إسرائيل تُطالب بضغوط أميركية لمنع انضمام إيران للحرب مع «حزب الله»

نتنياهو يتبنّى مفهوماً أمنياً جديداً... حرب طويلة من دون تسوية سياسية

26 سبتمبر 2024 10:45 م

طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على إيران كي لا تشارك في الحرب بينها وبين «حزب الله»، وذلك في أعقاب تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بأن الحزب لا يستطيع أن يقف بمفرده في مواجهة إسرائيل، حسب ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتطالب الولايات المتحدة إسرائيل بالامتناع عن هجمات واسعة في لبنان من شأنها أن تدفع إيران إلى الانضمام إلى الحرب، فيما يسود «قلق كبير» في الولايات المتحدة من استمرار الحرب، وفقاً للصحيفة.

وتابعت أن التقديرات الأميركية تشير إلى أن الحرب ستستمر لأيام عدة أخرى.

ويتهم معظم المحللين الإسرائيليين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بأنه يتعمد إطالة الحرب، بإحباط اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مع حركة «حماس»، والذي من شأنه أن يوقف الحرب مقابل «حزب الله» أيضاً، من أجل بقائه في الحكم والتهرب من محاكمته بتهم فساد خطيرة.

ويبدو أن نتنياهو، وبهدف خدمة مصالحه الشخصية التي تلتقي مع أجندة شركائه في اليمين الإسرائيلي المتطرف، يتبع مفهوماً أو عقيدة أمنية جديدة تسمح بإطالة مدة الحروب، خلافاً للعقيدة الأمنية التقليدية التي وضعها رئيس حكومة إسرائيل الأول، ديفيد بن غوريون.

ويقضي المفهوم الأمني الذي وضعه بن غوريون بتقصير مدة الحرب «من أجل تقليص الأضرار اللاحقة بالجمهور والبنى التحتية بقدر الإمكان نتيجة للحرب، وتقليص تعطيل المرافق الاقتصادية بقدر الإمكان»، وفق ما ذكرت صحيفة «ذي ماركر».

وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو تعمل بشكل معاكس لهذا المفهوم الأمني التقليدي، ورجحت أن هذه الحكومة تستند في الحرب الحالية إلى مفهوم أمني جديد صاغه في وثيقة، قبل أربع سنوات، رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال المتقاعد يعقوب عَميدرور، وهو يميني متطرف وأحد أكثر الجنرالات قرباً من نتنياهو.

وجاء في وثيقة عميدرور أنه «كان متعارفاً في الماضي أن على إسرائيل السعي لتقصير مدة الحروب، من أجل منع المس بالاقتصاد وتسريح قوات الاحتياط. وثمة مكان لإعادة النظر في ذلك. فاليوم إسرائيل هي الجانب الثقيل في المواجهة مع المنظمات، ولديها عمق لوجستي وقدرة على الاستمرار وحتى تعزيز التصعيد العسكري لفترة أطول - ثمة ميزتان غير موجودتين لدى المنظمات التي تواجهها».

وأضاف عميدرور أنه «رغم أن ثمن إطالة الحرب قد يتم التعبير عنه في معظم الحالات باستمرار إطلاق النار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكن بحسابات شاملة من الجائز أن في الوضع الحالي سيكون القتال الطويل، الذي يؤدي بشكل منهجي إلى تدمير قدرات الخصم وبنيته التحتية، مفضل بالنسبة لإسرائيل».

ووصف عميدرور استهداف مدينة تل أبيب بأنه خط أحمر: «يتركز مركز الثقل الإستراتيجي الإسرائيلي في منطقة جغرافية ضيقة، حول تل أبيب، وهي قريبة جداً من حدود الدولة. ومركز الثقل هذا مشترك للجيش الإسرائيلي والمنظومة المدنية، ولذلك فإن إبعاد العدو عنها وحمايتها ضروري وبالغ الأهمية من أجل استمرار وجود إسرائيل، وقدرتها على العمل أثناء الحرب في أي سيناريو محتمل».