في عصرنا الحالي، تتزايد التحديات التي تواجه مفهوم الوطنية والانتماء للوطن، حيث أصبحنا نشهد خطابات تحمل شعارات برّاقة تتغنى بحب الوطن والانتماء له، بينما يفتقر أصحابها إلى المصداقية الحقيقية.
إنّ الوطنية ليست مجرد كلمات تُقال أو شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي التزام عملي وولاء صادق لبلدك، لحكامك، وللمبادئ التي تمثلها الأمة.
ما يهم حقاً هو كيف يتصرف الشخص في حياته اليومية تجاه وطنه، فالولاء للوطن وللحكام هو التصرف بما يخدم المصلحة العامة ويدعم الاستقرار والازدهار. من السهل جداً أن يتظاهر البعض بالوطنية وأن يتحدثوا باسم الوطن دون أن يحملوا في قلوبهم أيّ حُب حقيقي له، هؤلاء الأشخاص، الذين لا تحركهم إلا مصالحهم الشخصية أو المكاسب الزائلة، يتاجرون بمشاعر الانتماء والوطنية ليحققوا أهدافهم الخاصة.
إنّ المنافقين الذين يزيّفون حُب الوطن هم أعداء في ثوب أصدقاء، لا يسعهم إلا التلون والتغير حسب الرياح، فلا يمتلكون مبادئ ثابتة ولا رؤية واضحة لما هو في صالح الوطن. في النهاية، هم أكثر من يضر بالوطن والمجتمع، لأنهم يشوّهون مفهوم الوطنية ويجعلونها سلعة رخيصة قابلة للمساومة، لن تحمي الأوطان شعارات زائفة أو أقنعة مزيفة، بل تحميها أفعال صادقة من أبنائها المخلصين.
وطني الكويت، يا نبض الفؤاد وسر البقاء، تغنى فيك الشعراء والمخلصون عبر السنين. أنت الأرض التي تجمعنا، والهواء الذي نتنفسه بحرية، والنور الذي يضيء طريقنا نحو مستقبل مشرق. فيك نشأنا، وعلى أرضك نعيش أحلامنا ونسعى لتحقيقها.
الكويت ليست مجرد اسم في التاريخ، بل هي رمز للعطاء والكرامة. منذ أن أشرقت شمس الاستقلال وهي تمثل نموذجاً في العزة والوحدة، يتغنى بك أبناؤك الذين أخلصوا لك عبر الأزمنة. مهما تباينت الظروف وتبدّلت الأوقات، يبقى حب الكويت ثابتاً في القلوب، وولاؤنا لك ولحكامك هو العهد الذي لن ينكسر أبداً.
الكويت هي الحصن الذي نحميه بأرواحنا، والبيت الذي يفتح ذراعيه لكل من ينتمي إليه بصدق.