أكد أن «لا علاقة لتواجد القوات المصرية في الصومال بالتوتر مع إثيوبيا»

عبدالعاطي: لا حديث عن اليوم التالي من دون تمكين السلطة الفلسطينية

21 سبتمبر 2024 10:00 م

- 6 مليارات دولار خسائر بسبب انخفاض عائدات قناة السويس
- نرفض تحويل لبنان ضحية للتصعيد
- ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا

جدد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبدالعاطي، الذي يزور واشنطن حالياً لبحث قضايا المنطقة مع مسؤولين أميركيين، التأكيد على «ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، والعودة لوضع ما قبل 7 أكتوبر».

وشدد الوزير المصري على أن «لا استقرار من دون منح الشعب الفلسطيني حقوقه، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإعلان دولة مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيراً إلى أن «لا حديث عن اليوم التالي للحرب من دون تمكين السلطة الفلسطينية، باعتبارها السلطة الشرعية، أو من دون وقف الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين».

وأعرب الوزير في لقاءات منفصلة مع 4 أعضاء من الكونغرس، عن «رفض مصر لأي تواجد إسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، ورفض سياسة التجويع الإسرائيلية كنهج للعقاب الجماعي تجاه السكان في غزة، وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم»، مشيراً إلى أن «من دون التوصل لأفق سياسي يفضي لحل للقضية الفلسطينية، فإن المنطقة ستشهد حلقات متكررة من الحروب والنزاعات».

وفي لقاء مع المبعوث الأميركي إلى لبنان وإسرائيل أموس هوكشتاين، أكد الوزير المصري «الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان وتجنب الانزلاق لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة»، مشدداً على «أولوية التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في غزة، باعتباره مفتاح التهدئة في المنطقة».

وأعرب عبدالعاطي، خلال لقائه مع المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، عن تأييد مصر كل «الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن، وبما يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق وينهي معاناته الإنسانية».

وفي مقابلة مع قناة «الشرق» الفضائية، مساء الجمعة، قال عبدالعاطي إن «لا خلافات واسعة في شأن صفقة غزة الحالية ولكن نحتاج لتوافر الإرادة السياسية، والمشكلة الحقيقية أمام وقف إطلاق النار، هي غياب الإرادة السياسية في إسرائيل».

وتابع أن «الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين، وعمليات القتل المستمرة في غزة، هي عنصر دافع لعمليات التصعيد في المنطقة».

وتابع ان «القاهرة تؤكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 في شأن لبنان، واتفقت مع المبعوث الأميركي إلى لبنان على ضرورة وقف التصعيد وعدم تحويل لبنان إلى ضحية التصعيد، وندعو واشنطن للضغط على إسرائيل للتوقف عن السياسات الأحادية التي لا تخدم إلا التصعيد».

وأكد «إدانة القاهرة للسياسات الأحادية الإسرائيلية ومنها سياسة الاغتيالات»، مضيفاً أن «الهدوء في لبنان والبحر الأحمر والمنطقة، مرتبط بالعمل على وقف النار في غزة، وحذرنا مراراً من فتح جبهة أخرى في المنطقة نتيجة لهذه السياسات الأحادية الاستفزازية، ونتواصل مع إيران بشكل مستمر، وهدف مصر وقف التصعيد وعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية».

قناة السويس

وتناول عبدالعاطي تداعيات ما يحدث في المنطقة على بلاده، موضحاً أن «الخزانة المصرية تخسر 600 مليون دولار شهرياً بسبب انخفاض عائدات قناة السويس».

واعتبر أن «القاهرة أكبر طرف متضرر من عدم الاستقرار في البحر الأحمر»، مؤكداً أن «حجم الخسائر المصرية بسبب انخفاض عائدات قناة السويس، تبلغ 6 مليارات دولار، حتى الآن».

وأكد أن القاهرة «لن تترك مصالح المصريين لأهواء أي طرف، وحقها محفوظ في صيانة وحفظ أمنها المائي، وسندافع عن مصالحنا في إطار القانون الدولي».

النيل والصومال

وشدد الوزير المصري من ناحية ثانية، على أن «مصر قادرة على الدفاع عن أمنها المائي وستدافع عن نفسها في حالة وجود تهديد»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «لا علاقة لتواجد القوات المصرية في الصومال بالتوتر مع إثيوبيا».

وأشار عبدالعاطي «إلى أن نهر النيل نهر دولي عابر للحدود وبالتالي ينطبق عليه القانون الدولي، والاتفاق القانوني في شأن سد النهضة، يجب أن يتضمن مبدأ عدم إلحاق الضرر بدول المصب».

وتابع «ندعو للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم حول تشغيل سد النهضة، خصوصاً أن المفاوضات مع إثيوبيا لم تصل إلى شيء، وكان هناك استغلال للمفاوضات لفرض أمر واقع عن طريق بناء السد».

ولفت إلى أن «جميع مسارات التفاوض توقفت مع إثيوبيا منذ العام 2023، نتيجة المراوغة والتفاوض بسوء نية، ومصر الدولة الوحيدة التي تعتمد بشكل كامل على مصدر وحيد للمياه هو نهر النيل، والمياه قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، والقاهرة تؤكد على حقوقها المائية ولا تفريط فيها ولا تهاون».

السودان

وأضاف عبدالعاطي، ان بلاده «تتحمل أعباء هائلة نتيجة لما يحدث في السودان من دون دعم دولي، وهناك تدفق كبير من السودانيين في ظل موارد محدودة ووضع اقتصادي ليس سهل، وننسق مع الأطراف كافة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان».

وأشار إلى «هناك تدفق للأسلحة داخل السودان يؤدي إلى مزيد من صب الزيت على النار، ومصر تبذل جهداً كبيراً في السودان، وتفتيت وتقسيم السودان خط أحمر لن نقبل به».

وفي لقاءات عبدالعاطي، مع المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي مايك هامر ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في، قال إن «منطقة القرن الأفريقي تحتل مرتبة متقدمة في أولويات السياسية الخارجية المصرية، على ضوء اتصالها المباشر بالأمن القومي»، مؤكداً حرص بلاده على «دعم جهود تحقيق الاستقرار واستعادة الأمن في دول منطقة القرن الأفريقي».