التوعية من أمراض السرطان هي حجر زاوية في نجاح مكافحة الأمراض السرطانية، أشعر بالسعادة الكبيرة حينما أجد حملات التوعية ليس فقط تأخذ أبعاداً واسعة ولكن أيضاً تجد مساندة من وزارة الصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من المؤسسات الخاصة والعامة.
سعادتي منبثقة بأن هذا النوع من التوعية لاسيما في الأمراض المستعصية يعني إنقاذاً للأرواح، وهذا يعكس مقدار الرحمة التي اشتهر بها الشعب الكويتي وقادته فهم يعلمون أن التوعية تبعد الأمراض، كما أنه الطريق الأسهل للكشف المبكر على الأمراض السرطانية وهذا يعني ببساطة أننا يمكن أن ننقذ ما يزيد على ثلث الإصابات من هذه الأمراض والتي بلغ عددها 2995 إصابة في آخر إحصائية لمركز الكويت لمكافحة السرطان، بلغ عدد حالات الإصابة بين الكويتيين 1653 إصابة، وعدد 1342 حالة لغير الكويتيين، وبالتالي تجنيب هؤلاء المرضى إما المرض بالأساس أو مضاعفات المرض وزيادة نسبة الشفاء فيه إذا ما أُصيب به.
أتانا أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي الذي تقوم به الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) التابعة للجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان كل عام، ثلاثة عشر عاماً مضت على هذه الحملة الوردية، عشرات الآلاف من النساء وصلت لهن الرسالة، وآلاف ارتفعت لديهن ثقافة الوعي، وعشرات بل مئات تم شفاؤهن لاكتشافهن المرض مبكراً، وقد أصبح لا يخفى على أحد بأن سرطان الثدي هو من أكثر السرطانات انتشاراً بين السيدات وقد بلغ عدد حالات الإصابة في العام 2019 فقط 631 حالة جديدة، 359 حالة وقعت بين الكويتيات وعدد 272 حالة لغير الكويتيات، ما يضعنا دائماً تحت مسؤولية الاستمرار في برامج التوعية والحث على الكشف المبكر، الذي يحقق نسب قدوم مبكر مرتفعة وهذا ينعكس على ارتفاع نسب الشفاء قد تصل إلى 85 في المئة، وعودة المتعافية لممارسة حياتها الطبيعية بفضل الله أولاً ثم بفضل رسالة قد تكون قد رأتها أو سمعتها عبر الإعلام المرئي أو المسموع بتنوعاته كافة، أو وصل إليها بروشور يوضح لها كيفية الفحص الذاتي، أو شاركت في دورة للتدريب على الكشف المبكر أو حضرت محاضرة لاخصائيين أو لمتعافيات، أو اتصلت بخط استشارات مخصص لتلقي الاستفسارات، أو تلقت دعوة لحضور نشاط رياضي للمتعافيات، أو شاركت في مسابقة تشجع على خسارة الوزن لكسب الصحة، أو تلقت هدية رمزية تحمل شعار (صحتك بفحصك)، أو تطوعت لزيارة مريضات السرطان، كل ذلك وأكثر هو مفعول التوعية.
إنقاذ الأرواح هو أفضل ما يفعله الإنسان في هذه الدنيا؛ لهذا فإننا نتقدم بالشكر لكل من يسعى لإنقاذ روح رطبة، يتطوع بوقته، بدعمه ومساندته، يقدم العون في مجال خبرته، كل ذلك ينقذ الأرواح، قال تعالى: «ومَن أحياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً» سورة المائدة آية (32).