ما وراء التهديد النووي... تركيز على مستودعات الصواريخ والاغتيالات

الردّ الإسرائيلي على إيران... مروحة الخيارات والأهداف والمَخاطر

13 أكتوبر 2024 10:00 م

- أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى إطلاقٍ كارثي للمواد المشعة
- العديد من المنشآت النووية والصاروخية محصَّنة بعمق ومحمية بأنظمة دفاع جوي متطوّرة
- استهداف البنية التحتية الاقتصادية أو النفطية لإيران قد تكون له عواقب وخيمة
- الهجوم الجوي الإسرائيلي سيعتمد على «إف
- 15» و«إف
- 35»
- تل أبيب تحتاج إلى ضرب مواقع متعددة في وقت واحد لإرباك الدفاعات الإيرانية ومنْع الانتقام المنسّق
- إسرائيل ستحتاج إلى نحو 100 طائرة لشن ضربة جوية ناجحة
- طهران تعلّمت من الضربة الأخيرة كيفية إطلاق ممرّ من الصواريخ قادرة على تضليل الأنظمة الاعتراضية

أشارت إسرائيل إلى نيّتها شنّ ضربة كبرى على إيران باستهداف قدراتها النووية المتقدمة رداً على ردّها على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية في عاصمتها طهران.

لكن ورغم هذا الموقف الحازم، فإن التعقيدات والعواقب المحتملة لهجوم عسكري شامل على البرنامج النووي واحتمال ردّ فعل من خارج التوقعات بتغيير طهران عقيدتها النووية، يجعل مثل هذه العملية محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة إلى حد كبير.

تنتشر المنشآت النووية والصاروخية الرئيسية لإيران عبر أراضيها الشاسعة التي تبلغ مساحتها 1.648 مليون كيلومتر مربّع، والعديد منها محصَّنة بعمقٍ ومحمية بأنظمة دفاع جوي متطوّرة.

وحتى بالنسبة للجيش الإسرائيلي ذي القدرات العالية، فإن حجم وتعقيد المهمة يجعلان النجاح بعيداً عن الضمانات.

وإلى جانب ذلك، فإن استهداف البنية التحتية الاقتصادية أو النفطية لإيران قد تكون له عواقب وخيمة، فأي عمل من هذا النوع من شأنه أن يستدعي رداً انتقامياً كبيراً من طهران، وهو ما قد يؤثّر بشكل غير متناسب على إسرائيل بسبب صغر حجم الأراضي التي تحتلها (22.147 كيلومتراً مربعاً) وانكشافها على الضربات الصاروخية.

إستراتيجية أكثر عملية

وفي ضوء هذه المخاطر، قد تجد إسرائيل إستراتيجية أكثر عملية في التركيز على مستودعات الصواريخ وتنفيذ عمليات اغتيال مستهدَفة لشخصيات رئيسية في البرامج النووية والصاروخية.

ورغم فعالية هذا النهج، فإن من المرجَّح أن يؤدي إلى انتقامٍ إيراني أكثر حدّة، وإن كان قد يتجنّب التصعيدَ الفوري لصراع كامل النطاق.

ناهيك عن أن طهران قد تفسّر مثل هذه الضربة على أنها علامة على أن ردعَها الصاروخي غير كافٍ، ما قد يؤدي إلى تسريع سعيها للحصول على سلاح نووي، الأمر الذي سيشكل انتكاسة كبيرة للجهود الإسرائيلية والدولية لمنْع الانتشار النووي في المنطقة.

ومن شأن سلوك إسرائيل أن يقدّم لإيران فرصةً لتعزيز دعمها لـ «حزب الله»، ليس فقط من خلال توفير المعدات العسكرية والصواريخ والمستشارين رفيعي المستوى، بل وأيضاً من خلال زيادة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تَفاقُم انعدام الأمن على الجبهة الداخلية في إسرائيل، ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى التوترات المستمرة بين الطرفين المتحاربيْن.

تعقيدات الضربة العسكرية

لشن ضربة جوية ناجحة على المنشآت النووية، ستحتاج إسرائيل إلى نشر أسطول كبير من الطائرات، ربما ما يقارب 100، لاستهداف العشرات من المواقع المنتشرة في كل أنحاء البلاد.

