وجع الحروف

الواجب علينا... والأمانة!

21 سبتمبر 2024 10:00 م

في إجابة الإمام ابن باز، رحمه الله، عن سؤال حول الموظفين الذين لا يؤدون أعمالهم أو لا ينصحون فيها، قال «سمعتم أنه من خصال الإيمان أداء الأمانة ورعايتها، كما قال سبحانه وتعالى: «إنّ اللهَ يأمُركم أن تُؤدوا الأماناتِ إلى أهلِها»، فالأمانة من أعظم خصال الإيمان، والخيانة من أعظم خصال النفاق «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون»، فالواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص، وعناية وحفظاً للوقت: حتى تبرأ الذمة، ويطيب الكسب، ويرضي ربه، وينصح لدولته في هذا الأمر، أو للشركة التي هو فيها، أو لأي جهة يعمل فيها» (انتهى الاقتباس).

لقد توقفتُ عند هذا الرد من الإمام ابن باز، رحمه الله، لمراجعة حال قراراتنا وعهودنا وأمانة الموظف خصوصاً مسؤولينا ومستشارينا.

نطوي مع الأيام عاماً إثر عام، بعضنا يستفيد ويفيد وبعضنا هداه الله إلى درب الصواب إن كان مخالفاً للنهج الحق، فما الواجب علينا... والأمانة الملقاة على عاتقنا؟

إنّ الواجب علينا توجيه النصيحة حتى تبرأ الذمة، فليس من المنطقي والمقبول أن يرى صاحب الخبرة المتراكمة والعلم النافعين الخطأ ولا يحاول توجيه النصيحة حتى وإن كانت الثقافة السائدة تميل إلى جمع من المنافقين المتسلقين الباحثين عن مصالحهم (وهؤلاء لا يوجد أثر ملموس لهم في ترك بصمة إيجابية والدليل استمرار القضايا ذاتها عالقة لعقود عدة)!

فكل وحسب تخصصه ومجال ثقافته ومعرفته مطالب بأداء الأمانة للجهة التي يعمل فيها أو لمؤسسات الدولة.

مؤسف جداً أن نستقي المعلومات والقرارات المصيرية من حسابات السوشال ميديا، لا سيما المتعلقة بمكافأة نهاية الخدمة (تسببت بآلاف الاستقالات من أهل الخبرة) والمستوى المعيشي وأمور تخص الموظف وأمنه الوظيفي!

ليترك العقلاء/الحكماء من أهل المعرفة والخبرة بصمة وألا يأبهوا للمنتقدين والمنافقين وسطحيي التفكير.

الزبدة:

إننا أمام ثقافة جديدة دخيلة لم يعهدها جيل الأمس رواد النهضة التي شهدتها البلاد في السبعينات، فأين رجالات الدولة الناصحين والواقفين مع الحق من باب أداء الأمانة.

إنّ الخطورة تكمن في العامل على غير بصيرة، والبصيرة كما جاء في التفسير «هي نور يقذفه الله في القلب، يفرق بين الحق والباطل، والخير والشر، والفضيلة والرذيلة».

نتمنى أن يأتي لنا نهج يتصف بالأمانة في حياتنا كعاملين، مسؤولين ومستشارين وكُتّاب رأي لتأتي النصائح عبر ما يكتب ويقال، وعلينا أن نتجنب الاستماع أو القراءة لأي ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي سواءً كان حسابه معلوماً أو مجهولاً... والله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi