بالقلم والمسطرة

قيادي مرفوض!

21 أكتوبر 2024 10:00 م

من المؤمل تطوير آلية اختيار القياديين في الجهات الحكومية بطريقة عصرية أكثر في ظل التوجه الحكومي كما هو معلن لمحاولة الرقمنة للخدمات العامة وتفعيل أكثر للحكومة الإلكترونية ومحاولة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحديث العام.

لذا، يؤمل التعامل مع ملف التعيين لأي قيادي بشكل يتجاوز الطريقة التقلديدية أو أن يكون فقط مرتبطاً بتصريح بعدد بسيط من الشروط، وعلى سبيل المثال، يجب أن يكون المرشح ذا كفاءة ويتم اختياره ومقابلته، ولكن من وجهة نظري هناك سؤال بسيط ومنطقي هل يتم أصلاً الترشيح من الوزير؟! وما هي أصلاً المعايير الافتراضية عند كل وزير؟ وهل الوزير نفسه أو من يوجد في مكتبه سواء كان مستشاراً أو إدارياً لديه إلمام بكل أسماء الكفاءات المستوفية للشروط الأساسية في كامل الدولة؟!

وهل يعرف القاصي والداني لكي يختار أصلاً منهم لكي يتم اختيارهم بعد الاختبار والمقابلة؟!

لذا، يجب تقنين وتطوير الاختيار ليتماشى مع الإصلاح المطلوب وتحقيق العدالة الوظيفية والاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص. فتحقيق تلك العدالة وإحقاق الحق يساهم في تحفيز العقليات والكفاءات ويتفق كل ذلك مع دولة المؤسسات ويساهم في تخفيف الإحباط المزمن وما حصل سابقاً في بعض التعيينات (البارشوتية).

لذلك اقترحت من قبل وأكرر هذا الكلام لعل وعسى أن يجد مّن يطبقه على أرض الواقع وهو أن يكون هناك إعلان رسمي منشور يتضمن مواصفات عامة والتخصصات والخبرة المناسبة للمرشح للمنصب المطلوب ويتضمن اختبارات عملية ونظرية ويا حبذا لو يتم الاختبار عن طريق الحواسيب إن أمكن مثل اختبارات الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب (ICDL) على سبيل المثال وتكون بإشراف أكاديمي، ومن الجهات المختصة وبالشفافية المطلوبة حتى يكون ذلك وسيلة لدعم اختيار الأشخاص الأكفاء ويقطع الطريق على من يريد اقتناص المناصب للبعض!

لذا، فإن هذا الإعلان بمثابة فرصة لمن يريد التطور الوظيفي والمساهمة في نهضة المرحلة الجديدة وهي مؤشر بالتأكيد عن بداية الإصلاح الحقيقي، فالمنصب تكليف لا تشريف والمهم الإنجاز الملموس الذي يساهم في خدمة البلاد والعباد، والتصريح الجميل بالتطوير يحتاج إلى طرق عملية، لذا، يجب أن يكون التعيين بعد التوكل على الله تعالى على كفاءته وأن تقل فرصة وجود القيادي (البارشوتي) أو الذي لا يملأ كرسيه بإنجاز يذكر، فهو بالتالي قيادي مرفوض من طريق التطور.

والخلاصة فإن وصول الكفاءة للمنصب القيادي هي الرسالة الواقعية عن بداية الإصلاح المنشود في القطاع الحكومي، والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw