«عمرو دياب الوحيد الذي استطاع مواكبة كل الأجيال منذ التسعينات وحتى اليوم»

عزيز عبده لـ «الراي»: أفكر بطريقة مختلفة وأسير عكس التيار

15 سبتمبر 2024 10:00 م

بإدارة أعمال جديدة وتعاون فني مع أسماء صاحبة خبرة وتجربة في عالم الموسيقى، قرر الفنان عزيز عبده أن يدخل الساحة الفنية بقوة حاملاً شعار التجديد ومواكبة العصر.

عبده تحدث لـ«الراي» عن مسيرته ومخططاته ورأيه ببعض النجوم في هذا الحوار.

• يبدو أنك باشرتَ التركيز على نشاطك الفني أكثر، على الأقلّ من الناحية الإعلامية، خصوصاً أن رصيدك الفني يضم مجموعة من الأعمال الجيدة؟

- إذا قارنا بين الأمس واليوم، في السابق كنتُ أتعامل مع إدارة أعمال فاشلة. وأنا بدأتُ في سن صغيرة، في عمر 19، ولم أكن أملك الخبرة الكافية مع أن أغنياتي حققت نجاحاً كبيراً. أما اليوم، فإنني أعمل بنضجٍ مع إدارة أعمال محترفة وموسيقيين مهمين يقفون خلفي من بينهم هادي شرارة وغيره من أهل الفن ممن يملكون خبرة كبيرة وأسماء لامعة يتسلمون كل تفاصيل أغنياتي التي تحتلّ المرتبة الأولى على المنصات. وأصبحتُ أكثر تجربة وخبرة وأتعامل مع أشخاص يعرفون كيف يعملون على مستوى إدارة الأعمال، ولذلك فإن وجودي فنياً اختلف كلياً عما كان عليه في السابق.

• ألم تتأخر في حسم قرارك بالتعامل مع أدارة أعمال محترفة وموسيقيين محترفين؟

- لا أزال شاباً في الأربعينات. ويجب ألا ننسى أننا مررنا بظروف صعبة جداً من الحروب والمشاكل في لبنان، لأنني كنت أعيش هنا عندما دخلتُ المجال. الفن ليس سهلاً، بل مسؤولية ويحتاج إلى إنفاق الكثير من الأموال عليه. كما أنني سافرتُ إلى السويد ثم أصبحت أباً واليوم عدتُ إلى الساحة بقوة، وأطرح أغنية جديدة كل شهر ونصف الشهر، وفي آخِر سبتمبر سأصدر ألبوماً باللهجة الخليجية.

• غالبية الفنانين يقولون إننا لسنا في عصر الألبوم؟

- فليقولوا ما يشاؤون، وأنا أعمل بعكس ما يقولون.

• ألستَ فناناً مثلهم؟

- بل أفكر بطريقة مختلفة وأسير عكس التيار.

• هم يعتبرون أن الفنان عندما يَطرح عملاً جديداً يسأله الجمهور بعد شهر أو شهرين: ما جديدك؟ عدا عن أنه يمكن أن تنجح أغنية واحدة أو أغنيتين منه؟

- إذا كان الألبوم يضم 8 أغنيات «هيت» فماذا أفعل؟ وعندها يختار كل شخص الأغنية التي يحبها وينال الألبوم حقه.

• يبدو أنك قررتَ العودة بعنادٍ وقوة؟

- طبعاً، وهذه القوة لن تتوقف أبداً.

• ولكن هناك مَن يعتبر أننا نعيش زمن الغربلة الفنية، بدليل أن عدداً كبيراً من المغنين أصبحوا «تيكتوكرز» يشاركون في تحديات عبر تطبيق «تيك توك» من أجل التواجد. هل وضْعك مختلف لأنك تعيش في دبي؟

- لا شك أن الفرص أكثر في دبي، ولكن هذا ليس كل شيء. هناك 100 مطرب يظهرون خلال الدقيقة الواحدة، ولكن الموهبة ضرورية ومَن لا يملكها ولا يشتغل على مسيرته بشكل صحيح فمن الأفضل أن يبتعد عن الفن، لأن تكلفة هذه المهنة مرتفعة جداً.

• هل تعمل في مهنة أخرى إلى جانب الفن؟

- طبعاً. أعمل في مجال العقارات والملابس والمطاعم.

