في عام 2023، أصبحت الصين، المعروفة بأنها أكبر دولة مصنّعة في العالم، الدولة الرائدة في إنتاج المركبات الآلية، حيث قامت بتصنيع أكثر من 30 مليون سيارة ومركبة تجارية، ما يزيد على قيم الإنتاج المجمعة للدول الخمس الكبرى الأخرى.
من ناحية أخرى، أنتجت الولايات المتحدة، التي احتلت المرتبة الثانية، ما يقارب 10.6 مليون وحدة، معظمها مركبات تجارية.ويظهر تقرير نشرته مجلة (سي إي أو وورلد)، الدول التي أنتجت معظم المركبات الآلية في عام 2023.
وتبيّن المجلة أن قطاع السيارات العالمي وَاجَهَ تحديات كبيرة بسبب جائحة كوفيد-19. ومع تنفيذ الحكومات في جميع أنحاء العالم لتدابير لإبطاء انتشار الفيروس، مثل عمليات الإغلاق الوطنية والتباعد الاجتماعي وضوابط الحدود الصارمة، انخفض إنتاج المركبات الآلية بنسبة 15 في المئة في عام 2020.
ولوحظ هذا الانخفاض في جميع المناطق، إلا أن أوروبا وأميركا الشمالية واجهت مشكلة أكبر من غيرها، حيث انخفضت قيم الإنتاج بنحو 21 في المئة. ورغم أن صناعة السيارات أظهرت علامات التعافي في عام 2021، إلا أن حجم الإنتاج ظل أقل من مستويات سنوات ما قبل الجائحة.
ويعد قطاع تصنيع السيارات أحد أكبر الصناعات في جميع أنحاء العالم، وغالباً ما يعكس الحالة الاقتصادية للبلاد. تشمل هذه الصناعة قطاعات مختلفة، مثل الإنتاج والمبيعات والتسويق، وتتطلب أيضاً موارد كبيرة من سلاسل التوريد الأخرى، بما في ذلك النفط والصلب والبلاستيك والمطاط.
كما تلعب الصناعة دوراً حاسماً في تطوير الطرق ومحطات الوقود وأنظمة النقل التي تساهم في النمو الإجمالي للاقتصاد.
هيمنة صينية
وتعتبر الصين لاعباً مهيمناً في صناعة تصنيع المركبات العالمية، سواء في العرض أو الطلب، ومنذ عام 2019، شكل إنتاج المركبات الآلية في الصين ما يقارب 29 في المئة من عمليات التصنيع في جميع أنحاء العالم.
وانخفض هذا الرقم إلى 25 في المئة عام 2020 عندما عطّلت جائحة كوفيد-19 سلسلة التوريد العالمية ومعظم الصناعات.
وعلى سبيل المثال، خفضت شركة «SAIC-General Motors»، أكبر شركة مصنّعة للسيارات في الصين، أرقام الإنتاج بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي. وفي الوقت نفسه، صنع مشروع مشترك آخر بين «SAIC» وفولكس فاجن سيارات أقل بنحو 22.4 في المئة عن العام السابق. لكن في عام 2022، زادت حصة الصين مرة أخرى لتصل إلى ما يقارب 32 في المئة من الإنتاج العالمي.
تعريفات جمركية
مع إغراق الأسواق الدولية بالسيارات الصينية، خصوصاً الكهربائية فرضت دول مثل كندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية لحماية صناعات السيارات لديها.
وتكافح شركات صناعة السيارات الصينية من أجل التنافس مع العلامات التجارية الأجنبية في محركات الاحتراق الداخلي.