في اليوم الـ374 من العدوان على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية عنيفة على القطاع الفلسطيني المحاصر، إضافة إلى عمليات الهدم والقصف الكثيف لمنطقة جباليا لليوم العاشر على التوالي. كما ارتكب مجزرة مروعة، باستهدافه خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في ديرالبلح، فجر أمس.
وعاش النازحون في مستشفى شهداء الأقصى، ليلة دامية بسبب غارات الاحتلال، ووثقت مقاطع مصورة شاركها ناشطون مشاهد قاسية من اللحظات الأولى بعد القصف الذي أدى إلى استشهاد 4 بينهم امرأة وطفل وإصابة نحو 40.
وقالت مصادر طبية إن جثامين الشهداء تفحمت بالكامل، وأوضحت أن معظم الجرحى أصيبوا بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة.
وتسببت الغارات في اندلاع حريق كبير امتد على نحو 30 خيمة. وحسب شهود، انتشرت الحرائق انتشاراً واسعاً في الخيام كونها مصنوعة من النايلون والأقمشة السريعة الاشتعال.
وتابع الشهود ان الطواقم الطبية أخرجت عدداً من الجرحى وبينهم نساء وأطفال، وقد اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من ملابسهم.
وذكروا أن النيران ظلت مشتعلة في الخيام 45 دقيقة قبل أن تنجح طواقم الدفاع المدني في السيطرة عليها.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن «القصف الإسرائيلي هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام».
وجاء القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بعد ساعات قليلة على استشهاد 22 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً وامرأة وإصابة 80 آخرين في غارة استهدفت مساء أول من أمس مدرسة المفتي التي تؤوي آلاف النازحين بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وذكرت مصادر طبية، أن حالة معظم المصابين خطرة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن «المذبحة الإسرائيلية بمدرسة المفتي ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 191، تضم مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية».
وأكد الدفاع المدني أن استهداف مستشفى شهداء الأقصى وقبله مدرسة المفتي، يثبت أن «لا مكان آمناً» في غزة.
كما استشهد 10 أشخاص على الأقل وأصيب 40، بسبب قذائف دبابات استهدفت أشخاصاً كانوا يصطفون للحصول على الطعام، وسط تزايد المخاوف في القطاع من أن إسرائيل تخطط لتهجير جميع السكان من الشمال.
وذكر مسعفون، أن طائرة مسيرة أطلقت النار أيضا على عشرات السكان الذين تجمعوا للحصول على الطعام في جباليا أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة، وأضافوا أن نساء وأطفالا من بين الضحايا.
وجباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو عشرة أيام.
وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من سكان شمال غزة تركوا منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي نحو 400 ألف شخص.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مهند هادي، الأحد «نزح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة في حين لايزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال».
خطط لإخلاء جباليا
ويخشى السكان من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وفقاً لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم.
وتنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مثل هذا المخططات.
وقال الناطق العسكري نداف شوشاني لصحافيين «لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل... نؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا (العسكرية) ضد هذه الخلايا الإرهابية في جباليا».
وذكر جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، ان مخططه يهدف إلى الضغط على «حماس» لتحرير الرهائن من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها الحركة والمساعدات الواردة إليها بدلاً من إرسال قوات لقتال مقاتلين.
وأضاف لإذاعة الجيش الأحد «ما يفعله (الجيش ) في جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة... وخطتي لم تُنفذ بعد».
وخطط إسرائيل لمستقبل غزة غير واضحة في ما عدا هدفها المعلن المتمثل في تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى استشهاد 42289 شخصاً، بينهم 62 على الأقل سقطوا في الساعات الـ24 الأخيرة، إضافة إلى إصابة 98684، وفق ما أفادت وزارة الصحة في غزة، أمس.
محادثات بار
دبلوماسياً، تناول رئيس جهاز «الشاباك» رونين بار، في القاهرة، الأحد، مع مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل، المفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي وصلت إلى طريق مسدود، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس.
وهذه المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول إسرائيلي القاهرة، منذ 22 أغسطس، حيث زارها كل من بار ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع، وجرى التداول حول نشر إسرائيل قواتها عند محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح في حال التوصل لاتفاق تبادل أسرى.
ولم يحدث أي تقدم في تلك المحادثات، على إثر معارضة مصر انتشار قوات إسرائيلية عند حدودها مع قطاع غزة والسيطرة عليها.
ونقل موقع «واللا» عن مصدر مطلع ان بار بحث في احتمالات استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى، وإمكانية إنهاء الأزمة حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح.