فيما رأي عدد من القياديين السابقين في بعض جهات الدولة الحكومية، أهمية الاستفادة من عناصر الخبرة والتريث في إحالتهم إلى التقاعد؛ قبل نقل خبراتهم للأجيال الصاعدة، أشاروا إلى أهمية الدفع بالعناصر الشابة والدماء الجديدة في مواقع العمل، لكن دون الاستغناء عن أصحاب الخبرات، إلا بعد نقل خبراتهم للموظفين الجدد.
وأوضحوا لـ«الراي» أن المشاريع التنموية الجديدة التي تتضمنها خطط الدولة الاستراتيجية، تتطلب الإبقاء على عناصر الخبرة للاستفادة منها في إعداد وطرح وترسية هذه المشاريع الحيوية، مؤكدين أن «الخبرة لا تغني عنها الشهادة؛ في أي حال من الأحوال».
وذكروا ان عملية الإحالة للتقاعد من عدمه تخضع لتقديرات الوزراء أصحاب الاختصاص، كونهم أكثر معرفة بتقييم أداء الموظفين في جهاتهم.
وفي ما يلي آراء بعض القياديين السابقين:
محمد بوشهري: إبقاء الخبرات يحفظ تماسك الجهاز التنفيذي
- الدولة استثمرت في تأهيل الكوادر الخبيرة ويجب التمسك بها لنقل خبراتها للعناصر الشابة
أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة السابق، المهندس محمد بوشهري، أهمية الإبقاء على عنصر الخبرة، لما يمثله ذلك من حاجة ضرورية للحفاظ على تماسك الجهاز التنفيذي داخل الجهة الحكومية، مشيراً إلى ضرورة الدفع بالعناصر الشابة في مجال العمل شريطة ألا يكون ذلك على حساب أداء الجهة.
وقال بوشهري إن الاستغناء عن أصحاب الخبرة من خلال إحالتهم إلى التقاعد، يمكن أن يؤثر على أداء الجهة الحكومية، معرباً عن أسفه لاتخاذ بعض الوزراء السابقين في وزارة الكهرباء قرارات بالإحالة إلى التقاعد بحق كوادر تملك خبرات وكفاءة، رغم أن فترة عملهم لم تتجاوز 35 عاماً، وبعد خسارتهم عمدت الوزارة إلى التعاقد معهم مرة أخرى للاستعانة بهم كمستشارين.
وأضاف بوشهري أن الدولة تعبت واستثمرت كثيراً في تأهيل وتدريب أصحاب الخبرات هؤلاء، لذا من الضروري الاستفادة منهم ونقل خبراتهم التي اكتسبوها طيلة فترة عملهم للمعينين الجدد.
عبدالعزيز الكليب: الإحالة إلى التقاعد يجب إخضاعها لتقديرات الوزير المختص
- ميزانية الباب الرابع تتضمن مشاريع ضخمة تحتاج لأصحاب الخبرات لطرحها وترسيتها وتنفيذها
رأي وكيل وزارة الأشغال السابق، المهندس عبدالعزيز الكليب، أن مسألة إحالة الموظفين إلى التقاعد من عدمه يجب أن تخضع لتقديرات الوزير المختص، كونه أول من سيتأثر بتبعات قراره.
وقال الكليب إن عوامل تقدير كفاءة وخبرة بعض الموظفين أيضاً تخضع لرؤية الوزير، فربما يرى البعض أن هذه العناصر لا تحتكم للخبرة والكفاءة، وعلى الجهة الأخرى يرى الوزير المختص أن هذه العناصر وجودها ضروريا لما تمتلكه من خبرة وكفاءة يُستفاد منها في النهوض بمسؤوليات العمل على أكمل وجه.
وأضاف الكليب أن دعم الطاقات الشابة وإسناد المهام لها والاعتماد عليها، أمر مهم، شريطة ألا يضعف أو يقلل ذلك من أداء الجهة الحكومية، مشيراً إلى أهمية تواجد الخبرات لاتخاذ القرارات المناسبة، خصوصاً المتعلقة بالمشاريع التنموية الكبرى.