وتشمل هذه الأهداف، مواقع تخصيب اليورانيوم، ومرافق إنتاج الصواريخ، والمستودعات المحصَّنة تحت الأرض.

وسيتطلب كل موقع أنواعاً مختلفة من الذخائر، تراوح من القنابل الخارقة للتحصينات إلى الذخائر الموجَّهة بدقة، اعتماداً على درجة التحصين وطبيعة الموقع.

وفي السياق نفسه، فإن القوات الجوية الإسرائيلية ستعتمد في المقام الأول على اثنتين من أكثر طائراتها تقدماً بغض النظر عن الأهداف:

«إف - 15 آي»

يمكن للمقاتلة الضاربة بعيدة المدى، حمل حمولة ثقيلة، وهي ضرورية لإيصال قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-28، والتي صُممت لاختراق ما يصل إلى 20 قدماً من الخرسانة المسلّحة.

وستكون هناك حاجة لهذه القنابل لتدمير مواقع عميقة تحت الأرض مثل فوردو، المدفونة تحت جبل.

ويمكن لكل مقاتلة حمل 1-2 قنبلة GBU-28 أو 2-4 قنابل JDAM من طراز GBU-31، وهي قنابل موجّهة بدقة مثالية للأهداف السطحية.

«إف - 35 آي أدير»

هذه الطائرة الشبحية ضرورية للتهرّب من الدفاعات الجوية الإيرانية المتقدمة. ويمكن للمقاتلة حمل قنبلتين JDAM من طراز GBU-31 داخلياً للحفاظ على التخفي، لكن حمولتها أكثر محدودية مقارنة بطائرة F-15I.

في الحالات التي يكون فيها التخفي أقلّ أهمية، يمكن للمقاتلة حمل قنابل إضافية خارجياً، على الرغم من أن هذا يعرض قدراتها على التهرب من الرادار للخطر.

حجم العملية

نظراً للتحصينات الواسعة للبنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية، ستحتاج إسرائيل إلى ضرب مواقع متعددة في وقت واحد لإرباك الدفاعات الإيرانية ومنْع الانتقام المنسّق.

ومن المرجح أن يحتاج المخططون العسكريون الإسرائيليون إلى 100 طائرة على الأقل لتغطية الأهداف الضرورية، والتي قد تشمل:

منشأة تخصيب ناتانز

موقع رئيسي في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، حيث ستحتاج إسرائيل إلى تدمير الأقسام فوق الأرض وتحت الأرض.

ومن المرجح أن يتطلب هذا 15 طائرة، بما في ذلك طائرات إف-15 آي لإسقاط قنابل خارقة للتحصينات، وطائرات إف-35 آي لضربات دقيقة على الهياكل السطحية.

- منشأة تخصيب فوردو:

أحد أكثر الأهداف تحدياً، حيث تقع فوردو في عمق الجبل. ولاختراق دفاعاتها، ستحتاج إسرائيل إلى 25 طائرة مجهّزة بقنابل GBU-28 للوصول إلى الطبقات السفلى من الأرض.

منشآت محمية تحت الجبل

مفاعل آراك للماء الثقيل

رغم إعادة تشكيله بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، يظلّ مفاعل آراك يشكل تهديداً محتملاً بسبب قدرته على إنتاج البلوتونيوم. ومن المرجح أن تحتاج إسرائيل إلى 10 طائرات لتحييد المفاعل والبنية التحتية المرتبطة به.

منشآت إنتاج الصواريخ

يُعد برنامج الصواريخ الإيراني هدفاً حاسماً آخر. وستحتاج إسرائيل إلى ضرب العديد من مصانع الصواريخ ومستودعات التخزين، بما في ذلك المرافق تحت الأرض. وهذا يتطلب من 10-15 طائرة إضافية لضمان تدمير هذه المواقع.

منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان

جزء رئيسي آخَر من سلسلة الإمداد النووي الإيرانية، والتي تحوّل اليورانيوم الأصفر إلى غاز للتخصيب. وستحتاج إسرائيل إلى 6-8 طائرات لتدمير هذه المنشأة، بما في ذلك أي مكونات تحت الأرض.

وكانت إسرائيل تتدرب على نطاق واسع لاستهداف المخابئ العميقة تحت الأرض.

وفي هجومها على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أسقطت إسرائيل أكثر من 83 طناً من المتفجرات، وأطلقت عشرات القنابل على الموقع نفسه.

وعلى نحو مماثل، استهدفت مخبأ زعيم المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين بـ 75 قنبلة، تحتوي كل منها على طن من المتفجرات، مع التركيز مرة أخرى على المبنى نفسه، بالضبط في إحدى ضواحي بيروت.

وفي الحالتين، وعلى الرغم من أن جميع القنابل كانت صواريخ موجهة بدقةٍ وضربت أهدافها المقصودة، فإن المخابئ المحصّنة التي تأوي زعماء الحزب ظلت سليمة.

وقد نُسبت الوفيات التي حدثت إلى الأضرار التي لحقت بأنظمة التهوية، وليس إلى الانهيار الهيكليّ للمخابئ.

وفي حالة صفي الدين، لايزال مصيره غير مؤكد، حيث كان المخبأ مزوداً بإمدادات متعددة من الأكسجين لمواجهة خطر الحرمان من الهواء، على عكس الهجوم الأول.

وتوضح هذه الأمثلة أنه رغم الإسقاط الدقيق لعشرات الأطنان من المتفجرات، لم يتم تدمير المخابئ المحصنة.

وقد تعكس هذه المرونة ما يمكن أن يحدث مع منشآت ناتانز وفوردو النووية تحت الأرض في إيران.

إن أحد أعظم التحديات اللوجستية التي تواجه القوات الجوية الإسرائيلية هي المسافة بين إسرائيل وإيران ـ أكثر من ألف ميل في كل اتجاه.

ولتنفيذ مثل هذه الضربة الشاملة، ستحتاج إسرائيل إلى قدرات كبيرة في مجال التزود بالوقود.

وهي تشغل حالياً طائرات صهريج من طراز KC-707 Re’em التي يمكنها تزويد ما بين 6 إلى 8 طائرات بالوقود في كل طلعة.

إضافة على ذلك، فإن إسرائيل ستحتاج، في مهمة بهذا الحجم، إلى نشر أسطولها بالكامل من أجل التزوّد بالوقود، إلى جانب طائرات صهريج من طراز KC-46A Pegasus التي حصلت عليها أخيراً والتي يمكنها تزويد 10 إلى 15 طائرة بالوقود في طلعة واحدة لإكمال المهمة والعودة.

وبالنسبة لـ 100 طائرة، ستحتاج إسرائيل إلى 12 إلى 17 طلعة من طراز KC-707 Re’em أو 7 إلى 10 طلعات من طراز KC-46A Pegasus لعملية تزويدٍ واحدة بالوقود.

وستواجه إسرائيل تحديات كبيرة في تزويد جميع الطائرات الـ 100 بالوقود لشن ضربة طويلة المدى على إيران. وفي حين أحرزت تل أبيب تقدماً كبيراً في ترقية قدراتها على التزود بالوقود باستخدام طائرات KC-46A Pegasus، فمن المرجح أن تطلب دعماً أميركياً إضافياً لضمان نجاح مثل هذه العملية.

الدفاعات الجويةوالتدابير المضادة

استثمرت إيران بشكل كبير في الدفاع عن أصولها العسكرية والنووية الرئيسية.

وتشكل أنظمة S-300 وS-400 وBavar-373، القادرة على استهداف الطائرات على مسافات طويلة، تهديداً كبيراً لأي قوة ضاربة إسرائيلية. ولتنفيذ هجوم ناجح، تحتاج تل ابيب إلى تحييد هذه الدفاعات في وقت مبكر من المهمة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مزيج من:

الهجمات الخفية

من المرجح أن تُستخدم طائرة إف-35 آي لتدمير أنظمة الدفاع الجوي ذات الأولوية العالية في المرحلة الأولية من الضربة، ما يقلل من المخاطر على الطائرات الأخرى.

الحرب الإلكترونية

تملك إسرائيل أنظمة حرب إلكترونية متطورة قادرة على التشويش على الرادارات وأنظمة الاتصالات الإيرانية، وتعمية قدرتها على اكتشاف الطائرات الآتية.

الهجمات الإلكترونية

استخدمت إسرائيل في السابق الهجمات الإلكترونية لتأخير التقدم النووي الإيراني، وأبرزها فيروس ستوكسنت. ويمكن استخدام نهج مماثل لتعطيل البنية التحتية للقيادة والسيطرة الإيرانية، ما يزيد من شل استجابة دفاعها الجوي.

الانتقام والتداعيات

رغم البراعة العسكرية الإسرائيلية، فإن حتى الضربة الناجحة للغاية لن تكون خالية من المخاطر الكبيرة. وتملك إيران ترسانة صاروخية قوية، وأي هجوم على منشآتها النووية أو الصاروخية من المرجح أن يثير انتقاماً سريعاً وهائلاً.

وحتى مع أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة التي تملكها، مثل القبة الحديدية ومقلاع داود، فإن إسرائيل ستواجه مخاطر شديدة من الصواريخ.

ويُتوقع أن تتلقى إسرائيل ضربات على مراكزها السكانية أو قواعدها العسكرية بصواريخ إيرانية تفوق سرعة الصوت.

وقد تعلمت طهران من الضربة الأخيرة كيفية إطلاق ممرّ من الصواريخ ضد قواعد عسكرية انتقائية، ما يجعل من المستحيل على نظام الصواريخ الاعتراضية وقف الضربة.

وإضافة على ذلك، فإن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى إطلاقٍ كارثي للمواد المشعة. وقصْف ناتانز أو فوردو محفوفٌ بمخاطر إطلاق سداسي فلوريد اليورانيوم، وهي مادة سامة ومشعّة يمكن أن تلوّث مناطق شاسعة، ما يؤثر ليس فقط على إيران ولكن أيضاً على الدول المجاورة مثل العراق وتركيا، في حين أن الضربة على مفاعل بوشهر الإيراني قد تتسبب في انهيار مماثل لتشرنوبيل أو فوكوشيما، مع عواقب مدمّرة طويلة الأمد على بيئة المنطقة وصحتها.

ضربة محتملة لصناعة الصواريخ

والضربة الإسرائيلية التي تهدف إلى شلّ صناعة الصواريخ ونشرها ستكون عملية معقّدة وطموحة للغاية.

وتشكل قدرات إيران الصاروخية، ولا سيما البالستية وصواريخ كروز، حجر الزاوية في استراتيجية الردع العسكرية، وقد تم تطويرها على نطاق واسع على مر الأعوام.

وفي تقييم احتمالات نجاح مثل هذه العملية، يجب مراعاة العديد من العوامل الرئيسية: نطاق صناعة الصواريخ الإيرانية، وتدابيرها الدفاعية، والتحديات التكتية للضربة، والعواقب المحتمَلة لمثل هذا الإجراء.

وتملك إيران واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ وأكثرها تقدماً في الشرق الأوسط، والتي تشمل صواريخ بالستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى، إضافة إلى صواريخ كروز.

ويضيف تطوير تكنولوجيا الصواريخ الأسرع من الصوت، والتي ادعت إيران أنها تملكها، طبقة أخرى من التعقيد إلى أي ضربةٍ محتملة.

وتنتشر مرافق إنتاج الصواريخ الإيرانية في كل أنحاء البلاد وغالباً ما تقع في مواقع محصنة بشدة أو تحت الأرض لحمايتها من الهجمات الجوية.

ومن المرجح أن تنتشر المواقع الرئيسية على مساحة واسعة، الأمر الذي يتطلب ضربات متعددة ومتزامنة.

وبالإضافة إلى مصانع التصنيع، تحتفظ إيران بعدد من مستودعات تخزين الصواريخ، والتي غالباً ما تقع تحت الأرض، وتُنشر هذه الصواريخ في قواعد عسكرية مختلفة.

