في تحرك إيجابي ملموس، دشن عدد من الناشطين البيئيين مبادرة لتزويد الجهات الحكومية مجاناً بشتلات «المانغروف» التي تعرف أيضاً باسم «القرم»، نظراً لما تتمتع به هذه النبتة من فوائد بيئية وارتباطها بتاريخ الكويت القديم والحديث.
وقال رئيس فريق السعي التطوعي (الذي يتولى الإشراف والتنسيق لنقل تلك الشتلات للجهات الحكومية) حمد الجطيلي إن «هذه التجربة تعد الأولى في الكويت، لأن هذا المشتل الموجود في محمية الشامية أول مشتل متخصص في نبات المانغروف»، لافتاً إلى أنه «يحوي أكثر من 2100 نبتة».
وبيّن الجطيلي أن «كلفة المشروع أتت من تبرعات خيرية، وكذلك من تبرعات أعضاء الفريق»، مشيراً إلى أن «هذه التجربة تتميز بأن زراعة المانغروف تتم في المشتل، الأمر الذي يتيح زراعة عدد كبير من الشتلات، ولهذا نشجع الجهات الحكومية على تكرار هذه التجربة لتكون بديلاً عن زراعة تلك الشتلات في المختبرات».
وذكر أن «ثمة نية لنقل جزء من هذه الشتلات لمحمية الجهراء للاستفادة منها»، لافتاً إلى أنه «بعد انقطاع نبات المانغروف عن البيئة الكويتية منذ الأربعينيات في القرن الماضي، بدأت زراعته مطلع التسعينيات من قبل معهد الكويت للأبحاث العلمية، ثم أصبح قبل عام لدى (الهيئة العامة للبيئة) أول بذور محلية لهذا النبات الذي يسهم في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون ويعتبر موئلاً مهماً للأسماك والطيور».
ولفت إلى أنه «في ظل الاحتباس الحراري وارتفاع معدلات درجات الحرارة وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث، تأتي زراعة المانغروف لتتماشى مع اتفاقيات دولية عدة، منها اتفاقية مؤتمر الأطراف للتغير المناخي واتفاقية المحافظة على التنوع الأحيائي واتفاقية الحفاظ على الأراضي الرطبة، وهذه النبتة هي الأمثل للبيئة الكويتية».