وقال الكليب: بالنظر إلى ميزانية الباب الرابع، فهي متضخمة جداً لما تتضمنه من مشاريع عدة، مقارنة بالميزانية ذاتها قبل 10 سنوات، مؤكداً أن طرح وترسية هذه المشاريع والإشراف على تنفيذها، يحتاج إلى جهاز يمتلك خبرة وكفاءة لانجازها.
وذكر أن التريث في إحالة أصحاب الخبرات للتقاعد أمر جيد، إلى حين منحهم الفرصة لنقل خبراتهم وتدريب الكوادر الشابة على القيام بمهامها.
اياد الفلاح: تفريغ الجهات من أصحاب الخبرات... مُحيّر
- مشاريع في «الكهرباء» لم تبصر النور لغياب المدافعين عنها فنياً وقانونياً من أهل الخبرة
قال الوكيل المساعد السابق في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، المهندس اياد الفلاح، إن عملية نقل الخبرات من من الكوادر القديمة إلى حديثي التعيين، تتطلب الإبقاء على أصحاب الخبرة لحين تشكيل نواة يُعتمد عليها في القيام بالمهام الوظيفية التي يكلفون بها، معرباً عن استغرابه من قرارات تفريغ الجهات الحكومية من اصحاب الخبرات دفعة واحدة.
وأوضح الفلاح ان هناك عددا من المشاريع في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، لم يكتب لها أن تبصر النور بالفترة الأخيرة، لافتقاد الوزارة لأصحاب الخبرات الذين يمكنهم الدفاع عنها فنيا وقانونيا بالشكل السليم.
وقال الفلاح: الجميع يعلم أن هناك لوائح وقوانين تنظّم مسألة الإحالة إلى التقاعد، لكني أتحدث هنا عن أهمية الاستفادة من أصحاب الخبرات والكفاءات في مواقع العمل المختلفة الذين يمكنهم الارتقاء بمستوى الجهات التي يعملون فيها.
وأشار الفلاح إلى أهمية عمل توازن بين ضخ الدماء الجديدة في مواقع العمل والإبقاء على عناصر الخبرة، خصوصا في بعض المواقع المفتقرة لبدائل جاهزة، مشدداً على أن الخبرة لا تغني عنها الشهادة بأي حال من الأحوال.
فؤاد العون: التفريط في المهندسين أصحاب الخبرة... ثمنه باهظ
- ليتهم يتعاملون مع مهنة الهندسة مثل تعاملهم مع «القضاء» و«الطب» من حيث طول مدة العمل
اعتبر الوكيل المساعد السابق في وزارة الكهرباء والماء، المهندس فؤاد العون، قرار وزير «الكهرباء» الدكتور محمود بوشهري، سحب القرارات الأخيرة الخاصة بإحالة بعض موظفي الوزارة إلى التقاعد؛ قرارا صائبا، يحافظ على الكفاءات والخبرات، خصوصا التي تشغل وظائف ذات طبيعة فنية.
وقال العون إن ضخ دماء في مواقع جهات العمل المختلفة أمر مطلوب وحتمي، لكن قد يحتاج المعينون الجدد إلى وقت ربما يمتد إلى سنوات لاكتساب الخبرات والمهارات المطلوبة، للإشراف على العمل وتأدية المهام الأداء الأمثل، وهذا الأمر لا يتأتى إلا بالممارسة التي تصقل مهارات حديثي التعيين لحين إكسابهم الخبرات المطلوبة.
وأضاف أن الحفاظ على عناصر الخبرة داخل القطاعات الفنية مهم جدا، فما بالنا بمهندسين عملوا في مواقع مختلفة وتدرجوا في العمل إلى ان اكتسبوا الخبرات التي تؤهلهم لأداء مهامهم بكل اقتدار وجدارة، يتم التفريط فيهم بسهولة، وهذا التفريط ثمنه باهظ، مشيرا إلى حجم النتائج العملية التي يمكن ان يحققها المهندسون الخبراء مقارنة بحديثي التخرج.
وتمنى ان يتم التعامل مع مختلف المهن، خصوصاً مهنة الهندسة، كمعاملة مهنتي القضاء والطب، اللتين يُسمح لمنتسبيهما البقاء في العمل أطول مدة عمرية ممكنة قبل احالتهم إلى التقاعد، للاستفادة من خبراتهم العملية والعلمية.