قيم ومبادئ

الدروشة السياسية

26 سبتمبر 2024 10:45 م

مع المشاغل السياسية وحركات التغيير... الجميع قد انشغل بالخطابات السياسية عن العمل والإنتاج؟

وتحوّل جهة التنظير للثرثرة السياسية في الكافيهات ومواقع التواصل الاجتماعي، والغريب فعلاً كيف انجذب المجتمع بكل مكوناته لهذه الأجواء المحمومة؟ بكل همّة ونشاط؟ ولعل السرّ في ذلك الذي خَلَبَ لُبّ المجتمع لجهة السياسة وصرفه عن العمل والإنتاج حتى جاءته (البصمة الثالثة) هو شعار الحقوق السياسية.

والطبيعة الشبابية يغريها الحديث عن حقوقها أكثر من التزاماتها؟

ولكن المسار الصحيح الذي يجب أن يُسلّط الضوء عليه هو استنهاض الأمة للقيام بالواجب وليس إشباع رغباتها بالحديث المغري عن الحقوق فحسب!

وأكثر المجتمعات بعد دخولها في دهاليز السياسة والإعلام المسيّر طالبت بالحقوق وأهملت الواجبات وانهمكت بعد ذلك في الجدل السياسي حول الدستور والانتخابات التي علقوا عليها الآمال بأنها ستحل أزمات الواقع وترتقي بالمجتمع وتصنع الحضارة؟

هذا الاستغراق في المطالبات السياسية والمناداة بالحقوق شبيه بخرافات الدراويش التي تبيح الحروز والتمائم وتعلّق القلائد و(اليامعة) لأنّها سبيل الخلاص، وهي كدروشة السياسيين التي تبيع أوراق الانتخابات والبرامج الانتخابية وفي النهاية نجدها أماني خيالية!

حتى تمادى بهم الحال من الدروشة السياسية إلى الوثنية السياسية فقالوا (إن الحقوق تؤخذ ولا تُعطى) قبحها الله من كلمة لكنّها تُطرِب وتُغري... فالحق ليس هدية تُعطى ولا غنيمة تُغتصب وإنما هو نتيجة حتمية للقيام بالواجب، فهما متلازمان والشعب لا يُنشي دستور حقوقه إلا إذا عدّل وضعه الإداري والاجتماعي والقانوني المرتبط بسلوكه الشخصي وإنها لشرعية السماء (غيّر نفسك تُغيِّر التاريخ).

الواجب يتفوق على الحق لكل من أراد الوصول إلى الأفضل ويتحتم أن يكون لدينا محصول وافر (فائض قيمة) وهذا الواجب الفائض هو مؤشر أداء جيد للتقدم في كل مجتمع، وعليه فكل سياسة تقوم على المطالبة بالحقوق والحقوق فقط!! ليست إلاّ ضرباً من الهرج والهرطقة!

فهل من مزيد من الدروشة السياسية؟