أكد رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء متقاعد محمد بوعركي، أن «الأمن السيبراني في هذا العصر الرقمي المتسارع، يعد حجر الزاوية لضمان استمرارية ونجاح التحول الرقمي، مما يتطلب تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، والجهات الحكومية، والقطاع الخاص للوصول إلى حلول مبتكرة وفعّالة».
جاء ذلك في كلمة ألقاها بوعركي، في المؤتمر السادس للتعليم والبحث في الأمن السيبراني (CERC 2024)، الذي افتتح أمس، وتنظمه كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا بالحرم الجامعي للكلية بمنطقة الدوحة، ويستمر اليوم، بحضور عدد من الأكاديميين والمختصين والشخصيات المهمة.
وتشكل النسخة السادسة من المؤتمر مشروعاً مشتركاً، برعاية المركز الوطني للأمن السيبراني وحكومة المملكة المتحدة، ممثلة بالسفارة البريطانية، وكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا (KCST)، وجامعة الكويت، إضافة إلى شبكة العلوم والابتكار في المملكة المتحدة (UK SIN).
وقال بوعركي إن «هذا الحدث، الذي أصبح مع مرور السنوات منصة رائدة للتعاون العلمي والتكنولوجي في مجال الأمن السيبراني، يعكس التزامنا المتواصل بتعزيز الأمن الرقمي، وتطوير الحلول الابتكارية التي تساعدنا في مواجهة التهديدات الإلكترونية المتزايدة».
وأضاف «يواصل المؤتمر مع دخول عامه السادس، تعزيز مكانته كمحطة مهمة للمختصين والأكاديميين لتبادل الأفكار والخبرات، كما كان في السنوات السابقة، ويكون منبراً مثمراً للنقاشات البناءة، ومصدراً للإلهام والابتكار في مواجهة التحديات السيبرانية المستقبلية».
هجمات سيبرانية
من جانبه، قال رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد البقاعين إنه «لشرف عظيم ومتعة كبيرة دائماً، أن نستضيف هذا المؤتمر في هذه القاعة التي بدأنا فيها قبل 6 سنوات، فهو ثمرة تعاون كبير بين العديد من المنظمات»، مؤكداً أن «العالم يعتمد بشكل كامل على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت، ولا توجد دولة أو منظمة أو حتى فرد محصن ضد الهجمات السيبرانية».
وأضاف: «لم تعد هناك حاجة لإقناع أي شخص بأهمية الأمن السيبراني نظراً للعديد من الهجمات السيبرانية البارزة في جميع أنحاء العالم، من جميع الأنواع، بما في ذلك الحرب، وبرامج التجسس، وبرامج الفدية، وسرقة الهوية، وهجمات رفض الخدمة، والعديد من الأشكال الأخرى التي أصبحت مصدر قلق لجميع الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد، ولذلك، لا يمكن اعتبار الحماية السيبرانية والوقاية منها مشكلة تخص أقسام تكنولوجيا المعلومات فقط».
وأكد البقاعين أن «الأمن السيبراني يحتاج إلى جهود عالمية وشاملة تجمع بين وعي المستخدم الفردي، وجاهزية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحديث المستمر، واتخاذ القرارات في مجلس الإدارة، وإستراتيجيات الحكومة وصنع السياسات».
وأشار إلى أن «الكلية تركز على أبحاث الأمن السيبراني، حيث إنه من خلال البحث يمكننا أن نكون متقدمين في فهم واستكشاف التهديدات والاستعداد للوقاية بدلاً من الحماية فقط. كما أن التعاون في إعداد مؤتمرات CERC يعد فريداً من نوعه لأنه يجمع بين الشركاء الدوليين، والحكومة العامة والخاصة، والتعليم للعمل معاً، وهذا هو الطريق إلى الأمام عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الأمن السيبراني، فلا يمكن لأي منظمة تحقيق ذلك بمفردها».
3.5 مليون وظيفة شاغرة
وذكر البقاعين أنه «وفقاً لتقرير وظائف الأمن السيبراني لمجلة Cyber Crime Magazine، سيكون هناك 3.5 مليون وظيفة شاغرة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم في عام 2025، لذلك، فإن إحدى المهام الأكثر إلحاحاً، هي إنشاء منصة لبناء القدرات في الكويت لخبراء الأمن السيبراني، سواء في الأمد القريب من خلال برامج التدريب المتخصصة، أو في الأمد البعيد من خلال برامج التعليم العالي التي ستزود الخريجين بالمهارات ذات الصلة بالأمن السيبراني لمكان العمل في القطاعين العام والخاص».
وأضاف «لقد أنشأنا في KCST أكاديمية للأمن السيبراني تحت مظلة مركز KCST للأمن السيبراني ومركز الابتكار والتعليم المستمر والتدريب (CICET). وفي العام الماضي وحده، نجح أكثر من 120 خريجاً من KCST في الحصول على شهادات مهنية من المجلس الدولي EC مثل CEH وCIH وCPenT وCSOCM»، موضحاً أن «مركز KCST هو الشريك الأكاديمي الوحيد ومركز الاختبار المعتمد الوحيد لـ EC-Council في الكويت، ونحن فخورون باختيار مدير مركز الأمن السيبراني في KCST، الدكتور باسل العثمان، كمدرب الأمن السيبراني العالمي لهذا العام من قبل EC-Council في هذا الربيع».
وتابع «بالإضافة إلى ذلك، قمنا بإنشاء مسارات جديدة للتخصص في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي ضمن برامج درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر وعلوم الكمبيوتر، وتدعم هذه التخصصات مرافق متخصصة بما في ذلك أول مركز للأمن السيبراني ومركز العمليات الأمنية الوحيد في جامعة في الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب مع مركز الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومركز الطاقة المتجددة، ومختبرات تكنولوجيا النانو والاتصالات 5G».
مشعل الزايد: 4 أهداف رئيسية لمركز الأمن السيبراني
قدّم مشعل الزايد من المركز الوطني للأمن السيبراني عرضاً مرئياً، تضمن نبذة عن أعمال المركز ودوره في الحماية من الهجمات الإلكترونية والإشراف على الجهات الحكومية ذات الصلة، والتعاون معها لتدريب الموظفين على تعزيز الأمن السيبراني.
وتطرق الزايد إلى مسؤوليات مراكز الأمن السيبراني الوطنية، والتي تتمثل في حماية الشبكات والأنظمة الوطنية من التهديدات السيبرانية، وتطوير الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي تتضمن السياسات والمعايير الوطنية، بالإضافة إلى التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني.
وأكد الزايد أن المركز الوطني للأمن السيبراني لديه 4 أهداف رئيسية حسب المرسوم 37 /2022، وتتمثل في بناء وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني التي تدعم الاستخدام الآمن والسليم للفضاء الإلكتروني، وحماية ومراقبة الأصول الحيوية والبنية التحتية الوطنية والمعلومات، فضلًا عن تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بين مختلف الجهات المحلية والدولية لرفع مستوى جاهزية الأمن السيبراني في الدولة.
سمرز: نمو رائع للتعاون السيبراني بين المملكة المتحدة والكويت
أكد القائم بأعمال السفارة البريطانية في البلاد ستيوارت سمرز، أن «التعاون بين المملكة المتحدة والكويت في استضافة مؤتمر الأمن السيبراني بشكل مشترك، بمشاركة وخبرة جامعاتنا وحكومتنا وشركاتنا، خلال دوراته الخمس الأخيرة أظهر نمواً رائعاً، ليس فقط في المساهمة في بناء الفهم والقدرة والمهارات في مجال الأمن السيبراني، ولكن أيضاً في تعزيز المشاركة الممتازة والبناءة بالفعل في هذا القطاع بين بلدينا».
وذكر سمرز أن «موضوع دورة المؤتمر لهذا العام 2024، (تطوير الأمن السيبراني في زمن الذكاء الاصطناعي والتعليم) مهم بشكل خاص، نظراً للخطوات والتغييرات الضخمة التي نشهدها عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، والضغط الذي تضعه هذه التغييرات على الأمن السيبراني، وسوف ينمو التحدي الذي يطرحه هذا التغيير، وسنحتاج إلى مواصلة تطوير الأمن السيبراني والتعليم والتكنولوجيا لدينا لمواكبة هذا العصر الجديد. سيوفر اليومان المقبلان سياقاً لهذه القضايا ومنصة لمناقشات رائعة».