بعوض «قاتل» يجبر عشرات الآلاف الأميركيين على التزام المنازل

27 أغسطس 2024 06:48 ص

أجبر مرض نادر ينتشر عن طريق البعوض عشرات الآلاف من السكان في ولاية ماساتشوستس الأميركية على البقاء في منازلهم أثناء الليل، ودفع المسؤولين لإغلاق حدائق عامة وتقييد الأنشطة الخارجية وإعادة جدولة الفعاليات العامة.

وبحسب «الحرة»، أكد مسؤولو الصحة في ماساتشوستس خلال أغسطس الجاري أول حالة بشرية في الولاية لفيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي (EEE) هذا العام لرجل في الثمانينيات من العمر.

وقال المسؤولون السبت الماضي إن عشرة مجتمعات مصنفة الآن على أنها معرضة لخطر كبير بسبب الفيروس.

وأغلقت بليموث، (جنوب بوسطن)، جميع الحدائق العامة من غروب الشمس وحتى الفجر، حين يكون البعوض «القاتل» أكثر نشاطا في ذلك الوقت.

وفي مكان قريب، حظرت مدينة أكسفورد جميع الأنشطة الخارجية على ممتلكات المدينة بعد الساعة السادسة مساء.

وأصدرت الولاية نشرة عامة للسكان تضمنت كثيرا من المعلومات عن الفيروس النادر المميت، وحثتهم على أخذ الحذر وارتداء سراويل وقمصانا بأكمام طويلة وإعادة جدولة الفعاليات في الهواء الطلق، واستخدام طارد للبعوض، فضلا عن كثير من النصائح الأخرى.وينتشر الفيروس المسبب لمرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي من خلال لدغة بعوضة مصابة.

وتقول الولاية إنها تتعرف على الفيروس غالبا في البعوض الموجود في وحول مستنقعات المياه العذبة والخشب الصلب.

ومنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة في ولاية ماساتشوستس في عام 1938، حدث ما يزيد قليلا عن 110 حالات إصابة.

وكانت غالبية الحالات من ثلاث مقاطعات هي بريستول وبليموث ونورفولك. ومع ذلك، في عام نشط يمكن أن تحدث حالات إصابات بشرية في جميع أنحاء الولاية.

وتفشى المرض في عام 2019 وشمل 12 حالة مع ستة وفيات. واستمر تفشي المرض في عام 2020 بخمس حالات من بينها حالة وفاة واحدة. والآن يعود من جديد بحسب المسؤولين.

الأعراض

الأعراض الأولى لمرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي هي الحمى (غالباً من 103 إلى 106 درجة فهرنهايت) وتيبس الرقبة والصداع ونقص الطاقة.

وتظهر هذه الأعراض ما بين ثلاثة وعشرة أيام بعد لدغة بعوضة مصابة.

ويعد التهاب وتورم الدماغ، المسمى التهاب الدماغ «encephalitis»، من أخطر المضاعفات الخطيرة وأكثرها شيوعاً. يتفاقم المرض بسرعة وقد يدخل بعض المرضى في غيبوبة في غضون أسبوع.ولا يوجد علاج لمرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي. في ولاية ماساتشوستس، توفي نحو نصف الأشخاص الذين تم تحديد إصابتهم بالمرض جراء العدوى. غالباً ما يصاب الأشخاص الذين ينجون من هذا المرض بإعاقة دائمة. قلة من الأشخاص يتعافون تماماً.

وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يموت نحو 30 في المئة من المصابين بالفيروس، ويعاني العديد من الناجين من مشاكل عصبية مستمرة.

تغير المناخ

ويأتي تفشي الفيروس في ماساتشوستس مع إطالة موسم البعوض في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست»، حيث أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وزاد عدد الأيام التي يبلغ متوسط الرطوبة فيها 42 في المئة على الأقل ودرجات الحرارة بين 50 و95 درجة.

وارتفعت درجة حرارة الشمال الشرقي بشكل أسرع من بقية أنحاء البلاد، وشهدت أكبر زيادة في أيام البعوض. وفي ولاية ماساتشوستس، كان متوسط عدد أيام البعوض 14 يومًا إضافيًا مقارنة بالفترة من 1980 إلى 2009.

ويحذر العلماء من أن مواسم البعوض الأطول قد تزيد من خطر تفشي الأمراض التي تحملها الحشرات الماصة للدماء، مثل حمى الضنك والملاريا.