وجع الحروف

شوفوا حالكم وبس...؟

19 أكتوبر 2024 10:00 م

هذا يتحدّث عن ذاك، وذاك يطعن في ذاك... وكل ينظر إلى الإصلاح من منظوره وحسب مصلحته.

ومما راق لي قول أحد الحكماء (بالمال يمكنك شراء ساعة لكن لا يمكنك شراء الوقت، بالمال تشتري الطعام لكن لا يمكنك أن تشتري الشهية، بالمال تشتري العلاج لكن لا تستطيع شراء الصحة، وبالمال تشتري السرير لكن لا يمكن أن تشتري النوم).

فإن أعطاك الله وقتاً، نوماً، شهية وصحة فلا تسخط حيث قال عز من قائل «ولئن شكرتُم لأزيدنّكم».

لا تنظر إلى المال وتحاول أن تمتلك مالاً أكثر وأكثر وإن كان البعض لا يفرق بين الحلال والحرام... واعلم أن البعض ممن ران على قلوبهم لا يعجبهم هذا الطرح لأن قلوبهم قد طُبع عليها ما طُبع وأصبحت لا تستسيغ سماع قول الحق.

عندما نتحدّث عن الإصلاح الإداري من منظور عملي وحسب المتبع مؤسساتياً، فنحن فقط نسعى إلى تنوير المجتمع وتوجيه النصيحة... ولا مخرج للمشاكل التي نعاني منها إلا كما ذكرت في المقال السابق «الاعتراف بالأخطاء» وكل مخطئ مقصّر يجب أن يُحاسب.

إنّ أساس أي إصلاح يبدأ من حسن اختيار المسؤولين والمستشارين والعمل وفق نهج الإدارة الإستراتيجية.

ومعلوم وثابت أن الإدارة المؤثرة لها خصال لا يمكن اكتسابها عبر التدريب (نزاهة، مستوى ذكاء عال، رشد، خبرة) بالإضافة إلى العلم والثقافة وحسن مهارات الاتصال.

قد يحصل شخص ما على «الواسطة» للوصول إلى المنصب... لكن الواسطة لا تمكنه من تحقيق الإنجازات.

وثابت أن أخطر سمة توثر على أداء المسؤول تكمن في النرجسية والتعالي على الناس (من تواضع لله رفعه)!

شوفوا حالكم وبس... أنتم أبخص!

الجميع يذهب للمؤسسات ويرى نوعية بعض شاغلي المناصب ويستطيع أن يفهم ماذا نرمي إليه.

الزبدة:

أذكر أنني ذكرت في السابق أن مَن شارك في حقبة الفساد لا يمكن أن يكون مساهماً في العملية الإصلاحية.

شوفوا حالكم وخافوا الله في وطنكم وأهليكم... فالمال لا يشتري الوقت ولا يحقق الجودة والإنجاز النوعي.

يجب أن نعود إلى رشدنا ونحسب حساب الآخرة فكل ما تجنيه من فلس فأنت محاسب عليه وقد يعتقد البعض وهو في كامل قوته (إن الأمور سهالات)... وإن دنا أجله تذكّر لكن بعد ماذا؟

أصلح ذاتك وأهلك وكل مَن تجلس معه وتعمل معه، والله نسأل أن يصلح حال البلد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi