دشّنت مجموعة «ستوديو الأربعاء» السينمائية برعاية نادي الكويت للسينما موسمها الحادي والعشرين، بعرض الفيلم السوداني «وداعاً جوليا»، وذلك في قاعة الأديب عبدالرزاق عبدالبصير بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وقدّم الفيلم للمخرج محمد كردفاني تبريراً درامياً لانفصال جنوب السودان عن شماله بذريعة السلام، كما ألقى الضوء على القوى المحركة التي أدت إلى الانفصال من جهة، وحمل دعوة للتصالح بين الأعراق والديانات، في جهة أخرى.
وشارك في بطولة الفيلم، كل من المغنية إيمان يوسف، وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك، والممثل المخضرم نزار جمعة.
«تنوّع العروض»
فور انتهاء عرض الفيلم الذي يحمل رقم 453 في سلسلة عروض «ستوديو الأربعاء»، أكد مؤسس المجموعة علاء البربري على أن تنوّع العروض من بلدان مختلفة هو ديدن المجموعة وإن لم تتفق مع الرؤى المطروحة للأفلام، «فهذا الفيلم الذي كلّف نحو مليوني دولار تم إنتاجه وفق رؤى معينة تخدم أجندة معينة لا نتفق معها، لكنه مبهر كإخراج وتصوير وحبكة فنية. ومن هنا نؤكد على أنه إذا توفر السيناريو الجيد والإنتاج الذي لا يبخل، يمكن إقناع الملايين بفكرة ما، حتى وإن لم تستند إلى حقيقة واحدة».
من ناحيته، قال الشاعر سعيد المحاميد إن الفيلم مبهر بكل المقاييس، إذ قدم حالات إنسانية معقدة وغاص فيها، «وإن كان قد تحيّز وفق مبررات درامية لأحد الطرفين، فالتحيّز مقنع للمشاهد».
بدوره، اعتبر الناقد مصطفى عطية أن خلفية الفيلم سياسية، وقد جاءت مقتطفات من نشرات الأخبار في الفيلم لتوّثق الحدث الأهم وهو الانفصال وفق إرادة الجنوبيين، لكن الفيلم حمل إشارات سلبية عن الشماليين من وجهة نظر أوروبية.
«خطوة كبيرة»
رأت التربوية آمنة بيطار أن «وداعاً جوليا» يُعد خطوة كبيرة نحو إظهار السينما السودانية على الساحة العالمية، حيث فاز الفيلم ورُشح لجوائز دولية عدة، منذ إنتاجه العام الماضي 2023.