أغلقت بورصات الكويت والخليج أمس على انخفاض على عكس ما كان متوقعاً لجهة ردة أفعال أسواق المال في المنطقة، في ظل تصاعد التوتر الجيوسياسي في المنطقة، حيث سجلت هبوطاً جماعياً نتج عن خسائر سوقية بـ 31.2 مليار دولار.
وسجلت «بورصة الكويت» انخفاضاً يعادل 1.2 في المئة، حيث سجلت تراجعاً على مستوى مؤشرها العام بلغ 86.19 نقطة متأثراً بهبوط مؤشر السوق الأول بـ 94.3 نقطة، فيما شملت موجة التراجع الأسهم المتوسطة والصغيرة أغلب السلع التي تسيدت النشاط الفترة الأخيرة وسط عمليات بيع كثيفة غلبت على المسار العام.
وخليجياً تراجع السوق السعودي 0.7 في المئة، وسوق دبي المالي 0.83 في المئة، وأبو ظبي 1.05 في المئة، وقطر 0.6 في المئة، ومسقط 0.4 في المئة والبحرين 0.01 في المئة.
ومحلياً لم يشفع تدخل بعض المستثمرين والمحافظ والصناديق لوقف خسارة الأسهم خلال الساعة الأخيرة في معاكسة المزاج العام وتأثير الأحداث الجيوسياسية على أسواق المال الإقليمية عامة، فيما ظلت الأسهم التشغيلية ثابتة.
وعلى صعيد تحركات المجموعات الاستثمارية المشكلة من محافظ ومتعاملين أظهرت وتيرة تحركاتها تحفظاً ملحوظاً، وسط توقعات بأن تتفاعل تلك الأسهم ارتفاعاً مع عودة الاستقرار إلى المؤشرات من جديد.
وسجلت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في بورصة الكويت خسائر بـ 509 ملايين دينار أغلبها تعود إلى الأسهم القيادية ومكونات السوق الأول التي فقدت 424 مليوناً، فيما ظلت المراكز الاستثمارية الإستراتيجية متزنة مستقرة بلا تغيير على صعيد أحجامها.
ورغم تباين الآراء حول عمق الأحداث وتأثيراتها الفترة المقبلة ومدى حدودها، إلا أن اهتمام أصحاب رؤوس الأموال بالسوق الكويتي يدفع بالتوقعات الإيجابية بخصوص حركة التداولات بالفترة المقبلة.
وفي أوقات الأزمات أو تراجع المؤشرات تبرز اهتمام المحافظ والصناديق بالأسهم التشغيلية بحثاً عن فرص مناسبة تمكن في تداولها عند مستويات مغرية مقارنة بأعلى نقطة سجلتها، إلا أن هناك من يرى حاجة للتحفظ وعدم الاندفاع تحسباً من زيادة الخسائر واستمرار الهبوط.
استقرار ملكيات الأجانب
على صعيد موقف المؤسسات الأجنبية والمحافظ والصناديق العالمية من تأثير التراجعات محلياً توضح الملكيات الأجنبية بمكونات السوق الأول زيادة حصص الأجانب في نحو 14 سهماً، وذلك حسب دورة التسوية المنفذة بنهاية الأول من أكتوبر الجاري، فيما لوحظ ثبات المراكز في شركات عدة.
وتمركزت السيولة الساخنة التي تمثل أفراداً ومحافظ متنوعة في تحركاتها ببعض الأسهم المتوسطة والصغيرة، حيث وجه البعض اهتمامه نحو وضع أوامر وطلبات شراء دفاعية عند مستويات سعرية مختلفة لأسهمه.
المؤشرات والأموال
بلغت السيولة المتداولة في بورصة الكويت أمس 76.5 مليون دينار بكمية تصل 447.2 مليون سهم نفذت من خلال 23775 صفقة نقدية، وشملت التعاملات تحركات على 130 سهماً مدرجاً ارتفع بينها 23 وأغلق 93 على انخفاضات متباينة، فيما أقفل 14 سهماً دون تغيير.
«كامكو إنفست»: علاقة النزاعات وبورصات المنطقة تتراجع مع تزايد الأحداث المشابهة
قالت شركة «كامكو إنفست» إن التراجع المسجل أمس في بورصات الخليج أقل مما شوهد بعد الهجوم المماثل في منتصف أبريل 2024. حيث فقدت أمس 31.2 مليار دولار، مقارنة بـ 52 ملياراً في 16 أبريل 2024.
وتعتقد الشركة أن العلاقة بين النزاعات وأسواق الأسهم في المنطقة، وكذلك مع أسواق النفط، تتراجع مع تزايد عدد الأحداث المشابهة. إذ أصبح السوق أكثر مناعة ضد الإشاعات والتكهنات المتكررة، ولا يتفاعل إلا عندما يكون الخطر أكثر وضوحاً.