لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون

«كسر للجليد»... وزير الخارجية الهندي في باكستان

16 أكتوبر 2024 10:00 م

رأت إسلام اباد، أن أول زيارة يقوم بها وزير خارجية هندي إلى باكستان منذ نحو عقد من الزمن، هي بمثابة «كسر الجليد» بين البلدين المتخاصمين.

ويسود التوتر علاقة البلدين الجارين اللذين خاضا ثلاثة حروب كبيرة، إضافة الى سلسلة من المناوشات الحدودية منذ نيل استقلالهما في العام 1947.

ووصل وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار إلى إسلام أباد أمس، لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون.

وقال وزير الإعلام عطاالله تارار على هامش القمة في العاصمة إسلام آباد «لم نطلب نحن ولا هم عقد اجتماع ثنائي... لكنني أعتقد أن وصوله إلى هنا بمثابة كسر للجليد».

وأضاف «(أول من) أمس، عندما تم الترحيب بجميع الزعماء وتصافحوا، أعتقد أن الصور الإيجابية انتشرت على مستوى العالم».

وتصافح جيشانكار ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قبل بدء مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت على شرف قادة الاتحاد الأوروبي.

وعاد التوتر ليشوب العلاقات في 2019 مع إلغاء رئيس الوزراء ناريندا مودي، الحكم الذاتي لجزء من إقليم كشمير خاضع للسيطرة الهندية، في خطوة لقيت ترحيباً واسعاً في نيودلهي، لكنها دفعت إسلام آباد الى تعليق التبادل التجاري وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية.

ومنذ أعوام طويلة، تشهد المنطقة التي يطالب كل من البلدين بالسيطرة الكاملة عليها، تمرداً ضد الهند.

وتتبادل الهند وباكستان الاتهامات بتأجيج أنشطة التمرد والتجسس، وقد خاض الخصمان المتمتعان بقدرات نووية نزاعات عدة للسيطرة على المنطقة.

- «ثقة متبادلة»

وحضر الاجتماع رؤساء وزراء دول منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان في العاصمة الباكستانية التي عززت بإجراءات أمنية مشددة.

في خطابه، أكد جايشانكار على أهمية «الثقة المتبادلة والصداقة وحسن الجوار».

وأضاف «إذا كانت الأنشطة عبر الحدود تتسم بالإرهاب والتطرف والانفصالية، فمن غير المرجح أن تشجع التجارة وتدفقات الطاقة والتواصل والتبادلات بين الناس بالتوازي».

وافتتح شريف الاجتماع، أمس، بخطاب دعا فيه الكتلة التي تقودها الصين وروسيا إلى ضمان «الأمن الجماعي» والتعاون من أجل «التنمية المستدامة والازدهار لمنطقة منظمة شنغهاي للتعاون».

ومنظمة شنغهاي للتعاون تضم عشر دول، وتم تأسيسها بمبادرة من الصين وروسيا اللتين تعولان على هذا التحالف لتعزيز العلاقات مع دول وسط آسيا وتعزيز نفوذهما في هذه المنطقة.

ودعا القادة المشاركين إلى منع الجماعات المسلحة من الازدهار في أفغانستان.

ورأى شريف أن المجتمع الدولي يجب أن يمارس الضغط على حكومة «طالبان» و«ضمان عدم إساءة استخدام الأراضي الأفغانية للإرهاب ضد جيرانها».

وأكد أن أفغانستان التي تحتل موقعاً استراتيجياً بين دول الكتلة، تشكل «فرصة ثمينة ونادرة للتجارة والعبور لصالح جميع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون».

وتتمتع أفغانستان بصفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، لكنها لم تُدعَ إلى المؤتمرات الدولية منذ أطاحت حركة «طالبان» بالحكومة المدعومة من الغرب في كابول قبل ثلاث سنوات.