وجع الحروف

ماذا يعني التجديد...؟

14 أكتوبر 2024 10:00 م

تطرقت في المقال السابق إلى الانتقال من الاستدامة إلى التجديد وهو توجه عالمي معمول به في كثير من الدول الذي يتجاوز حد التنمية المستدامة (الاستدامة).

التجديد مثلاً:

في الكهرباء، الانتقال من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة عبر الطاقة الشمسية أو الرياح... واستغربت من خبر نشر في «الراي» الأحد الماضي جاء فيه («الكهرباء» تبدأ مبكراً في الاستعدادات للصيف... إنشاء خطين هوائيين كهربائيين من محطة الوفرة إلى محطتي صباح الأحمد... وعلاقتها بالربط الخليجي لتعويض النقص في الكهرباء)... صحيح ان الخطوط الكهربائية الهوائية أرخص وصيانتها أسرع إلا انه مثبت علمياً أنها تتأثر بالطقس (رياح وصواعق) إضافة إلى أنها تصدر انبعاثات مؤينة تؤثر على صحة الإنسان، ولهذا السبب تنصح الدراسات إلى عزل المناطق المحيطة بالخطوط الهوائية، كابلات الجهد العالي، بمسافة قرابة 500 متر بعيداً عن أي مكان مأهول بالسكان (اشتراطات الوقاية من الإشعاع) حالها حال الأبراج التي تصدر منها إشعاعات وكل حسب نوعه تختلف المسافة الآمنة.

في التعليم، ذكرت أخذ المنهج الإماراتي وتغيير مفهوم وظيفة المعلم لتصبح رسالة المعلم وإنه ليس كل خريج يصلح أن يكون معلماً مع إدخال المهارات كجزء من الغاية من التعليم بعيداً عن التلقين.

في الاقتصاد، يجب أن نبتعد عن الاعتماد على النفط كمصدر للدخل وذكرت الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل من خلال استغلال الجزر والبر (مناطق تجارية حرة واستقطاب المستثمر العالمي عبر إستراتيجيات في التعليم- إنشاء جامعات عالمية -). وفي الصحة (مستشفيات عالمية من أفضل الموجود، والتي ستكون للسياحة العلاجية بما فيها منتجعات للعلاج الطبيعي).

في الإدارة، الإتيان بعقول نيرة تأتي بإضافة عبر رؤية مختلفة وخطط إستراتيجية حديثة تحاكي المتغيرات في السوق العالمي وطريقة إدارة المنشآت عبر مفاهيم حديثة.

وفي الشق الاجتماعي، نريد تجديداً حول مفهوم الأمن بمختلف أشكاله ومنها الأمن الاجتماعي (دراسة الوضع المعيشي للأفراد وتوفير حالة الرفاه والرخاء المعيشي وربطها بمستوى التضخم الذي بلغ 3 في المئة حسب آخر تقرير وزيادة الأسعار ما يتطلب زيادة في الرواتب ومراقبة صارمة على زيادات الأسعار.

إن التجديد بمفهومه توجه معمول به حالياً، ولا يجب أن نغفل عن المتغيرات في الاقتصاد العالمي في شتى المجالات.

الزبدة:

الشاهد ان التجديد يأتي عبر الاعتراف الفعلي والواقعي بالأخطاء التي حدثت ورسم خطط إستراتيجية برؤية جديدة تحقق لنا التنمية بشكل جديد.

أدعو المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة وأن نرى برنامج عمل حكومياً جديداً يدرس الحالة الكويتية ومتطلباتها المستقبلية لجيل الغد... عمل يأتي به قياديون واستشاريون يتقنون بخبرة «دسمة» وإدراك وخلق ورشد ما يتوقعه المواطن الكويتي في المقبل من الأيام... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

X: @TerkiALazmi