأوضحت الصحافية وايت، قائلة «في هذا العالم يتم ترك النساء مثلنا حتى نصل إلى الخمسينات من العمر ونجد أنفسنا لوحدنا».

وتضيف، قائلة «صديقتي سالي، المليحة ذات الخامسة والخمسين من العمر بعينيها الخضراوين بلون نهر النيل، تقول لي بأنها بدأت تشعر بأنها امرأة غير مرغوبة، لأن الحركة النسوية علّمتها والكلام عن سالي بأن المرأة التقليدية هي صناعة الرجل لتكون تحت سلطته، فأصبحت ضد الرجال وأبعدتهم عني، والآن أنا أدفع الثمن».

وأكدت وايت، قائلة إنه كان يتم إطعامها بالملعقة في شبابها وكذلك البنات من جيلها بأن يكون تفكيرهن كالرجال، لكن ذلك كما تقول وايت كان خطأ قاتلاً، وان بنات جيلها اللاتي اتبعن هذا النهج دفعن ثمن ذلك.

وتختم وايت رسالتها المؤثرة قائلة «لقد حان الوقت في إعادة النظر في هذه الثقافة، من الممكن أن يكون الوقت قد تأخر جداً بالنسبة لي ولصديقاتي، لكن لا يجب أن يتم السماح للحركة النسوية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة أيضاً».