ربيع الكلمات

ياباني... يفوز بنوبل للسلام

16 أكتوبر 2024 10:00 م

«عندما رأيت الأطفال يُحملون والدماء تغطيهم بغزة، تذكّرت المشاهد التي حصلت في اليابان قبل 80 سنة».

توشيوكي ميماكي، الفائز بجائزة نوبل.

هاجم سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى اليابان جلعاد كوهين، المنظمة اليابانية «نيهون هيدانكيو»، الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2024، والتي قارن رئيسها توشيوكي ميماكي، الدمار الحالي في قطاع غزة جراء حرب الإبادة بأوضاع هيروشيما وناغازاكي بعد ضربهما بقنبلتين نوويتين قبل نحو 80 سنة.

نيهون هيدانكيو، منظمة يابانية أسسها عام 1956 ناجون من القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة الأميركية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي سنة 1945. تدعو المنظمة إلى تعويضات حكومية للضحايا والناجين، وتنادي بحظر السلاح النووي، وتم الاعتراف بها دولياً عام 2001، وشاركت في عدد من الأنشطة في الأمم المتحدة وبلدان آسيوية وأوروبية، وفازت هذا الشهر من العام الحالي 2024 بجائزة نوبل للسلام اعترافاً بجهودها في مجال مكافحة الأسلحة النووية.

وتم الإعلان عن فوز المنظمة اليابانية بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، يوم الجمعة الماضي، «تقديراً لجهودها من أجل عالم من دون أسلحة نووية»، وفق ما أفادت عنه اللجنة المانحة للجائزة في النرويج، وقال رئيس المنظمة اليابانية توشيوكي ميماكي، إن وضع الأطفال في غزة يشبه الوضع في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية: «في غزة لم يتوقف نزيف الأطفال، تماماً كما في اليابان قبل 80 عاماً».

وتهدف منظمة نيهون هيدانكيو، للمطالبة بإلغاء الأسلحة النووية وتعويض الضحايا عن أضرار القنبلة الذرية، وتنظيم حملات للضغط على الحكومة اليابانية والأمم المتحدة وحكومات الدول الأخرى، إضافة للسعي إلى إلغاء الأسلحة النووية وتدميرها، وتوقيع المعاهدات الدولية الخاصة بإلغاء الأسلحة النووية وتنظيم المؤتمرات الدولية، وسن قوانين لحظر الأسلحة النووية وتعديل قانون دعم ضحايا القنابل الذرية ليشمل التعويضات الحكومية وتعزيز إجراءات دعم الناجين، ونشر الحقائق المتعلقة بتأثير القنبلة الذرية في الداخل والخارج، كما أنها تقوم بإجراء البحوث والدراسات عن أضرار القنبلة الذرية، مع تقديم الاستشارات والدعم للناجين من القنبلة الذرية.

ورحب رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، بفوز نيهون هيدانكيو بجائزة نوبل للسلام وقال: «إنه لأمر بالغ الأهمية أن تحصل المنظمة التي عملت على إلغاء الأسلحة النووية على جائزة نوبل للسلام». وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الجائزة «رسالة قوية» وأفادت «لا يزال شبح هيروشيما وناغازاكي يحوم فوق البشرية، وهذا يجعل عمل نيهون هيدانكيو لا يقدر بثمن، وعلينا واجب أن نتذكر وواجب أكبر هو حماية الأجيال القادمة من أهوال الحرب النووية».

إن الحرب الدائرة هذه الأيام على غزة ولبنان نعم هي غير متكافئة بسبب التفوق التكنولوجي وهذا واضح خاصة وهي تتلقى الدعم من الدول العظمى، ولكن ما يحصل اليوم يتجاوز كل ما حصل في السابق بسبب عملية التفخيخ وهي تعني سبق إصرار وترصد في العقل الإجرامي الصهيوني، مثابرة على الإجرام بكل خسة ودناءة، يبحثون عن أسلحة مبتكرة وبطرق غير مشروعة لقتل البشر، مشهد يعز اللسان عن وصفه ولن تجده لا بالقصص ولا في السينما الدال على العقيدة الصهيونية المنحرفة.

ولكن ما هو واجبنا تجاه إخواننا في غزة ولبنان... نعم شعور التعاطف ونشر ما يحدث لهم مطلب، ولكن هذا الشعور يجب أن يحتم علينا أن نتسامى عن خلافاتنا الشخصية من أجل المصلحة العامة، نحتاج عملاً منظماً مع الجهود المدنية والأهلية كافة، لأن العدو الصهوني يعمل بشكل منظم ولديه دعم مفتوح.

هناك العديد من النشاط حول العالم ومنهم يهود ينددون بجرائم الصهاينة، لذلك لابد من استثمار هذا التعاطف من القضية لصالحها بدل التشفي من بعض، نعم إخواننا يعيشون ظروفاً صعبة ولكن بتكاتفنا نستطيع أن نعمل الكثير.