قيم ومبادئ

تحول كلية الشريعة؟

3 أكتوبر 2024 10:00 م

أي غرض أسنى من رسالة الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين أرسلهم الله لهداية البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور... ومع كثرة عدد الأنبياء والرسل الذين بُعثوا في كل أمم الأرض ورغم إصلاحاتهم الكثيرة إلا أن ردود الأفعال أكثرها قبيحة... فمنهم من قتله قومه ومنهم من لم يؤمن به أحد ومنهم من آمن به رجلٌ واحد ومنهم ومنهم... وأكثرهم تبعاً يوم القيامة هو رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وحين رحلوا عن الدنيا لم يورّثوا لنا ديناراً ولا درهماً... وإنما ورّثوا لنا هذا العلم واوكلوا بهذه المهمة لأصحابهم ولمن يأتي بعدهم لاستكمال المسيرة وللنهوض بأعباء الأمانة في إصلاح النفوس وتوجيهها إلى الخير والفلاح... ولكننا اليوم أمام هذه التحديات الجارفة عقائدياً وسلوكياً ضعف الإيمان، وترهلت الأخلاق فضعفت تزكية النفوس وقل الإقبال على الفقه الإسلامي، خصوصاً أمام ذلك التيار الجديد الهادر لمحاولة إعادة صياغة وتأويل الإسلام لينسجم مع ثقافة الغالب؟

... وأمام هذا الواقع الجديد الذي لا يمكن الوقاية منه إلا من خلال (فقه الواقع) لوحظ أخيراً ممن دخل هذا المضمار الوعر من أصحاب النوايا السامية وجدناه بعد فترة ضل فهمه وزلت قدمهُ فاضطرب توازنه فمالت به الدنيا ببهرجها وأدخلته في توالي أحداثها حتى أصبح مرتهناً في حراكها بعد أن كان مصنعاً للرجال، منتجاً للثمرات التي يحتاج إليها المجتمع حتى نزلت به ركائبه تدريجياً إلى مطاردة المهاترات الفكرية والمماحكات السياسية الكثيرة... واستقصاء تعليقات المتابعين على كل شاردة وواردة وتلاشت الهمة في التفرغ للمطالعة وسبر أغوار المُؤلفات العلمية حتى انتهت بهم الحال إلى الجدل وقلة العمل؟

ومما زاد الأمر قتامةً توهم – طالب العلم الدكتور – أنه في قلب عملية التغيير في المسرح السياسي الدولي؟

وهو مجرد مراقب ومتفرج جالس على المدرّج أو معلق وراء المايكروفون لا غير ضمن ملايين الجماهير الذين حضروا للمتعة والهواية... واختطفت الشبكات العنكبوتية أوقات الشباب وحرفتهم عن المساجد وحولوهم إلى ركام بشري همه الوحيد التعليق الساخر ومتابعة التعليق وتعليق التعليق وصولاً إلى السلوك القهري والإدمان الذي ذهبت معه بركة العلم الشرعي.

فهل نستفيق يا كلية الشريعة؟