وهذا يعني أن أي ضربة تهدف إلى تعطيل قدرة إيران الصاروخية ستحتاج إلى استهداف مواقع الإنتاج ومرافق التخزين لتكون فعّالة.

ويقع العديد من منشآت الصواريخ إما تحت الأرض إما معزَّزة، ما يجعل تدميرها في ضربة واحدة أمراً صعباً. ويُعتقد أن مواقع مثل بارشين وسمنان وخوجير، والتي ترتبط بتطوير الصواريخ واختبارها، محمية بشكل كبير بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية.

ولاختراق المواقع المدفونة عميقاً أو المحصنة بشكل كبير، ستحتاج إسرائيل إلى نشر القنابل الخارقة للتحصينات، مثل GBU-28 أوGBU-57 Massive Ordnance Penetrator (MOP).

ومع ذلك، فمن غير الواضح إذا كانت إسرائيل تملك ما يكفي من هذه الذخائر لتدمير جميع منشآت الصواريخ الرئيسية الإيرانية بشكل فعال، ولا سيما تلك المدفونة عميقاً تحت الأرض.

وبالإضافة إلى الإنتاج، ستحتاج إسرائيل إلى استهداف مناطق نشر الصواريخ النشطة حيث تخزّن إيران صواريخها وتجهّزها للإطلاق.

وقد بذلت طهران جهوداً لإخفاء هذه المواقع ما زاد من تعقيد التخطيط الاستخباراتي والعملياتي الإسرائيلي.

وقد تؤدي الضربة الإسرائيلية الناجحة للبنية التحتية للصواريخ الإيرانية إلى تدهور كبير في قدرات طهران على إنتاج الصواريخ ونشرها، ولكن من غير المرجح أن تقضي عليها تماماً...

الانتكاسات الموقتة

حتى لو دمرت إسرائيل منشآت تصنيع الصواريخ الرئيسية، فقد أظهرت إيران المرونة والقدرة على إعادة بناء البنية التحتية العسكرية الحيوية، كما يتضح من التعافي في الماضي من التخريب والضربات الجوية.

ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى انتكاسة موقتة فقط للبرنامج الصاروخي، ما قد يمنح إسرائيل بعض الوقت، ولكن لا يقضي على التهديد طويل الأجل.

مخزونات الصواريخ

وتملك إيران بالفعل عدداً كبيراً من الصواريخ المنشورة.

وحتى لو توقّف الإنتاج أو تَضَرَّرَ، لا يزال بإمكان طهران إطلاق المخزونات الموجودة رداً على ذلك. وغالباً ما يتم نشر هذه الصواريخ وتخزينها في مواقع إطلاق مخفية أو متحركة، ما يجعل من الصعب تدميرها استباقياً.

ومن المؤكد تقريباً، أن الهجوم على صناعة الصواريخ الإيرانية من شأنه أن يثير انتقاماً يُرجح أن يشمل ضربات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية وربما على الأصول الأميركية في المنطقة.

الخلاصة

وفي حين أن التهديدات الإسرائيلية بشنّ ضربة «مذهلة» على المنشآت النووية «جريئة»، فإن واقع تنفيذ مثل هذه العملية محفوف بالتحديات.

فاللوجستيات اللازمة لنشر 100 مقاتلة تحمل قنابل خارقة للتحصينات وذخائر دقيقة وتحييد الدفاعات الجوية الإيرانية الهائلة، تجعل النتيجة الناجحة غير مؤكدة.

كما أن مخاطر الانتقام من جانب إيران تجعل احتمالات توجيه ضربة أكثر خطورة.

وفي حين لا تخلو أي استراتيجية من المَخاطر، فإن الاغتيالات المستهدفة تقدم بديلاً أقل تكلفة وأعلى تأثيراً من المجازفة الهائلة المتمثلة في شن هجوم عسكري واسع النطاق.

ورغم أن هذا قد لا يكون النوع من الهجمات الذي يريد بنيامين نتنياهو أن ينفّذه، لكنه يعتقد أن من الأفضل تجنّب رد إيران على هجومه في الوقت الحالي.