• وهل تصرف على فنك من المردود الذي تجنيه من وراء الفن أم من المجالات الأخرى؟

- بل هناك شركة تُنْتِج أعمالي وتصرف على فني لأنها تؤمن بموهبتي وهي «Soul sound Music».

• أشرتَ إلى ظهور الفنانين بكثرة. ولكن عدداً كبيراً من الفنانين المحترفين اختفوا عن الساحة؟

- لأن العصر اختلف، وهم لا يجيدون مواكبةَ الجيل الجديد على مستوى الموسيقى و«السوشيال ميديا». وفي رأيي أن الفنان عمرو دياب هو الوحيد الذي استطاع مواكبة كل الأجيال منذ التسعينات وحتى اليوم. فهو أثبت نفسه منذ التسعينات ومستمرّ في نجاحه وتألُّقه حتى اليوم لأنه عَرف كيف يجدّد ويطوّر نفسه.

• ولكن هناك فنانين غيره لايزالون مستمرّين حتى اليوم، وبينهم وائل كفوري وراغب علامة وإليسا ونجوى كرم وعاصي الحلاني وغيرهم ويتميّز كل منهم بأسلوبه الغنائي الخاص به؟

- حتى لو كان الفنان موجوداً على الساحة منذ أعوام طويلة ويملك اسماً كبيراً، فيجب أن يقدّم الجديد، لأن الناس ينتظرون منه دائماً أن يقدّم لهم ما يحبونه.

• ولكن الفنانين الذين أشرْنا إليهم مستمرون وناجحون؟

- الكل مستمر، وحتى أحمد دوغان لايزال مستمراً ويطرح أغنيات، لكن هناك فارقاً كبيراً بين أن يقدم الفنان أغنيات تدهش الناس وبين أن يكون موجوداً.

• لكنهم موجودون بقوة ويحيون الكثير من الحفلات؟

- لا شك أنهم يملكون تاريخاً فنياً كبيراً، ولكن غالبيتهم يطرحون أغنيات إلا أنها لا تشبههم ولا تحقق نجاحاً يُذكر.

• تقصد أنهم يعيشون على أمجاد الماضي؟

- كلهم أساتذة ونحن نتعلّم منهم، ولكنني مع أن يطوّر الفنان تجربته. ولا يمكنه أن يعيش على أمجاد الماضي وأنه كسر الدنيا في التسعينات وفي الألفين وأن يصل اليوم إلى مكان لا يعرف كيف يعمل.

• وكيف تفسر استمراريتهم وتواجدهم بقوة على الساحة؟

- بالنسبة إليّ، الفنان الذي يكسر الدنيا بأغنياته هو عمرو دياب وغالبية الأغنيات التي تُقدم في أماكن السهر هي أعماله، وهذا يعني أنه ناجح. وعند إحياء الحفلات كل النجوم يكون معهم فنان آخَر يشاركهم الحفل ما عدا عمرو دياب الذي يكون بمفرده، وهنا تكمن قوته لأنه قادر على إحياء حفل مكتمل العدد لوحده. حتى مَن يدخل التطبيقات الموسيقية يجد أن أغنياته هي الأكثر استماعاً.

• حتى أغنيات الشامي تتصدّر وتحتلّ المراتب الأولى؟

- الشامي برز في الفترة الأخيرة، ولكن لا يمكن أن نقارن بينه وبين عمرو دياب.

• وما رأيك بتجربة الشامي؟

- أتمنى له التوفيق. هو فنان شاب، ولكنني لا أسمع نوع الأغنيات التي يقدّمها ولم أتابعه جيداً، وأتمنى التوفيق لكل شخص مجتهد يشتغل على اسمه وفنه.

• ولكنه يشكل حالة على الساحة الفنية؟

- لمَ لا؟ كل فنان يسعى ويجتهد لابد وأن يصل.

• ولماذا قررتَ طرح ألبوم كامل باللهجة الخليجية؟

- لأنني أعيش في الخليج، ولأن أهله لم يقصّروا في حقي على الإطلاق، ولذلك أحببتُ أن أهديهم هذا الألبوم. ومَن سيسمع الأغنيات بعد طرْحها سيظن أن فناناً خليجياً هو الذي يغنيها وليس فناناً لبنانياً.