رأي قلمي

علينا بأنفسنا أولاً...!

31 أغسطس 2024 10:00 م

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «... المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يَكْذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات». رواه مسلم

ترتكز العلاقات الإنسانية على بعض الدعامات الأساسية التي تساعدنا على بناء علاقات اجتماعية صحية، تعتمد على مبدئي القبول والتعايش، وكلا الطرفين فائز، وإن كانت هناك خسائر تكون خلافات وصدامات بسيطة تعالج بأيسر وأسهل الطرق والأساليب.

الحياة أخذ وعطاء، ولدى الناس ما يكفي من النبل والمروءة كي يقابلوا الإحسان إليهم بإحسان مثله أو أفضل منه. حيث لا يتجاهل مناسبات الفرح والحزن لدى أقاربه وجيرانه ومعارفه، ويعرف كيف يظهر اهتمامه وتفهمه لظروفهم وتقلّب الحال بهم. كما يجب أن نؤسس في نظرتنا لأنفسنا، هو أنه من الطبيعي أن نخطئ، وأن يكون في تصرفاتنا ما هو غير مقبول، وغير المقبول قد يثير الخلاف والجدل بين الناس، وهذا ما يجعل علاقاتنا غير متوافقة.

بعض الناس يجدون مسوغات لكل تصرفاتهم الصحيح منها والخاطئ، وهذا شيء غير موضوعي ومخالف للواقع، مهما كان الخطأ كبيراً فإن الاعتراف به والاعتذار يعمق العلاقة ما بين الطرفين، ويجعلها متماسكة أكثر.

حين تمر بأحدنا ظروف صعبة، فإن علينا أن نُظهر شيئاً من التماسك والصبر، والثقة بالنفس، حتى نستطيع أن نمد يد العون والمساعدة لمن يحتاجنا، ونسيطر على الوضع المهزوم والمنهار.

غالباً من يعترضه عارض من عوارض الحياة اليومية يفقد الثقة بنفسه وقدراته، ويكون إنساناً كثير التذمر والشكوى والعتب، وهذا ما يجعل بعض العلاقات الاجتماعية تفتر وتتصدع، وأحيانا يفترق الأهل والمعارف والجيران، لسبب عدم الثقة بالنفس، وخصوصاً في أيام الشدة.

من أهم المرتكزات في استمرار ونجاح العلاقات الاجتماعية الصدق، هو مفتاح لما لا يُحصى من خيرات، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة...» الحديث. الصدق يوثق العلاقات بزيادة الثقة بين الأطراف، على عكس الكذب ينطوي على نوع من الخديعة، وهو عدو للحصول على الثقة والطمأنينة. إن الناس لا يحبون الكذابين والمخادعين، ولا يرتاحون للتعامل معهم، لأن الكذّاب يصور الأمور على غير ما هي عليه، وهذا يسهّل عليه الغش والخداع والغدر والخيانة، وخلف الوعد، والتنصل من المسؤوليات.

إن أردنا أن نستمتع بعلاقاتنا، فلابد أن نعتمد الركائز الأساسية في بنائها، ونجعل التوازن القاعدة الأصلية لإقامة أي علاقة، لنعيش علاقات سوية صحية قائمة على قيم التعايش وقبول الآخر، وإن أردنا الارتقاء والتطوير بأي علاقة علينا بأنفسنا أولاً.

M.alwohaib@gmail.com

@mona_alwohaib