تعافت من أدنى مستوياتها في 8 أشهر

«كامكو إنفست»: المخاطر الجيوسياسية تصعد النفط

26 أغسطس 2024 10:00 م

- خفض أسعار الفائدة يحد من مخاوف تباطؤ العديد من الاقتصادات
- لا تغيير في سياسة «أوبك» وحلفائها بما في ذلك خطة إنهاء التخفيضات من أكتوبر 2024
- خطط كويتية لتسريع إنتاج حقل فيلكا المكتشف بمساعدة شركات دولية

اعتبرت «كامكو إنفست» أن أسعار النفط الخام تحركت دون حاجز 80 دولاراً للبرميل، بعد أن واجهت تقلبات متزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، على خلفية عدد من العوامل التي أثرت على جبهتي العرض والطلب. وأدى تصاعد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك الهجوم على شحنات النفط الخام في البحر الأحمر إلى تعزيز أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، أدى تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا أيضاً إلى تقديم بعض الدعم للأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية. من جهة أخرى، ساهمت المؤشرات المتزايدة على إمكانية خفض مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي لسعر الفائدة الشهر المقبل في دعم توقعات نمو الطلب على النفط، الأمر الذي ساهم بدوره في رفع الأسعار، في حين أن المخاوف المتعلقة بنمو الطلب في الصين كان لها تأثير معاكس على الأسعار.

اتجاه تصاعدي

وتصاعدت التوترات في منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى، بعد فشل مفاوضات وقف إطلاق النار مرة أخرى الأسبوع السابق، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام على ضوء هذه المفاوضات. ومع الهجمات الأخيرة التي شملت لبنان، من المتوقع أن ترتفع الأسعار مرة أخرى نتيجة لتهديد الإمدادات من المنطقة، كما يتضح من الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط الخام في البحر الأحمر. في ذات الوقت، أدى تجدد العدوان من أوكرانيا إلى عرقلة الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار مع روسيا. وأدى الهجوم البري الأوكراني المفاجئ على منطقة كورسك ذات الأهمية الاستراتيجية في روسيا والحريق الذي تعرض له مستودع للنفط بعد الهجوم بواسطة طائرة من دون طيار إلى إعادة إشعال الحرب الممتدة بين البلدين. كما تعطلت إمدادات النفط الخام من روسيا إلى المجر وسلوفاكيا بعد فرض عقوبات على شركة النفط الروسية لوك أويل التي تورد الخام عبر أوكرانيا.

اتجاه أسعار النفط منذ بداية العام

الطلب

وعلى جانب الطلب، لاتزال المخاوف قائمة على المستوى العالمي، حيث تحذر العديد من الاقتصادات من تباطؤ وشيك، بما في ذلك في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يساهم خفض أسعار الفائدة المتوقع في الحد من بعض تلك المخاوف، هذا إلى جانب دعم الطلب على النفط الخام، إلا أن تراجع الطلب بعد موسم الصيف في الولايات المتحدة وكذلك الطقس الأكثر دفئاً خلال الربع الأخير من العام قد يعوض الجزء الأكبر من التأثير الإيجابي على أسعار النفط.

بالإضافة إلى ذلك، لاتزال الصين تواجه ضبابية اتجاه الطلب على النفط، حيث خفضت المصافي معدلات التشغيل مشيرة إلى ضعف الطلب. كما دعمت البيانات الأخيرة هذا الرأي مع تباطؤ الناتج الصناعي، وانخفاض أسعار المنازل الجديدة بأسرع وتيرة تشهدها منذ تسعة أعوام، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة. وخفضت كل من الأوبك ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب على النفط مشيرة إلى تراجع التوقعات الخاصة بالصين.

العرض

أما على جانب العرض، وصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد، إذ بلغ 13.4 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس 2024 على خلفية تزايد انتاج ألاسكا و48 ولاية متجاورة. ويأتي هذا على الرغم من الانخفاض النسبي لعدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة، ما يشير إلى تحسن إنتاجية الآبار بالإضافة إلى تركيز شركات النفط على تعزيز عوائد المساهمين. كما زادت إمدادات النفط من الأوبك في يوليو 2024، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية، حيث رفعت معظم دول المجموعة إنتاجها خلال الشهر. وانخفض إنتاج بقية الدول الأعضاء في مجموعة الأوبك وحلفائها فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض الإنتاج في روسيا وكازاخستان.

الاتجاه الشهري

تم تداول النفط الخام في نطاق محدود دون مستوى 80 دولاراً للبرميل خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط تقلبات حادة. وشهدت العقود الآجلة لمزيج خام برنت مكاسب جيدة خلال جلستي التداول الأخيرتين من الأسبوع الماضي، إلا أنها أنهت تداولات الأسبوع مغلقة على انخفاض نظراً للضغوط التي تعرضت لها جبهة الطلب التي طغت على المخاوف الجيوسياسية في ظل تصاعد التوترات حول المناطق الرئيسية المنتجة للنفط. وجاءت المكاسب الأخيرة نتيجة لآمال تحقيق الاقتصاد الأميركي للهبوط الناعم بعد أن أشارت تعليقات مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي والاقتصاديين إلى إمكانية خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر 2024. إلا أن الأسواق محت معظم مكاسبها المسجلة منذ بداية العام نظراً للتأثير السلبي الذي أحدثه الطلب الصيني وإشارة البيانات الأخيرة إلى استمرار معاناة الاقتصاد.

ارتفاع هامشي

أما على صعيد الاتجاه الشهري للأسعار، سجلت أسعار كافة درجات النفط الخام ارتفاعاً هامشياً خلال شهر يوليو 2024. إذ ارتفع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 3.5 في المئة ليصل إلى 85.3 دولار للبرميل في يوليو 2024 مقابل 82.4 دولار في المتوسط خلال يونيو 2024.

من جهة أخرى، ارتفع سعر سلة الأوبك المرجعية بنسبة 1.5 في المئة ليصل إلى 84.4 دولار، في حين شهد خام التصدير الكويتي ارتفاعاً بنسبة 1.0 في المئة ليصل في المتوسط إلى 85.7 دولار في يوليو 2024.

في ذات الوقت، كشفت تقديرات الإجماع لسعر مزيج خام برنت مراجعة هبوطية خلال الربع الرابع من العام 2024 مقارنة بالشهر الماضي. ووفقاً لتقديرات وكالة بلومبرج، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر النفط الخام 83.25 دولار في الربع الرابع من العام 2024 وأن يظل عند مستوى 80 دولاراً حتى نهاية العام المقبل.

من جهة أخرى، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها مرة أخرى في تقريرها الأخير مقارنة بالشهر السابق، إذ تتوقع أن يصل سعر مزيج خام برنت إلى 84.44 دولار في العام 2024 مقابل 86.37، وفقاً لتوقعاتها السابقة، بينما من المتوقع أن يصل السعر خلال العام المقبل إلى 85.71 مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 88.38 دولار أميركي للبرميل.

الطلب العالمي

وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوبك، تم خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2024 بمقدار 135 ألف برميل يومياً. وتتوقع الوكالة الآن أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.11 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل في المتوسط إلى 104.3 مليون برميل يومياً. وتعكس هذه المراجعة البيانات الفعلية الصادرة عن فترة الربعين الأول والثاني من العام 2024 إلى جانب خفض توقعات نمو الطلب من الصين في العام 2024. أما على مستوى كل دولة على حدة، تم خفض توقعات معظم الدول خلال الربع الأول من العام 2024، باستثناء روسيا التي شهدت توقعات الطلب الخاصة بها مراجعة تصاعدية بمعدل هامشي. أما الصين وأميركا اللاتينية والمنطقة الأوروبية فقد جاءت في صدارة المناطق التي شهدت خفضاً شديداً لتوقعات الطلب على النفط خلال هذا الربع. وبالمثل، بالنسبة للربع الثاني من العام 2024، شهدت الصين وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط مراجعات هبوطية. وكانت المراجعات الهبوطية للنصف الثاني من العام 2024 في الغالب مرتبطة بتقديرات الطلب من الصين.

الطلب العالمي على النفط -2025/2024

كما خفضت الأوبك توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2025 بمقدار 65 ألف برميل يومياً إلى 1.8 مليون برميل يومياً مع توقع وصول متوسط الطلب إلى 106.1 مليون برميل يومياً العام المقبل. وعكست التعديلات مرة أخرى انخفاض توقعات الطلب من الصين إلى جانب انخفاض الطلب الخاص بمنطقة الشرق الأوسط.

خارج «أوبك»

لاتزال توقعات نمو إمدادات النفط للدول غير المشاركة في «ميثاق التعاون المشترك» لهذا العام دون تغيير مقارنة بتوقعات الأوبك للشهر الماضي. ومن المتوقع أن ينمو العرض من هذه الدول بمقدار 1.23 مليون برميل يومياً في العام 2024 ليصل في المتوسط إلى 53.0 مليون برميل يومياً خلال العام. كما كشفت أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط الخام والمكثفات على مستوى البلاد بلغ في المتوسط نحو 13.4 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس 2024، والذي يعد أحد أعلى مستويات الإنتاج التي تحققت في الولايات المتحدة والتي جاءت على الرغم من الانخفاض الحاد والمستمر في عدد منصات الحفر النفطي. وكشفت أحدث البيانات الأسبوعية الصادرة عن بيكر هيوز عن عدم ارتفاع عدد المنصات في الولايات المتحدة والتي ظلت عند مستوى 483 منصة الأسبوع الماضي.

كما تم الإبقاء على توقعات العام 2025 دون تغيير على نطاق واسع عن مستوى الشهر الماضي. إذ توقعت الأوبك نمو إمدادات النفط من الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً العام المقبل لتصل في المتوسط إلى 54.1 مليون برميل يومياً خلال العام.

إنتاج «أوبك»

انخفض إنتاج «أوبك» من النفط الخام في يوليو 2024، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، والتي أشارت إلى وصول متوسط الإنتاج إلى 26.99 مليون برميل يومياً خلال الشهر، مقابل 27.05 مليون برميل يومياً الشهر السابق. ووفقاً لوكالة بلومبرج، يعكس هذا الانخفاض بصفة رئيسية تراجع إنتاج إيران وفنزويلا، في حين أظهرت معظم دول الأوبك تغيراً هامشياً في مستويات الإنتاج.

من جهة أخرى، كشفت بيانات مصادر «أوبك» الثانوية عن زيادة الإنتاج بمعدلات جيدة خلال الشهر. فارتفع انتاج معظم دول المجموعة خلال الشهر، بما في ذلك السعودية والعراق وإيران، ما أدى إلى وصول متوسط إنتاج المجموعة إلى 26.7 مليون برميل يومياً في يوليو 2024. إلا أن هذه الزيادة قابلها انخفاض إنتاج عدد من الدول غير الأعضاء، خاصة روسيا وكازاخستان، ما أدى إلى زيادة الإنتاج الإجمالي لمجموعة الأوبك وحلفائها بنحو 117 ألف برميل يومياً في يوليو 2024.

في ذات الوقت، في اجتماعهم الشهري الأخير، أبقى منتجو «أوبك» وحلفاؤها على سياسة إنتاج النفط دون تغيير، بما في ذلك خطة إنهاء التخفيضات بدءاً من أكتوبر 2024. إلا انه تمت الإشارة في الاجتماع إلى أنه يمكن إيقاف او عكس زيادة الانتاج مؤقتاً إذا لزم الأمر، وفقاً لأوضاع السوق.

استقرار كويتي

وظل إنتاج الكويت من النفط مستقراً عند نحو 2.45 مليون برميل يومياً في يوليو 2024.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت البلاد عن اكتشاف نفطي ضخم في جزيرة فيلكا باحتياطي يقدر بنحو 3 مليارات برميل من النفط الخام الخفيف المكافئ.

وذكرت مؤسسة البترول الكويتية، أن الأمر سيستغرق ما بين خمسة إلى سبعة أعوام لبدء إنتاج النفط وأكدت عزمها تسريع هذا الجدول الزمني بمساعدة شركات النفط الدولية.