ألوان

أهمية التخطيط

8 أغسطس 2024 10:00 م

توجد في كل وزارة إدارة تسمى إدارة التخطيط وهي مهمة جداً لتحسين كفاءة الأداء إلى جانب حسن التخطيط وفق رؤية ثاقبة، لذا فإن هناك ثلاث مراحل مهمة مرتبطة بحسن الأداء وأي خلل في أي منها يؤثر سلباً على النتيجة العامة وهي دراسة الواقع وتحديد الأهداف المستقبلية ووضع الخطة المناسبة لتحقيق تلك الأهداف.

ويأتي التغيير في المجتمعات أو على مستوى الفرد، وهو إما تغيير نحو الأفضل أو تغيير نحو الأسوأ تبعاً للظروف المحيطة.

ويبقى العلم هو أساس الاستثمار في كل بلد، فمتى ما كان التعليم متطوراً ومستوى المعلم كبيراً كانت مخرجات التعليم رائعة لكوكبة متسلسلة من الشباب من الجنسين للمساهمة في البناء والتشييد والارتقاء بالوطن، لذا لا بد من تركيز الاهتمام بكل تفاصيل التعليم والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في التعليم بشكل عام أو في بعض المواد بشكل خاص ومحاولة تطبيقها في الكويت.

ومن الملاحظ أن أهم نقطتين في التعليم هما اللغة الإنكليزية والكمبيوتر، ومن يتخرج من الثانوية العامة ولديه ضعف فيهما إنما هو طالب متخلف وليس طالباً متخرجاً، لكن لا يعني ذلك أن يكون تعليمهما على حساب اللغة العربية والهوية الإسلامية فهي هويتنا الأصلية التي نقدم بها أنفسنا للآخرين في عالم العولمة.

نلاحظ نقصاً شديداً في القراءة والاطلاع والبحث والحوار، فهناك العديد من الشخصيات التي لا تجيد النطق ولا تحسن الحوار أمام الجماهير أو أمام الكاميرا، لذا فإنّ بناء شخصية الطالب منذ صغره في المرحلة الابتدائية أمر مهم جداً.

يقول عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي، «إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعملون»، وأضاف قائلاً «لقد رأيت رجلاً من العامة يستمع إلى خطيب مفوه فصفق له بقوة، فقلت له ما فهمت من كلام الرجل؟ فقال لي وهل لمثلي أن يفهم ما يقوله هذا العالم العظيم». «انتهى».

وهناك من يعتقد أن الغموض هو الإبداع وهذا ما انتقل إلينا عبر مدارس الإبداع الأدبي والفني رغم أني ضد المباشرة لكني ضد الطلاسم التي لا تفهم بتاتاً، ومن هنا فإن من يقدم الكلام الواضح السلس ينظرون إليه بنوع من الدونية، لذا فإن التخلف الاجتماعي لم يكن من صفات الإنسان العربي.

وإذا حصلنا على تعليم نوعي مميز فإنّ ذلك يدفعنا بالضرورة إلى استثماره في تأصيل الصناعة في المجتمع مهما كانت بسيطة تلك الصناعة لتكون ضمن خطة طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الملبس وفي المأكل، ويمكن استخدام التقنيات للتغلب على ضعف الإمكانات البشرية، ولا بأس في جلب الكفاءات لطالما أننا نستورد كل شيء شرط أن يكون ذلك لفترة محدودة، حيث تقوم تلك الكفاءات بتدريب شباب الوطن، عندها نحصد ما زرعنا من التعليم ومن الصناعة البسيطة التي سرعان ما تتطور مع الوقت وهذا ما حدث في العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية وفي أميركا الجنوبية والتي كانت بلاداً نامية ثم باتت تقترب من أن تصبح بلاداً صناعية متطورة أو وصلت.

همسة:

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة التعليم.