حازم زيدان هو ابن الممثل المخرج السوري أيمن زيدان، ويجمع مثله بين التمثيل والإخراج ويطلّ حالياً في المسلسل التركي المعرّب «العميل».
زيدان تحدّث عن أهمية مسلسل «لعبة حب» في مشواره الفني وعن مشاريعه الجديدة ووضْع الدراما السورية في الحوار الآتي مع «الراي».
• حققتَ نجوميةً عربيةً من خلال مسلسل «لعبة حب» الذي وفّر لك شهرة عريضة، فهل ترى أنك حققتَ من خلاله نقلة نوعية في مسيرتك الفنية مضموناً وشكلاً ومتابعةً؟
- أنا في المجال منذ 15 عاماً وشاركتُ في الكثير من الأعمال داخل سورية. والبداية كانت مع مسلسل «أيام الدراسة»، الذي حقّق نجاحاً ملحوظاً في سورية وبعض الدول المجاورة، ثم غبتُ بسبب السفر، إذ غادرتُ إلى مصر ودرستُ فيها الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما، وخلال فترة الدراسة تراجعتْ أعمالي.
ولا شك أن مسلسل «لعبة حب» حقق لي الجماهيرية والانتشار في العالم العربي، لأنه من نوع المسلسلات التي تترك أثراً كبيراً عند الجمهور، علماً أنه لم يتم التسويق لي كحضور وشخصية في المسلسل لا في «البوستر» ولا في البرومو الدعائي، ولذلك اعتمدتُ على جهدي الخاص لأن المُشاهد سيتعرّف عليّ وسيتأكد من أدائي، والحُكم النهائي يعود له وحده.
• يبدو أن التجربة أَحْزَنَتْكَ إلى حد ما؟
- إلى حد ما لا أنكر أنني في البداية حزنتُ، ولكن عندما حقق المسلسل نجاحاً وجماهيريةً وبدأ الناس يتحدثون عنه ويبحثون عن اسمي ويتابعونني، وجدتُ أن مَن يعمل بشكل جيد لابد أن يقطف ثمار تعبه بصرف النظر عن الحملات الإعلامية.
• هل أنت متفائل بوضع الدراما السورية، خصوصاً أن هناك تضارباً في الآراء حولها، وقليلة هي الأعمال السورية التي تبرز بالرغم من كثرة الإنتاجات، وكم تعوّل على دور الجيل الشاب من الفنانين في نهضتها؟
- يفترض بالمُنْتجين أن يتحلّوا بالشجاعة وألا يتردّدوا بالتعامل معنا على الأصعدة كافة وأن يمنحونا الفرصة لنقول ما يمكن أن نقوله. وفي ما يخص الدراما السورية، فإن الظرف العام في سورية، سواء الاقتصادي أو اللوجستي، لا يشجّع على تقديم أعمال مكتملة العناصر والمواصفات. والدراما هي صناعة أولاً وأخيراً ولا شك في أنها تحتاج إلى الكثير من الدعم.
• والتعويض يكون من خلال الأعمال التي تنتجها «mbc»؟
- هذا صحيح وهي التي تحقق الفارق. وبصراحة لو اكتفينا بالاعتماد على الإنتاج (المحلي) لكانت أمورنا مأسوية.
• كما أن شركات لبنانية تُنْتِج أعمالاً سورية ومشتركة ضخمة؟
- هذا صحيح. هي تدعم برأسمال.
• هل يشكل العمل في الدراما المصرية هاجساً لك كممثل سوري وهل مازالت المشاركة في الدراما المصرية عقدة بالنسبة للممثل في شكل خاص والعربي في شكل عام؟
- عشتُ في مصر لفترة من الزمن ودرستُ فيها خمس سنوات، وكانت لدي فرصة للعمل هناك، ولكنني لم أحقق نفسي ولم أقتنع بفكرة اللهجة، مع احترامي الشديد لمصر وتاريخها الفني الحافل، خصوصاً في مجال السينما، ولا شك أنهم سبّاقون فيه. تعلّمتُ في مصر، ولكن هناك صعوبةً في أن أتحوّل إلى ممثل سوري يتكلم باللهجة المصرية. ليس لأنني لستُ قادراً على اتقانها، بل لأنني لا أرغب بالمشاركة في أعمال مصرية وأنا أتكلم بلهجةٍ غير السورية.
• وما رأيك بتجربة خالد شباط الذي شارك خلال الموسم الرمضاني الفائت بالمسلسل المصري «عتبات البهجة» مع النجم يحيى الفخراني لكنه لم يحقق ما كان متوقَّعاً منه بسبب تفكك النص بحسب رأي النقاد؟
- أهنّئه لأنه تفرّغ للعمل بحرفية عالية، وهذه المسألة ليست سهلة أبداً. ومخطئ جداً مَن يظن أن التمثيل بلهجة أخرى أمرٌ سهل بالنسبة للممثل. ولكن كم قدّمتْ له مهنياً؟ فإن هذه التجربة ليست معياراً، وعملُ الممثل غير المصري في الدراما (المصرية) لا يعني أنه تفوّق على أقرانه.
• ما مشاريعك الجديدة؟
- أحضّر لفيلم سينمائي من إخراجي وبانتظار العروض التمثيلية التي يمكن أن تصلني.
• وهل ورود اسمك في عملٍ من إخراجك يشجع على توفير فرص إنتاجية له؟
- المعايير لم تعد واضحة. في السابق، كنا نعتقد أن أسماء الممثلين يمكن أن تؤمن الإنتاج، ولكن الوضع لم يعد كذلك واختلفت المعايير، وصار الأمر يحتاج إلى مجموعة تفاصيل ومعطيات يمكن أن تركب مع بعضها، ولكن لا أعرف كيف. ولكن في ما يخصني فإن الأعمال التي لا يتدخل فيها والدي أكون مرتاحاً فيها نفسياً أكثر وأشعر باستقلالية أكبر.
• وهل وجود والدك يسبّب لك إرباكاً لأنكما مختلفيْن بالتفكير وطريقة العمل؟
- لا شك أن والدي داعِمٌ لي، ولكن الإنسان بكيانه المستقلّ يشعر بأنه مرتاح أكثر وبأنه قادر على التعبير عن نفسه بطريقة أفضل بعيداً عن الضغوط، حتى من المحيط، وعن العبارة التي تتردد دائماً «أنه يعمل مع والده».