تستند المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس، إلى الأمل الذي أحييته في صفوف معسكرها، لكن لا شيء مضموناً في مواجهة مرشح جمهوري مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، يقدّم نائبة الرئيس على أنّها «يسارية مجنونة» تريد دفع الولايات المتحدة نحو «الشيوعية».
ليل الخميس - الجمعة، قبلت نائبة الرئيس، رسمياً تسمية الحزب الديمقراطي لها مرشحة لانتخابات الخامس من نوفمبر، لتتخذ المواجهة بين هاريس وترامب طابعاً رسمياً، وذلك في ختام مؤتمر طغت عليه الحماسة واجتذب ملايين المشاهدين كلّ مساء.
وفي مواجهة منافسها الجمهوري، الذي يقول إنه الوحيد القادر على وقف «تراجع» البلاد، تطرح هاريس رؤية متفائلة للغاية لوضع البلاد.
وفي السياق، منح موقع FiveThirtyEight الذي يجمع نتائج استطلاعات الرأي، الأربعاء، تقدّماً لهاريس بنحو ثلاث نقاط على ترامب، في نوايا التصويت على المستوى الوطني.
لكن قبل 74 يوماً من الاقتراع، قد لا يشكل هذا الفارق بأي حال من الأحوال ضمانة للفوز في الانتخابات التي ستُحسم في عدد من الولايات الرئيسية كما حصل في العامين 2016 و2020.
وقد تحدث الكثير من الأمور بحلول الخامس من نوفمبر. فخلال أربعة أسابيع مُربكة، شهدت الولايات المتحدة رئيسها الحالي جو بايدن يتخلّى عن ترشيحه، فيما تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في ولاية بنسلفانيا.
«انتخابات متقاربة»
بالتالي، تُطرح الكثير من التساؤلات، منها ما يتعلّق بإمكانية تخلّي المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور عن ترشيحه وتأثير ذلك على المشهد الانتخابي، في حال أعلن دعمه للملياردير الجمهوري، الأمر الذي أشارت وسائل إعلام إلى أنه يستعد للقيام به.
تيم والز
وكان تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، أطلق نداء حماسياً، الأربعاء، لتعبئة الديمقراطيين.
وقال حاكم ولاية مينيسوتا بعد قبوله رسمياً ترشيح الحزب له، «سيكون لديكم الوقت للنوم عندما تموتون»! مضيفاً «لم يبقَ أمامنا إلا 76 يوماً، هذا لا شيء».
كذلك، تميّز المؤتمر بالعديد من النقاط البارزة.
خلال حفل الافتتاح، الإثنين، تلقّى بايدن تصفيقاً حارّاً استمر لدقائق من المؤيدين الذين بدا عليهم التأثر.
وجاء خطاب الرئيس قبل الخطابين الحماسيين الثلاثاء لميشيل وباراك أوباما اللذين جعلا ملعب شيكاغو بولز، يهدر على أصوات المؤيدين الذين كانوا يهتفون «نعم تستطيع»، في إشارة إلى هاريس.
ومساء الأربعاء، علت ضحكات المندوبين لدى استماعهم لخطاب الرئيس السابق بيل كلينتون الذي سخر من ترامب على خلفية سنّه.
وفي خطاب افتقر إلى القوة الشبابية لخطاباته السابقة، أشار كلينتون إلى أنه بلغ أخيراً، 78 عاماً، وأنه «أكبر شخص في عائلته ما زال على قيد الحياة» لكنه «ما زال أصغر سناً من ترامب».
وكلينتون أصغر من ترامب بنحو شهرين. وكلاهما أصغر من بايدن (81 عاماً)، لكنهما أكبر سناً بكثير من هاريس (59 عاماً).
«طائفة» ترامب
كما شهد المؤتمر الديمقراطي، سيلاً من الانتقادات ضد ترامب، من مجموعة من الجمهوريين «المتمرّدين» الذين دعوا إلى التصويت لهاريس.
وقال جيف دانكن، النائب السابق لحاكم ولاية جورجيا التي سعى فيها ترامب إلى قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، «في الآونة الأخيرة، بات حزبنا أشبه بطائفة، طائفة تبجل مجرماً».
ووصفت الناطقة السابقة باسم البيت الأبيض أثناء عهد ترامب ستيفاني غريشام، رئيسها السابق، الثلاثاء، بأنّه كاذب «بلا تعاطف ولا أخلاق ولا إخلاص للحقيقة».
وقالت «رأيته عندما لا يكون أمام الكاميرات. في الكواليس، ترامب يسخر من مناصريه الذين يصفهم برجال الكهف».
مع ذلك، استبعد مستشار ترامب خلال حملة العام 2016 ديفيد أوربان، أي تأثير جوهري لتصريحات هؤلاء الجمهوريين على الناخبين.
لكنّه أقر في حديث لمحطة «سي إن إن»، بأنّ خطاب دانكن «قد يمنح الإذن للناخبين للتصويت لهاريس» في ولايته جورجيا.
ترامب في نورث كارولينا
في غضون ذلك، ضاعف الرئيس السابق جولاته الانتخابية في الولايات التي تشهد المعارك الأكثر احتداماً في الانتخابات الرئاسية، سعياً منه لوقف الزخم الذي اكتسبته منافسته الجديدة.
وتوجّه الأربعاء إلى ولاية كارولينا الشمالية يرافقه المرشح لمنصب نائبه جاي. دي. فانس، للمشاركة في أول تجمّع في مكان مفتوح منذ محاولة اغتياله، قبل مشاركته في تجمّعات انتخابية أخرى في أريزونا ونيفادا.
ومن خلف الزجاج المقاوم للرصاص في متحف الطيران في آشبورو،
اتّهم ترامب، هاريس بأنها «أكثر شخص يساري متطرف» يدخل السباق الرئاسي، محذّراً من أنّ ملايين الوظائف «ستختفي فجأة» إذا ما فازت بالانتخابات.
وأضاف مخاطباً الحشد «مدخّرات حياتكم ستختفي تماماً».
وحذّر من أنّه «إذا فازت الرفيقة كامالا في نوفمبر، فمن شبه المؤكد أننا سنشهد حرباً عالمية ثالثة».
وتعد كارولينا الشمالية الواقعة جنوبا إحدى الولايات القليلة المتوقع أن تحسم نتيجة الانتخابات.