ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن، خطابه الأخير، كرئيس، من على منبر الأمم المتحدة، أمس، موجهاً رسالة شخصية إلى قادة العالم مفادها بأن مصلحة الشعوب يجب أن تكون فوق رغبتهم في البقاء في السلطة.
كما حذّر من «حرب شاملة» في الشرق الأوسط، داعياً إلى إيجاد حلول دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.
وقال بايدن، أمام الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن اندلاع «حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكناً».
وأضاف في إطار تعليقه على التصعيد في لبنان «في الواقع، ما زال هذا الطريق الوحيد باتّجاه أمن دائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى منازلهم عند الحدود بسلام. وهذا ما نعمل بلا كلل لتحقيقه».
كما أكد بايدن أنه ما زال يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضع حداً للنزاع المتواصل منذ عام في غزة.
وقال «طرحت مع قطر ومصر اتفاقاً لوقف إطلاق النار وللرهائن. دعمه مجلس الأمن. حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده».
وأضاف أن الاتفاق «سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حماس ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب».
وحضّ الرئيس الأميركي، أيضاً، على «التوقف عن تسليح» طرفي النزاع ووضع حد للحرب في السودان.
أوكرانياً، أكد الرئيس الأميركي أن «حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين فشلت في تحقيق هدفها الأساسي. لقد سعى إلى تدمير أوكرانيا لكن أوكرانيا ما زالت حرّة».
وحضّ الأمم المتحدة على مواصلة دعم كييف إلى أن تحقق النصر.
وتعهد بايدن «العمل على الحد من تهديد الأسلحة النووية»، وأكد في هذا السياق: «علينا التصدي لخطر إيران، وضمان عدم حصولها على أسلحة نووية».
وأشار بايدن في كلمته، إلى أن «الديمقراطية تتعرض للخطر وسط الأزمات العالمية».
وفي السياق الداخلي، قال بايدن، وسط التصفيق «قررت بعد 50 عاماً من الخدمة العامة أن الوقت قد حان ليدفع جيل جديد من القادة بلادي إلى الأمام. زملائي القادة، دعونا لا ننسى أن بعض الأشياء أهم من البقاء في السلطة وهو الشعب».
غوتيريش
وكان الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذر في افتتاح أعمال للجمعية العامة، أمس، من أن «لبنان على حافة الهاوية»، معرباً عن مخاوفه من أن يصبح هذا البلد «غزة أخرى».
وقال أمام قادة 193 دولة مجتمعين في نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية، إن «غزة كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءاً بلبنان. لا يمكن للشعب اللبناني والشعب الإسرائيلي وشعوب العالم أن يسمحوا بأن يصبح لبنان غزة أخرى».
وأضاف «يجب أن نشعر جميعاً بالقلق إزاء هذا التصعيد. لبنان على حافة الهاوية».
وكرر غوتيريش، دعوته إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في غزة، مؤكداً أن «لا شيء يمكن أن يبرر فرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني».
وعلى نطاق أوسع، اعتبر غوتيريش أن «العالم عالق في دوامة» حيث تتفاقم الانقسامات الجيوسياسية و«تشتعل الحروب من دون أن نعرف كيف ستنتهي».
وأضاف «نتجه مباشرة نحو ما لا يمكن تصوره، نحو برميل بارود يُهدد بإشغال العالم».
وقال «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو»، معتبراً أن الإفلات من العقاب السائد في العالم تسبب بهذا الوضع.
وأضاف «إن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه على المستوى السياسي وهو غير مقبول أخلاقياً. واليوم، يشعر عدد متزايد من الحكومات بحقها في الاستفادة، كما (في لعبة) مونوبولي، من بطاقة... أنت محرر من السجن».
تميم بن حمد
من جانبه، وصف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها «إبادة».
وقال إن «ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكاً للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية»، مضيفاً «ليست هذه حرب بمفهوم الحرب المعروف والمتداول في العلاقات الدولية بل هل جريمة إبادة بأحدث الأسلحة».
وأكد أن «قضية فلسطين عصية على التهميش. لن تزول القضية الفلسطينية إلا في حالتين: زوال الاحتلال أو زوال الشعب الفلسطيني».
وتابع أمير قطر أمام الجمعية العامة «أوقفوا العدوان على غزة، وأوقفوا الحرب على لبنان»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تعرف أن الحرب لن تجلب السلام، وعليها إيقاف الحرب على غزة ولبنان».
ووصف تميم بن حمد، تفجير وسائل الاتصالات اللاسلكية في لبنان بأنه «جريمة كبرى».
أردوغان
وأمام الجمعية العامة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «ليس الأطفال وحدهم، إنما نظام الأمم المتحدة يموت في غزة أيضاً»، مؤكداً أن الأمم المتحدة لم تعد تقوم بما يرجى منها.
وفي حين أكد أن تركيا تقف إلى جانب شعب لبنان، دعا إلى تشكيل «تحالف للإنسانية» لردع إسرائيل.
عبدالله الثاني
وفي كلمته، ندد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بـ «الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل»، مؤكداً أن «هذا لن يحدث أبداً. ولن نقبل أبداً بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب».